البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كورونا.. والاهتمام بالصحة


كما أن جائحة كورونا كان لها الفضل في تسريع وتيرة التعليم عن بعد والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة يبدو أن نفس الجائحة ستسهم في الإسراع بتطوير منظومة الصحة المترهلة منذ أكثر من أربعة عقود حتى أن البعض كان يردد أن الداخل للمستشفى الحكومى مفقود والخارج منه مولود! وهو تعبير كاشف لما وصلت إليه الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية من تدهور وتراجع كبير.
ويبدو أن قطاع الصحة الذى استكان طويلا في قاع الإهمال بحاجة إلى إرادة قوية تنتشله من هذا القاع المتدنى لتنهض به ليكون قطاعا ملائما للعلاج والصحة لا سببا للمرض والموت! خاصة أن ما كشفت عنه بعض الحالات الأخيرة ومنها حالة الزميل الصحفى الشاب محمود رياض، الذى راح ضحية وباء الكورونا يوم الاثنين الماضى وكشف من خلال تعليقه على وضعه الصحى قبل وفاته عن تأخر ظهور نتائج التحاليل في بعض المستشفيات والأخطاء الواضحة التى تؤدى في النهاية إلى تزايد حالات الوفاة بين المرضى بالفيروس.
نفس الانتقاد الذى وجهه الزميل الراحل كان مطابقا لانتقادات مشابهة من أطباء وأفراد تمريض بسبب التأخر في إجراء التحاليل اللازمة والتأخر في إظهار نتائج التحليل أيضا والتى تصل إلى ٤٨ ساعة في حين أن بعض الأجهزة الحديثة توصلت إلى إظهار النتائج في خلال نصف ساعة في بعض الدول.
وربما كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء الثلاثاء الماضى، بضرورة توفير جميع المستلزمات الطبية لمستشفيات العزل الطبى الخاصة بفيروس كورونا تساعد في تجنب الكثير من المعوقات التى تؤدى إلى عدم اكتمال الخدمة الطبية للمرضى في مستشفيات العزل الطبي.
وأعتقد أن الصحوة العالمية التى بدأت تنتبه إلى الحفاظ على صحة الإنسان بعد أزمة كورونا سوف تزداد تكثيفا في الفترة المقبلة وسوف يكون لصحة الإنسان أولوية قصوى مستقبلا وسوف تزداد أعداد الأبحاث الطبية التى تسعى لإيجاد أدوية وعلاجات شافية لكثير من الأمراض والفيروسات، لأن العالم اكتشف أن الإنسانية أصبحت وحدة واحدة يسهل أن تنتقل الأمراض فيما بينها بسهولة شديدة خاصة مع ازدياد حركة الطيران بين الدول بسرعة واضحة.
وأسباب الاهتمام بالقطاع الصحى الحكومى تستدعيها الجائحة الحالية التى ضربت العالم كله خلال أسابيع معدودة خاصة أن التقارير الطبية الرصينة تؤكد أن الجائحة ستقيم بيننا ضيفا ثقيلا لعامين تقريبا..! فالأدوية التى تم الإعلان عنها كعلاج للفيروس الآن هى في الأصل علاجات لفيروسات أخرى ولم يثبت حتى الآن ملائمتها لعلاج كورونا بشكل كامل.
كما لم يتم الكشف عن مصل أو لقاح فعال بعد، حتى ولو نجحت إحدى دول العالم الأول في التوصل لعلاج أو إيجاد لقاح للفيروس فلن يكون اللقاح متاحا بالقدر المطلوب لدول العالم الثالث إلا بعد فترة طويلة ربما تزيد على العام، لأن سعر العلاج واللقاح في البداية سيكون مرتفعا وستكون الأولوية هنا لمواطنى الدولة المكتشفة وبعد أن تنتهى من علاج مرضاها سوف تقوم بالتصدير فيما بعد وهو ما سيطيل عملية القضاء على الفيروس، لأنك ببساطة لن تستطيع إتاحة مصل أو لقاح لأكثر من ١٠٠ مليون مواطن خلال عدة أشهر.. ربما يستغرق الأمر عاما أو أكثر!
فيجب أن يكون لدينا استعداد تقنى ونفسى واقتصادى لمصاحبة الفيروس سواء على مستوى الأفراد من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية وتجنب العدوى ما أمكن أو على مستوى المؤسسات من خلال تطوير المنظومة الصحية ووضعها على أهبة الاستعداد لمواجهة أى طارئ غير محمود.