البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

القس رفعت فكري يكتب: قيامة المسيح رجاء رغم الوباء

القس رفعت فكري
القس رفعت فكري

يأتي عيد القيامة هذا العام والعالم تكاد تعصف به جائحة كورونا والكل في خوف ورعب وقلق ولكن قيامة السيد المسيح من القبر ظافرا منتصرا كاسرا شوكته ومحطما رهبته انما تعطينا دائما أملا ورجاء رغم المحن والكوارث فالقيامة تؤكد لنا أن الحياة أقوى من الموت وأن الأمل أبقى من الألم وأن إرادة الشفاء حتما ستنتصر على الوباء فلنتمسك بالحياة والأمل والرجاء متيقنين أن لكل جمعة حزينة فجر أحد وأن الليل الدامس مهما طال فنور الفجر لابد وأن يلوح في الأفق البعيد وحتما ستشرق شمس القيامة .
ومن يتأمل في حياة السيد المسيح وتعاليمه وموته وقيامته يدرك أنه كان شخصاً ثورياً في كل حياته, فهو ثار على الظلم والفساد, وثار على استغلال الإنسان لأخيه انسان باسم الدين, وثار ثورة عارمة على العبادة الشكلية والتدين المزيف, ودعا السيد المسيح إلى حياة الحرية من قيود الجهل والتعصب والمرض ولأجل هذا قاومه الأعداء ورجال الدين الأصوليين المتزمتين فصلبوه وقتلوه, لقد مات السيد المسيح ولم يكن من المنطقي أن يستمر مائتاً وهو الذي قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة, فهل يمكن لقبضة الموت أن تمسك بمن قال عن نفسه أنا هو الحياة؟!! وهل يمكن لظلمة القبر أن تحجب من قال عن نفسه أنا هو نور العالم؟!! لقد قام المسيح وبقيامته انتصر الحق على الباطل, والخير على الشر, والحب على الكراهية, والسلام على الخصام.
وقيامة السيد المسيح هي دعوة للتحرير, فهو الذي قال (إن حرركم المسيح فبالحقيقة تكونون أحراراً), إنه جاء ليحرر الإنسان من خطاياه ومن تعصبه وجهله وعنصريته وكراهيته ورفضه لأخيه في الإنسانية, وإذا كانت قيامة المسيح لتحريرنا وخلاصنا من الشرور والخطايا والآثام, لذا فليس من المنطقي أن يحتفل الكثيرون بقيامته وهم لايزالون موتى في قبور الخطايا والآثام, إن القيامة تتطلب توبة حقيقية وتقوى غير مظهرية.
وقيامة السيد المسيح هي دعوة لنا لأن ننهض من قبور الكسل والتراخي لنقوم ونعمل معاً بجد واجتهاد من أجل بناء بلدنا الحبيب مصر, فبدون قيامة من قبور الكسل والتراخي لا يمكن أن تكون مصر "أد الدنيا" كما نتمنى لها أن تكون
وقيامة السيد المسيح هي دعوة لنا لأن نقوم وننهض من قبور الخرافات والخزعبلات, فلا يختلف اثنان على أن الفكر الخرافي أحكم سيطرته على عدد غير قليل من المصريين, ومن ثم انتشرت بكثرة فضائيات تفسير الأحلام, وفضائيات تغييب العقل, الأمر الذي أدى إلى زيادة رقعة الدجل والشعوذة, لقد غاب المنهج العلمي في التفكير عند الكثيرين باستثناء أقلية قليلة, ألسنا في حاجة إلى قيامة؟!! ألسنا في حاجة لأن نتحرر من عقلية الدجل وذهنية الخرافة في عصر أصبح فيه العالم المتقدم لا يرتكن في تقدمه إلا على الأساليب العلمية والتكنولوجية؟!!
إن نهضة مصر تتطلب أن يتكاتف مثقفو مصر ومفكروها وعلماؤها ليقوموا بعملهم على أكمل وجه, وهذه النهضة قد تستغرق سنوات طوال, وهنا لا مجال للتباطؤ أو التسويف, فالوقت منذ الآن مقصر, ولا يجوز أبداً أن يقف العلماء والمثقفون موقف المتفرج أو المحايد, فالعقل المصري اليوم أصبح في أمس ما يكون إلى قيامة ونهضة وصحوة من أي وقت مضى.
إننا كأفراد نحتاج لصحوة وقيامة ، ومصر تحتاج لصحوة وقيامة ، ومنطقتنا العربية تحتاج لصحوة وقيامة، فهل من يلبي النداء ؟ وكل عام وجميعكم بكل خير.