المنظومة الرياضية.. صمام أمان للوطن
في خضم ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات عديدة داخلية وخارجية، يولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامه بجميع القطاعات المجتمعية الإنتاجية والخدمية على السواء، ومن بينها قطاع الرياضة، حرصا منه بأن بناء الدول لا يمكن ان يستقيم إلا بالنهوض بالمواطن صحيا وتربويا وتعليميا وتثقيفيا ورياضيا، يتأكد ذلك من خلال لقاءاته واجتماعاته المستمرة مع الوزراء والمسئولين التنفيذين في كل مجال بهدف متابعة الأعمال المنفذة واعطاء التوجيهات المطلوبة، وهو ما تم خلال لقاءه الاخير مع وزير الشباب والرياضة الذى قدم خريطة متكاملة لما تقوم به وزارته من مشروعات تطويرية تستهدف استمرار التطوير الأمثل لكافة المنشآت الرياضية على غرار تطوير المدينة الرياضية في مدينة سلام مصر بشرق بورسعيد، فضلا عن متابعة آخر التطورات في المشروعات القومية التى تنفذها الوزارة سواء المشروع القومي لاكتشاف الموهوبين رياضيًا أو المشروع القومي للناشئين.
ومع اطلاع الرئيس على تلك الخطوات التنفيذية التى تقوم بها الوزارة، مثلت توجيهاته للارتقاء بالمنظومة الرياضية رؤية نحو بناء المستقبل، إذ وجه بأهمية إعداد تصور متكامل لتطوير منشآت ومرافق البنية الأساسية للمنظومة الرياضية في مصر، اتساقًا مع إستراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري، فضلًا عما تمثله الرياضة من قيمة مضافة للاقتصاد المصري من ناحية، وانعكاساتها الصحية والمجتمعية من ناحية أخرى.
والحقيقة انها لم تكن تلك هى المرة الاولى التى يولي فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما كبيرا بالرياضية وضرورة العمل على تطوير منظومتها، بل شغلت الرياضة اهتماما كبيرا من جانبه، فعلى سبيل المثال وفى اعقاب نجاح مصر في تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية، وجه الرئيس في يوليو 2019 خلال اجتماعه مع وزير الشباب والرياضة أيضا بأهمية اتباع الأساليب العلمية في إعداد اللاعبين وتدريبهم وتذليل جميع الصعوبات أمامهم من أجل المنافسة الجادة في أولمبياد طوكيو، مؤكدًا على التعامل مع جميع مكونات المنظومة الرياضية بما في ذلك النواحي البدنية والنفسية والغذائية والصحية إلى جانب التدريبية والفنية، وذلك بالنظر لكون الرياضة تمثل منظومة متكاملة تشمل العديد من العناصر المتداخلة. وقد تكرر هذا الاجتماع كذلك في ديسمبر من العام ذاته (2019)، إذ وجه الرئيس أيضا بالاستمرار في تطوير آليات اكتشاف وصقل المواهب الرياضية بين الشباب في مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، مع اهمية العمل على إنشاء وتطوير منشآت ومرافق البنية الأساسية للمنظومة الرياضية اتساقًا مع المشروعات التنموية الضخمة التي تقيمها الدولة.
ملخص القول إن الاهتمام الرئاسى بالمنظومة الرياضية المصرية والذى تجلى في اجتماعاته المستمرة مع وزير الشباب والرياضة على فترات تكاد تكون متقاربة، إنما يأتى إيمانا منه بأن الرياضة والنهوض بها هى صمام أمان للوطن، سواء من خلال توظيف قدرات الشباب وطاقاتهم للمشاركة بإيجابية في العمل المجتمعى، بدلا من توجيهها في أعمال تهدد أمن الوطن، أو سواء من خلال ما يمكن أن تمثل الرياضة كمصدر للعوائد الاقتصادية إذ ما نظرنا إليها برؤية شاملة، كقطاع قادر على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، فضلا عن دوره في توفير المزيد من فرص العمل.