البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد العنصرة

البوابة نيوز

يحتفل الأقباط الأرثوذكس اليوم في جميع دول العالم بعيد حلول الروح القدس ويطلق عليه عيد العنصرة وهو من الأعياد السيدية الكبرى، في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو عيد حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح، حيث كان يجتمع التلاميذ في العلية وحل عليهم الروح القدس كألسنة نار ليكرزوا في جميع العالم، عقب صعود السيد المسيح للسماء بعشرة أيام متتالية، أي اليوم الخمسين عقب عيد القيامة المجيد.
ويبدأ الأقباط بعدها صوم الرسل الذي يبدأ من اليوم وحتى 12 يوليو، وتعتبر مدة صوم الرسل هي المدة المتغيرة الوحيدة بين أصوام الكنيسة لتحدد كل سنة بمدة مختلفة بين 14 يومًا حتى 48 يومًا.

قال القس جوارجيوس القمص فيلبس كاهن كاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس بمدينة العاشر من رمضان: عيد حلول الروح القدس، هو عيد ميلاد الكنيسة بل هو عيد ميلاد كل إنسان دُعي ابن الله.
وعرف ما هو الروح القدس؟ الروح القدس هو "روح الله القدوس" (أف ٤: ٣٠)، وحيث إن"الله روح" (يو ٤: ٢٤).. أذن الروح القدس هو الله.
وأوضح علاقة محبة الله لإنسان بالروح القدس وقال أغلى ما يملكه الإنسان روحه.. لذلك حينما يعطينا الله روحه القدوس ليسكن فينا لا بد أن نعي ونُقَدر عظم محبته لنا.
كما قال بولس الرسول في رسالته الأولى لأهل كورنثوس.. "أما تعلمون انكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم ( ١٦:٢). بل أنه يربط بين محبة الله، وسكنى الروح القدس فينا فيقول في رسالته لرومية "محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا" (٥:٥)
وأضاف "فالله من محبته لنا اعطانا الروح القدس ليسكن فينا"
ما هو عمل الروح القدس فيّ؟
١ - روح الحق
متي جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ( يو ١٦: ١٢ ) الروح القدس.. يجعلني أسلك في الحق، وأحب طريق وصية الله ولا أحيد عنها، اتمتع بالعشرة مع الله.. فانطق بالحق.. أسلك بالحق اُعلم بالحق.. وابعد عن الطرق الملتوية والشريرة.
٢ - روح القداسة
. الروح القدس يعطينا روح القداسة فنتحول من ارض خربة فاسدة، إلى أرض مزهرة ومثمرة. كما كان روح الله يرف قديمًا على وجه المياه، حينما كانت الأرض خربة وخاوية وجعلها الله مثمرة وبديعة ورائعة. هكذا قديمًا.. حينما حول شاول الملك حينما صب على رأسه قنينة الدُهن وقال له.. فيحل عليك روح الرب..فتتحول إلى رجل آخر ( ١ صم ٦:١٠
واختتم وقال حقًا يا احبائي.. الروح القدس يجعلك إنسان آخر، بل ويعطيك عقل آخر وقلب آخر.. قلب لحمي بدلًا من الحجري. وفي العهد الجديد.. رأينا بطرس الرسول الذي كان يلعن ويجدف وينكر المسيح، ويقول لا اعرف هذا الرجل. أصبح يجاهر بالمسيح ويعظ عظة يؤمن فيها ٣٠٠٠ شخص ويموت من أجل المسيح، حقًا ( تحول لرجل آخر ). نصلي في صلوات الأجبية من أجل الروح القدس قائلين.. "روحك القدوس لا تنزعه منا أيها الصالح، لكن جدده في أحشائنا. قلبا نقيا اخلق فيَّ يا الله، وروحا مستقيما جدد في أحشائي. لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه منى".

