البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

(انطلاق).. زيارة القبائل أربكت "العثمانلي"


يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دائما اللعب بالنار، ولا يدرك أنه محاصر بين الموقف المصري العربي، لتدخلاته في ليبيا، ومحاولة إثارة فتن في المنطقة ليس إلا لحلم خاص، وبين الرفض الإقليمي العالمي لما يفعله من عبث ضد عدد من الدول الأوروبية، وعلى الرغم من عدم وضوح رؤى لبعض من الدول الغربية، إلا أن التدخل في ليبيا مرفوض، لأنه عبث كبير.
وقبل أيام ظهر القلق على أردوغان، عندما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع شيوخ قبائل ليبيين زاروا القاهرة، ودعوا مصر للتدخل ضد المحتل التركي، خصوصا إذا ما دعت الحاجة، وتجاوز المرتزقة المدعومين من أنقرة، الخطوط الحمر التي حددتها مصر، وتأكيد الرئيس السيسي أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد مباشر للأمن القومي المصري والليبي.
وقد خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتبكا، قائلا "إن تركيا ستواصل دعم حكومة الوفاق"، بل اعتبر أن موقف مصر وما تقوم به "عملية غير مشروعة"، ونسى أردوغان، أن أكثر من 90% من قبائل ليبيا حضروا إلى مصر، لنداء ما أسماه قادة القبائل "تفويض" للقاهرة ورئيسها، للقيام بكل ما يحمي أمن مصر وليبيا القوميين، من عدو مغتصب جاء تحت اتفاق غير شرعي مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق.
وحالة الارتباك التي أصيب بها أردوغان ومن حوله، اتسعت مع ما أكدته مصر على لسان رئيسها بالتحذير بأن الجيش المصري قد يدخل ليبيا إذا عاودت حكومة طرابلس وحلفاؤها الأتراك الهجوم على خط المواجهة سرت-الجفرة، الذي يعتبر بوابة مرافئ تصدير النفط الرئيسية في ليبيا.
وارتباك أردوغان اتسعت حدوده، أكثر وأكثر، عندما وصف التوجه الذي تتبناه دولة الإمارات العربية المتحدة في الأزمة الليبية، ودعواتها لوقف التدخل التركي، والتصدي لمحاولات استنزاف ثرواته، حيث يعتبر "العثمانلي" هذا الموقف نوعًا من أعمال "القرصنة"!.
وجاءت ردود مصر قوية وأطراف رئيسية لكشف مواقف العثمانلي، فقد أكدت مصر رفضها للتدخلات التركية السياسية والعسكرية في الشأن العربي، والتي تفتقر إلى أي سند شرعي بل وتنتهك قرارات مجلس الأمن، سواء كان ذلك في العراق أو في سوريا أو في ليبيا.
والردود المصرية على المحتل التركي، واضحة حيث أكدت رفضها للتدخل التركي، ورفض كل التصريحات غير المسئولة التي قالها أردوغان ومسئولون أتراك، حول مدى شرعية مطالبة جهات ليبية منتخبة بدعم القاهرة في مواجهة الإرهاب، بل أكدت مصر استغرابها من الرفض التركي لطلب أطراف ليبية مساعدتها في مواجهة استجلاب إرهاب وتطرف إليها من سوريا.
والموقف المصري كاشف وواضح، إزاء مغامرة الإدارة التركية "الأردوغانية" بمقدرات الشعب التركي نفسه، بالتدخل والتورط في أزمات الدول العربية لتعميقها وتعقيدها ولصالح تيارات معينة، لمجرد تبعيتها لأيديولوجيته الخاصة، والتي يسعى لترويجها ليس إلا لهدر موارد الأتراك أنفسهم.
وفضح مواقف أردوغان، جاءت متنوعة، فقد أكد العمدة منصور ابسيس المنفي، أحد شيوخ قبيلة المنفة الليبية والنائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين، أن الوفد القبلي تجاوز 200 شيخ من كل التركيبات والقبائل والعشائر الليبية ليؤكدوا للعالم أنهم يد واحدة ضد المحتل التركي.
ورد العمدة منصور على أردوغان قائلاً "إن العدوان التركي جاء لليبيا لنهب ثروتها وخيراتها، وأن الشعب الليبي بصمود أبنائه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيسيرون على خطى شيخ الشهداء عمر المختار، الذي قال "ننتصر أو نموت"، ويرى الليبيون أن النصر قريب وجبروت وغطرسة تركيا ستتحطم على شواطئ ليبيا.
وقال بدقة شديدة "إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشايخ وأعيان ليبيا هو استكمال للقاء قاعدة سيدي براني العسكرية، الذي أبدت فيه مصر استعدادها لتدريب أبناء القبائل الليبية وضمهم للقوات المسلحة الليبية للدفاع عن بلادهم.
وأكد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين على أن العالم كله أصبح لديه ما يبرهن أن القبائل الليبية أتت للقاهرة بأريحية وليس مضغوطة ليؤكدوا أن مصر هي صمام الأمان لصد العدوان التركي الغاشم.
ولكشف عورات الرئيس التركي ومن حوله، جاء رد دولة الإمارات قويا على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مشيدا بالجهود المصرية لحل الأزمة في ليبيا بالطرق الدبلوماسية، مؤكدًا أن أمن ليبيا واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وموقف الإمارات الثابت هو دعم المسار السياسي لحل الأزمة الليبية.
تلك هي الردود الكاشفة لموقف محتل جاء طامعًا في البحث عن وهم اسمه "الخلافة".