باحث: السراج يروج لانتصار مزيف حول قاعدة الوطية

أعرب طه علي الباحث في شؤون الإرهاب في تصريح خاص "للبوابة نيوز"عن استغرابه من التصريحات الصادرة من قبل رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، حول ما وصفه بالانتصار وتحرير قاعدة الوطية الجوية، قائلا: "كيف يعتبر هذا انتصارا، والقاعدة أخلتها قوات الجيش الليبي، وغادرت مواقعها بها، دون أن تخسر معدة واحدة، أو يصاب من جنودها أي فرد".
وأضاف أن السراج يريد الترويج إلى أن القاعدة كانت محتلة من قبل عناصر الجيش الوطني، في حين أن الواقع يشير إلى أنها الآن أصبحت محتلة فعليا، بعد أن منحت السيطرة عليها للجيش التركي، الذي غزا الأراضي الليبية، بمباركة وموافقة وتشجيع حكومة السراج".
ولفت "علي" إلى أن الحيز الجغرافي الذي تتمتع به قاعدة الوطية الجوية، ووجودها في قلب منطقة الصراع غرب ليبيا، هو الذي يمنحها الوضعية الاستراتيجية التي يتحدث عنها الجميع، مشددا على أن هذا الوضع تتضاءل أهميته في ظل أن قوات الجيش أخلت القاعدة طواعية، ولم يتم إجبارها على ذلك، وبالتالي أعادت تمركزها وتوزيع عناصرها، بشكل يقلل من قيمة وأهمية سيطرة مليشيات السراج على القاعدة.
وأوضح طه أن قاعدة الوطية قادرة على استيعاب 7 آلاف عسكري، والمساعدة في تنفيذ طلعات جوية ضد الطرف غير المسيطر عليها، لافتا إلى أن الانسحاب التكتيكي للجيش الليبي من القاعدة يفقدها كل مميزاتها، باعتباره مناورة تراجعية اختيارية.
وأشار إلى أن ماحدث في الساعات الماضية، بقاعدة الوطية، كان تحركا دقيقا استهدف حماية أكثر من 1000 آلية ومدرعة، بالإضافة إلى غرفة عمليات متنقلة، ومعدات عسكرية دقيقة، كما تم سحب كل الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي والمستشفى الميداني، والأطقم الطبية، وسيارات الإسعاف، وهو ما يعني أن الجيش الليبي لم يخسر أو تضعف قوته.
وأشار "علي" إلى أن أكبر دليل على ضعف مليشيات السراج، رغم سيطرتها على قاعدة الوطية، هو أن الجيش الليبي نجح في سحب جميع قواته منها، والبالغ عددها 1500 جندي، دون وقوع فرد واحد منهم في أيدي مليشيات السراج، مشددا على أن الانسحاب جزء من الخطط العسكرية، الذي يكون مفيدا عندما يتم بطريقة مدروسة لاستعادة القوة والرجوع لأرض المعركة بخطة ممنهجة تتفادى الخسائر.