البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

القس يوساب عزت يستعرض حياة القديس توما الرسول

القس يوساب عزت
القس يوساب عزت

تعرض "البوابة نيوز" قصة حياة "القديس توما الرسول" وذلك بمناسبة صوم الرسل. 
ووضح القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوى بالمنيا الجديدة استاذ القانون الكنسيّ والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينيّة معنى اسم توما وهو يعني التؤام وكان يلقب بالتؤام. 
وقال القس يوساب في تصريح خاص لـ"لبوابة نيوز، إن القديس توما ولد في إقليم الجليل واختاره الرب من جملة الاثني عشر تلميذ (متى 10: 3) شخصيته مثل شخصية فيلبس الرسول يميل دائمًا للعقلانية بسبب دراسته المتعمقة.
وأوضح القس يوساب أن الكتاب المقدس ذكره في ثلاثة مواقف وهما:
الموقف الأول: حينما ارسل مريم ومرثا للرب أن لعازر مريض وأراد الرب يسوع ان يذهب لليهودية اعترضه التلاميذ «يا معلّم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب إلى هناك» (يوحنا 11) فقال لهم يسوع: «لعازر حبيبنا... مات، وأنا أفرح لأجلكم، أنّي لم أكن هناك لتؤمنوا.. ولكن لنذهب إليه. 
فقال توما " لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه".
الموقف التاني: في الاصحاح 14 من إنجيل معلمنا يوحنا لما قال الرب لتلاميذه: «.. في بيت أبي منازل كثيرة.. أنا أمضي لأعدّ لكم ‏مكانًا... وتعلمون حيث إنا أذهب وتعلمون الطريق».
فقال توما: «يا سيّد لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق». 
قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة».
الموقف الثالث: بعد قيامة المسيح أصر انه يحط صباعه في أثر المسامير ويده في جنب المسيح لكي يتأكد من القيامة
فهو: 
1- مستعد للموت:
هذا الموقف في قصة موت لعازر (يو 16:11) يقول القديس توما: "لنذهب نحن أيضًا لنموت معه".
توما لم يكن استعداده إيمانيا إنما كان انفعاليا.. هذا الانفعال جيد ولكنه غير ناضج.
"أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا" (يو 5:11).
2- إنسان متحير وحائر:
في (يو5:14) "يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق".. هذا السؤال سأله توما للسيد المسيح وهكذا كل من بدأ بانفعال عاطفى نجده يتساءل نفس السؤال وهو في منتصف الطريق قائلًا: "ما الذى جعلنى تركت الدنيا وجئت؟ تركت مستقبلى.. شهادتى.."، "كيف نعرف الطريق؟".
تحول الشخص المستعد للموت إلى شخص متسائل ومتحيز لم يعرف الطريق، المسيح يوعده قائلًا: حيث إنا أذهب وتعلمون الطريق.. "أنا هو الطريق والحق والحياة" هذا هو جوهر الطريق "أنه المسيح هو الطريق والحق والحياة".
وتابع:مشكلتنا أننا قبل دخول السكة نكون مركزين في المسيح ولكن بعد دخولنا الطريق ننشغل عنه.. بعد الحماس والتعلق بالمسيح تظهر اهتمامات أخرى تشغلنا عن المسيح.. هنا يعاتبنا المسيح قائلًا: "أنا هو الطريق.."
المسيح هو: التناول - الميطانيات - الخدمة، قد يكون هناك إنسان يكمل قانونه ويلتزم بقانونة ولكن المسيح خارج منهجه.. فهو إنسان بعيد عن المسيح.
الطريق: فالمسيح مدخلنا للسماء.. لذلك في (عب 19:10) يقول: "طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أى جسده".
الحق: الحق الإلهى هو فعل "من يفعل الحق يقبل إلى النور" (يو 21:3) الحق = البر.المسيح هو البر والحق والصديق الذى نسعى إليه.
وأضاف "المسيح هو الطريق الذى أسلك فيه والبر الذى أفعله للحصول على المسيح لا بد من البحث عنه.. هناك ضعفات تقابل الإنسان في الطريق تطفئ فرحته... لتكن عيوننا على المسيح كهدف نهائى.
يؤلمنا في الطريق أننا لم نستطيع تحقيق كل البر.. وهنا المسيح يعزينا لكى لا ننشغل ونتضايق لهذا الأمر "أنت شفاؤنا.. قيامتنا.. برنا".
المسيح في كلمات قليلة صحح مسيرة توما لأنه "ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى" (يو 6:14).
+ الحياة: الحياة هى الملكوت التى لا تغلب.
فهو ينبوع الحياة.. فالموت لم يستطع أن يمسكه.. "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو 4:1)، وصارت فيه الحياة التى لا يمكن للموت أن يغلبها الحياة التى أخذناها في الإفخارستيا لا يستطيع سيوف الحكام أن تطفئها والموت الذى يهددنا به الحكام لا يستطيع أن يزعزع هذه الحياة التى أخذناها في المسيح "أنا حى وأنتم ستحيون" (يو 19:14). الذى هو يمشى معى في الطريق.. ويأخذ البر.. ويقتنى الحياة.
3- ضعيف الإيمان:
توما بعد الانفعال والتساؤل أيضًا بطئ الإيمان.. مشكلة توما هو أنه أنفصل عن الجماعة..
توما لم يكن مع أخوته لذلك لم ير المسيح مع أخوته "أما توما لم يكن معهم حين جاء يسوع" (يو 24:20).
عندما أنعزل توما عن الجماعة لم ير المسيح. "بعد ثمانية أيام جاء المسيح وكان توما معهم" (يو 26:20)، عندما انضم للجماعة استطاع أن يرى المسيح ".
في يوم الخمسين "كان الجميع معًا بنفس واحدة" (أع 1:2)، "كان كل شيء بينهم مشتركًا" (أع 44:2).
المسيح هناك إذا كانوا معًا.. عندما توما قال "إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعى في أثر المسامير واضع يدى في جنبه لا أؤمن" (يو 25:20). كان توما يريد من هذه الكلمات (أبصر - أضع) حسيات وحقائق.
"كان التلاميذ أيضًا داخلا وتوما معهم" (يو 26:20) الكنيسة هى الاجتماع - جماعة المؤمنين توما كان معهم في العمق - لذلك وجد صيدًا ثمينًا."فجاء يسوع والأبواب مغلقة" (يو 26:20).داخل مشغوليات الخدمة لا بد أن يكون هناك لحظات هادئة.
واختتم: الحواس مغلقة.. فالمسيح يأتى للتعزية، عندما أضعف وأطلب الحسيات يأتى المسيح ويعطينى هدوء وسلام وتعزية.
"طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 29:20) عتاب المسيح للنفس فهو كشف جنبه وطلب من توما أن يرى ويضع يده.. فالشكوك التى تحاربنا في طريق لا بد أن نشكوها للمسيح فهو يدعم إيماننا."ربى وإلهى" (يو 28:20)،
فهذا جعل توما وبقية التلاميذ يكرزون في العالم بقوة ولا يهابون ما يصادفهم من مصاعب ومشقات.