البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

طهران تستغل «كوفيد- 19» في تخريب دول الخليج

البوابة نيوز

في الوقت الذى ينشغل فيه العالم باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، تستمر إيران في نشر الإرهاب والدمار في عدد من الدول العربية عبر أذرعها المسلحة، في العواصم والمدن المختلفة، بدءا من اليمن بتقديم الدعم للميليشيات الحوثية الإرهابية، وفى لبنان تدعم بشكل علنى ميليشيات حزب الله بقيادة حسن نصر الله، الذى يثير الفوضى في لبنان، وتساهم في تهديد أمن العراقيين عبر ذراعها المسلح الحشد الشعبي، وكذلك ميليشيا الحرس الثورى في سوريا، إلا أنه بعد تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» في عدد من المدن الإيرانية، وجدت إيران أن تخريب الدول العربية سيكون أقل كلفة من تقديم المال والسلاح والميليشيات بنشر الوباء وتصديره إلى الدول العربية المجاورة لها، وتعمد التعتيم عن الاحصائيات الرسمية لاعداد المصابين والوفيات، حتى لا تتخذ دول الجوار إجراءاتها بشأن القادمين من إيران.
وأصبحت إيران أحد البؤر التى تفشى فيها فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربى، بصورة كبيرة وتضاعفت الأعداد المصابة والمتوفاة بسبب الوباء، منذ الإعلان الرسمى عن أول حالات مصابة بكورونا في 19 فبراير الماضى، حيث تجاوزت الإصابات 70 ألفا فيما اقترب أعداد الوفيات من 5 آلاف حالة وفاة.
وشككت تقارير صحفية في شفافية السلطات الرسمية الإيرانية واتهمتها بالتعتيم على موعد اكتشاف أول حالة في إيران مصابة بفيروس كورونا، ونشر موقع «إيران إنترناشيونال» تقريرا في مارس الماضى، تحدث عن أدلة بشأن مواطن صينى في طهران، الذى احتجزته السلطات الصحية في مستشفى مسيح دانشورى في الثالث من فبراير الماضي، بسبب إصابته بفيروس كورونا، ويعمل في مجمع آنديا للفولاذ في مدينة زنجان.
وفى منتصف مارس الماضى، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن وجود مقابر جماعية في مدينة قم الإيرانية لضحايا فيروس كورونا، واستدلت الصحيفة البريطانية على تلك المعلومات بصور أقمار صناعية ويقول التقرير إن «القبور الجماعية في مدينة قُم التى تظهرها صور الأقمار الصناعية، تشى بأن الوضع بشأن تفشى وباء كورونا في إيران أخطر بكثير مما تعترف به الحكومة».
ويضيف أنه «في الوقت الذى كان فيه الخندقان محفورين، أعلنت الحكومة أن عدد الوفيات في أنحاء البلاد بسبب الفيروس هو 12 شخصًا فقط، في حين كان عدد الوفيات في قم وحدها 50 شخصًا».
تعتيم إيرانى
وأكدت منظمة الصحة العالمية كل الشكوك حول التعتيم الإيرانى، حيث صرح ريك برينان المدير الإقليمى لقسم عمليات الطوارئ بالمنظمة الدولية، إن البيانات والمعلومات الرسمية الصادرة من السلطات في إيران ما تزال تمثل نقطة ضعف رئيسة في الطريقة التى ينتشر بها فيروس کورونا المستجد، مؤكدا ى تصريحات نشرتها وكالة «رويترز» منتصف مارس الماضى أن «عدد المصابين بفيروس كورونا في إيران قد يكون خمسة أضعاف الرقم المعلن رسميًا».
إلا أن الاخفاء والتعتيم افتضح فيما بعد لتصبح إيران بؤرة لفيروس كرونا تهدد دول الجوار، وكانت البقعة الأقرب لنشر العدوى الإيرانية بفيروس كورونا هى دول الخليج العربى التى تناصبها إيران العداء في عدد من الملفات.
ففى 26 فبراير أعلنت الكويت اكتشاف أول 3 حالات مصابة بفيروس كورونا لأشخاص قادمين من مدينة مشهد الإيرانية، وفى نفس اليوم أعلنت وزارة الصحة البحرينية اكتشاف أول حالة مصابة بكورونا، لمواطن بحرينى قادم من إيران أيضا.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في 21 فبراير اكتشاف أول إصابة بـ«كوفيد- 19» وأكدت إنها لإمرأة لبنانية كانت قادمة من مدينة قم التى تعد موطن وباء فيروس كورونا في إيران.
وفى مدينة النجف العراقية أعلنت السلطات الصحية، اكتشاف أول حالة مصابة بفيروس كورونا في بلاد الرافدين، يوم 24 فبراير، لطالب يحمل الجنسية الإيرانية.
وفى الخامس من مارس الجارى أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا اتهمت فيه إيران بتعمد نشر فيروس كورونا المستجد في المملكة.
وكشفت الخارجية السعودية، الخدعة الإيرانية، لإدخال المواطنين المصابين إلى المملكة حيث ذكر البيان معلومات أكدتها وزارة الصحة السعودية التى تحدث عن وصول 5 حالات مصابة
بكورونا قادمين من إيران عبر البحرين والكويت، وسمحت طهران بمغادرتهم دون وضع ختم على جوازاتهم.
وأضاف البيان أن الإجراءت الإيرانية تشكل خطر صحى يهدد سلامة البشرية، وتعد تقويضا للجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا، وتشكل خطرا على العالم أجمع، مؤكدا في الوقت نفسه على أن «استمرار النظام الإيرانى في تكتمه على هوية المواطنين السعوديين الزائرين إيران سرا، والسماح لهم بذلك بطريقة غير شرعية، يهدد الصحة العامة ليس في المملكة فحسب، بل في العالم بأسره».
وبعد كل هذه الإصابات التى تسببت فيها إيران اتخذت عدد من البلدان إجراءات احترازية لمنع تفشى كورونا، حيث أعلن العراق أواخر فبراير منع دخول القادمين من إيران عدا المواطنين العراقيين الراغبين في العودة إلى ديارهم.
وكذلك أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تعليق الرحلات مع إيران لأجل غير مسمى، وكذلك أصدرت هيئة الموانئ الكويتية قرار بوقف نقل الأفراد من وإلى إيران، في الوقت الذى وجهت فيه وزارة الصحة الكويتية نصيحة لمواطنيها بعدم السفر إلى مدينة قم الإيرانية الموبوءة بفيروس كورونا.
واتخذت الإمارات نفس الإجراءات الاحترازية وعلقت الرحلات الجوية من وإلى إيران في 25 فبراير بعد أيام قليلة من اكتشاف حالات مصابة بكورونا في إيران.
وعلى الرغم من المؤامرة الإيرانية لنشر فيروس كورونا بالدول العربية إلا أن الإمارات بادرت بمد يد المساعدة الإنسانية، حيث أرسلت في الثانى من مارس الماضى، طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية وتحمل على متنها 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبى إلى إيران بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وتشمل الإمدادت الإنسانية الإماراتية لإيران إمدادات مئات الآلاف من القفازات والأقنعة الجراحية والمواد ذات الصلة التى من شأنها مساعدة نحو 15 ألف شخص وعامل في مجا ل الرعاية الصحية في إيران.
ولم تكن تلم المبادرة هى الوحيدة لدولة الإمارات بينما تكررت مرة أخرى في 16 مارس، حينما أرسلت طائرتى مساعدات تحملان 32 طنا من الإمدادات بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية إمدادات طبية ومعدات إغاثة.