البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"كلمني وأنت في العزل".. مبادرة "أطباء" لمتابعة مرضى كورونا تليفونيًا.. ومختصون: لا بد أن تكون بإشراف من "الصحة".. ومطالبات بتكوين "فرق متحركة" لحماية المرضى والمخالطين

البوابة نيوز

مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19"، خلال الأيام الماضية، ظهرت مبادرات فردية لأطباء، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتطوع لمتابعة حالات العزل المنزلي تليفونيًا، كمبادرة؛ "كلمني وأنت في العزل" بهدف دعم المصابين بالفيروس، بأنواع العلاج المُناسبة، وطرق تعامل المحيطين مع المريض، وهي المبادرات التي يرى مختصون في الصحة بأن تنفيذها، بعيدًا عن إشراف الصحة، قد يساهم في انتشار واسع للوباء بين المخالطين.


وجاءت مبادرات الأطباء، بالتزامن مع تصريحات مساعد وزير الصحة لشئون التعليم الطبي، الدكتور محمد فوزي، بأنه من المتوقع أن تكون الفترة المقبلة ذروة انتشار كورونا في مصر، مؤكدًا أنه لا يوجد، حتى الآن، أية مشكلة في أسرة الرعاية المركزة أو أجهزة التنفس الصناعي، حيث إن مستشفيات العزل داخل الدولة المصرية لا يزال بها أماكن خالية لاستقبال إصابات جديدة بالفيروي.


في البداية يقول الدكتور محمد عزالعرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، ومستشار مركز الحق في الدواء، إنه وفقًا لبروتوكول العلاج المصري لكورونا، فإن الحالات المرضية البسيطة، التي تصاحبها أعرض برد طفيفة، يمكن عزلها منزليًا، مُضيفًا: "بشرط أن تكون الحالة الصحية العامة للمريض جيدة، وأن تؤكد أشعة الصدر عدم وجود أي علامات التهاب رئوي".
ويوضح عزالعرب لـ"البوابة نيوز": "اعتراضنا الوحيد على العزل المنزلي يرجع إلى ظروف كثير من الأسر والبيوت المصرية، التي يتعذر فيها توفير غرفة خاصة للمريض"، مُطالبًا وزارة الصحة بتبني أسلوب "الفرق المتحركة" المكونة من؛ طبيب وممرض، يقومون بتوفير الأدوية، وبعض إمكانيات التحليل، لمرضى كورونا المعزولين منزليًا، بحيث يكون العزل بإشراف من الوزارة، خاصة أن بعض الحالات، التي تكون مستقرة، تتدهور حالتها الصحة سريعًا.
ويُشير استشاري الكبد إلى أن كبار السن، وأصحاب الأمراض الزمنة، ومرضى السرطان والكبد والكلى، لا يمكن وضعهم في العزل المنزلي في حالة الإصابة بكورونا، كوّنهم في حاجة ضرورية لدخول الرعاية المركزة، واستخدام أجهزة التنفس الصناعي، منوهًا بأنه بالرغم من الهدف النبيل من مباردات بعض الأطباء، لدعم ومساعدة مرضى كورونا المعزولين منزليًا، إلا أن إشراف وزارة الصحة، ومتابعتها لحالات كورونا والمخالطين لهم، هو الخطوة الأهم لمواجة الفيروس.



من جانبه، يُعارض الدكتور علاء غنام، خبير الشئون الصحية، عضو لجنة إعداد قانون التأمين الصحي الشامل، مبادرات بعض الأطباء بعزل مرضى كورونا منزليًا قائلًا: "لا بد أن يكون العزل المنزلي بإشراف من الصحة، وما دون ذلك غير ذلك غير مقبول، فالوزارة هي التي تقرر من يُعزل في مستشفى أو يعزل منزليًا، وفقًا لبروتوكول العلاج، أما المبادرات الفردية فلا تصلُح".
ويضيف غنام لـ"البوابة نيوز": "عدد مستشفيات وزارة الصحة المُجهز لاستقبال مرضى كورونا ارتفع ليبلُغ 320 مستشفى، ومع زيادة عدد حالات كورونا لا بد أن يتم تجهيز عدد أكبر، خاصة وأن إجمالي المستشفيات المصرية، الخاصة والحكومية، يتخطى 1000 مستشفى، بسعة إجمالية تصل 130 ألف سرير، ويجب أن تكون الوزارة مستعدة لاستخدامهم للتعامل مع الوباء".
ويؤكد خبير الشئون الصحة أن منازل معظم الأسر المصرية لا تسمح بالعزل المنزلي، موضحًا: "وزارة الصحة هي الجهة الوحية المسئولة عن مواجهة فيروس كورونا، ولديها الإمكانيات لتحديد من يعزل في مستشفى أو يعزل في واحدة من 30 مدينة جامعية، وبالنظر إلى تجارب الدول المحيطة في تعاملها مع الوباء، نجد أن الحكومات لجأت لإقامة خيمًا ومستشفيات ميدانية، وليس عزلًا منزليًا، وأعتقد أن الأزمة ليست في المستشفيات بقدر العجز في الأطقم الطبية".