وقال القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية: في عيد العنصرة نذكر حلول الروح القدس على الرسل. كما أخبرنا بذلك سفر أعمال الرسل: "ولمّا أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلُّهم في مكان واحد. فانطلق من السماء بغتة دويٌّ كريح عاصفة، فملأ البيت الذي كانوا فيه. وظهرت لهم ألسنة كأنَّها من نار، قد انقسمت، فوقف على كلٍّ منهم لسان. فامتلأوا جميعًا من الروح القدس".
كان يسوع قد وعد رسله، في حديثه معهم عشية آلامه، قال: "ولكنَّ المؤيِّد، الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي، هو يعلِّمكم جميع الأشياء ويذكِّركم جميع ما قلتُه لكم " (يوحنا 14: 16).
وأضاف أن عيد العنصرة هو عيد نشأة الكنيسة، جماعةً واحدةً تنقل إلى الناس بشرى القيامة السارّة: هذا ما فعله الرسل بعد أن حلَّ عليهم الروح في القدس أوَّلًا، ثم في مختلف أنحاء العالم. وهذا ما تفعله الكنيسة اليوم في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما تفعله اليوم كنيستنا، في مختلف كنائسنا ورعايانا.
واستطرد أن عيد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة، وعيد ميلاد كل مسيحي آمن بيسوع المسيح وقَبِلَ الروح ليثبت في إيمانه، وليسمع من جديد كلام يسوع: ولكنَّ المؤيِّد، الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي، هو يعلِّمكم جميع الأشياء ويذكِّركم جميع ما قلتُه لكم " (يوحنا 14: 16).
عيد حلول الروح القدس هوعيد ميلاد كل مسيحي في يومِ قَبِلَ سر المعمودية وسر الميرون. وهو عيد يذكِّر المسيحي بما هو، بهويته، بأنَّه ممتلئ بروح الله، وبأنه حامل لروح الله بين الناس، وحامل في كلامه أو في سيرته شهادة ليسوع الذي مات ثم قام، حتى يصبح كلُّ إنسان أقوى من كلِّ شرٍّ وخطيئة.
وأكمل أن هذا العيد يذكِّرنا أنَّنا أعضاء في جسد واحد، في الكون كلِّه، يرفع إلى الله صلاة واحدة ويشهد أمام الناس شهادة واحدة. فنحن كبارٌ بهذا الحجم الكونيّ للكنيسة. ولسنا أعدادًا كبيرة أو صغيرة. بل نحن مؤمنون كبار بروح الله الذي أُفيض فينا وبصلاتنا الواحدة وبسلوكنا طرق الروح التي ذكرها القديس بولس حيث قال: "أما ثمر الروح فهو: المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأمانة والوداعة والعفاف. (غلاطية 5: 16).
واكد ان هذا اليومٌ يعود فيه المسيحي إلى نفسه ليخشع أمام ربِّه، وفي هذا الخشوع يحاول أن يعرف نفسه، ويصغي إلى الروح الذي فيه، ويسير في كل حياته بحسب روح الله الذي يحمله. مجتمعنا فيه خير كثير وشر كثير. والمسيحي، حامل روح الله، يسير مع هذا الخير الكثير والشر الكثير، وبقوة الروح يقدر أن يفصل بين الخير والشر، وبقوة الروح يساهم في كلِّ خير، ويحاول الحدَّ من كلِّ شر، بقدر ما يعطيه الروح أن يعمل. المسيحي رسول إلى بيته وأهله وأحبّائه وإلى كل مجتمعه، تهمُّه هموم كل مجتمعه ويطمح بكلِّ طموحاته. ورسالته هي أن يملأ الكلّ بالروح مانحِ الحياة للكلّ.
وأوضح القس يوساب أصل كلمة عنصرة وقال عنصرة هي أصلها عبري "عَسَار"، ومنها "عَسَريت" التي جاءت منها كلمة عنصرة. والكلمة "عَسَار" معناها "اجتمع" أو "جمع"، حيث كانوا يجتمعون ويُعيدون في هذا العيد. وهي تأتي أيضًا بمعنى منع أو امتنع لأنه يمتنع فيه العمل لأنه يوم مقدّس
أصله في العهد القديم: كان لهذا العيد في العالم اليهودي عيد فرح وبهجة، وكان يقع في ألطف فصول السنة. ولذا كان يجذب أعدادًا ضخمة من اليهود والأقاليم الأخري إلى أورشليم. ويسطر يوسفيوس المؤرخ اليهودي عن هذا العيد أن عشرات الآلاف الذي كانوا يجتمعون حول الهيكل في هذه المناسبة، وله ثلاث تسميات
: أ- عيد الحصاد
: «وتَحفَظُ عيدَ حِصادِ بَواكيرِ غَلاَّتِكَ الَّتي تَزرَعُها في الحَقْل وعيدَ جَمعِ الغَلَّةِ عِندَ نِهايةِ السَّنَة، عِندَما تَجمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الحَقْل» (خر23/16).
ب- عيد الباكورة أو أوائل الثمار
: «وفي يَومِ البَواكير، عِندَ تَقْريبِكم تَقدِمةً جَديدةً لِلرَّبّ، في عيدِ أَسابيعِكم، مَحفِلٌ مقَدَّسٌ يكونُ لَكم، فلا تَعمَلوا فيه عَمَلَ خِدمَة. وقَرِّبوا مُحرَقةً، رائِحةَ رِضًى لِلرَّبّ: عِجلَينِ مِنَ البَقَر وكبْشًا وسَبعَةَ حُمْلانٍ حَوليَّة. وتَقدِمَتُها مِن سَميذٍ مَلتوتٍ بِزَيت ثَلاثةُ أَعْشارٍ لِلعِجْل، وعُشْرانِ لِلكَبْش، وعُشْرٌ لِكلِّ حَمَلِ مِنَ الحُمْلان السَّبعَة. ويَكونُ تَيسِ مِنَ المَعِزِ لِلتَّكْفيرِ عنكم. تِلكَ تَصنعونَها، فَضلًا عنِ المُحرَقةِ الدَّائِمةِ وتَقدِمَتِها مع سُكُبِها» (عد 28/26-31).
ج- عيد الأسابيع: «
أُحسُبْ لَكَ سَبعَةَ أَسابيع. مِن وَقتِ شُروعِ المِنجَلِ في السُّنبُلِ القائم، تَبدَأُ في عَدِّ سَبعَةِ أَسابيع. واحتَفِلْ بِعيدِ الأَسابيعِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. على قَدْرِ التَّقدِمةِ الطَّوعِيَّةِ الَّتي تَهَبُها يَدُكَ، بِحَسَبِ بَركَةِ الرَّبِّ إِلهِك لَكَ»(تث16/9و
10).
وأضاف أن دورى كمؤمن لأمتلئ من روح الله القدوس ان أعيش في:
: ١-حياة الصلاة الدائمة
: أي تكون لك صلاة يومية قوية داخل المخدع من أعماق القلب تعلن بها شوقك إلى الله واحتياجك له وتسبيحه وشكره وطلب معونته فصلاة المخدع الخشوعية أكثر الوسائل فاعليه للامتلاء من الروح القدس. ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلا الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة. وإذ تدرك كنيستنا الأرثوذكسية أهمية عمل الروح القدس في حياتنا تضع لنا في صلاتنا اليومية صلاة خاصة لطلب حلول الروح القدس في داخلنا وتجديدنا في قطع الساعة الثالثه (أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا
) ٢-التوبة المستمرة
: يرتبط ملء الروح بحياة التوبة الدائمة وتنقيه النفس والجهاد الروحى ومقاومة الخطية وإغراءات العالم فمن معوقات الامتلاء بالروح أن يكون في حياتك خطية محبوبة تدنس حياتك فتطفئ الروح.. لهذا لا بد من التوبة العميقة والاعتراف بكل خطية تمرر النفس من الداخل أمام الله والكاهن من خلال سر التوبة والاعتراف لأخذ الغفران من الروح القدس على فم الكاهن والتناول من جسد الرب ودمه في سر الافخارستيا فالروح القدس هو الفاعل في الأسرار ويملأك في كل مرة تمارس الأسرار بالروح.
واختتم وقال "دعونا نصلي ليوم خمسين جديد في كنائسنا. دعونا نطلب حضور الرّوح القدس بقوّة في حياتنا".

بينما قال القمص بطرس داود كاهن كنيسة العذراء والملاك غبريال بسندنهور القليوبية:ان عيد العنصره من الأعياد السيديه الكبرى الهامه٠
ويشير إلى الاحتفال بنزول وحي ناموس موسي،وقد ادخله المسيحيين ضمن الاعياد السيدية لإحياء ذكرى حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر وهو تمام يوم الخمسين بعد عيد القيامة ويطلق عليه، عيد العنصرة أو عيد الخمسين أو عيد البندكستى ونظرٱ لقدسية هذا اليوم لدى المملكة المتحدة (انجلترا) يعطى ثانى يوم لهذا العيد إجازة رسمية
ويقع في اليوم العاشر من عيد الصعود وفيه يحتفل بحلول الروح القدس على التلاميذ ويسمى احيانا في الثقافة المسيحية عيد الكنيسة ويعتبر هذا العيد حجر الأساس لتأسيس الكنيسة وجزءا لا يتجزأ من عمل السيد المسيح وإتمام وعوده
بفضله ازال الرب الطبقية والجبهات القومية والعداء وأخذ يجمع المسيحيين كأخوه واخوات وعادت الخليقة إلى الحال الذى كانت عليه منذ البداية عندما خلق الله العالم واراده أن يعيش بإخاء وتعاون وتقديم خدمات متبادلة وتضحيات بدافع المحبة فقط وليس لأغراض شخصية حيث كانت تتقاسم الناس الحياة بحلوها ومرها على أساس الايمان والتوبة والمحبة الأخوية
ومن خلال الروح القدس الذى أعطاه السيد المسيح لهذا اليوم ينال الإنسان القوة لكل من يؤمن به لكى يعيش بحسب وصاياه وثمار حياتهم فلولا عيد العنصرة لبقى الإنسان يعيش في الظلمات وعبادة الأوثان وتعدد الالهه وقد وعدنا السيد المسيح بارسال الروح القدس الذى يرشدنا ويقوينا ويعزينا
وفى هذا اليوم ايضا كان الخطاب الشهير للقديس بطرس الرسول وكان عدد الحاضرين نحو مائة وعشرون حيث قال:
يا اخوتى كان لا بد أن يتم ما انبأ به الروح القدس بلسان داود النبى الذى جعل نفسه دليلا للذين قبضوا على يسوع
وخرج الروح القدس من السماء كريح عاصفة ووقف على كل واحد من التلاميذ فتكلموا بلغات غير لغتهم وخطب فيه القديس بطرس كما جاء في سفر أعمال الرسل (اع ١٤:٢_٣٦) عن الروح القدس