البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كورونا وصناعة الأزمات والمستفيد منها



أعتقد أنه مع كل أزمة من أزمات المجتمع تجد من يستفيد منها بشكل أو بآخر، وهذا حال مجتمعاتنا المتخلفة دائما، وربما يتم إظهار وجود أزمات مماثلة في المجتمعات المتقدمة كأوروبا وأمريكا لتصوير الأمر بأنه خطير وجلل من أجل تصدير الداء إلينا والدواء في الوقت نفسه. بالنسبة لفيروس كورونا الذى أحدث - ولا يزال - رعبا للعالم كله، أعتقد أن من وراءه مصالح ومكاسب شخصية يريد البعض تحقيقها من ورائه، لا سيما أن التحليلات الخاصة به مكلفة للغاية تصل إلى 2500 جنيه، مثل لزومه للقيام بالحج وقبل الذهاب للمملكة العربية السعودية، ناهيك عن بزنس الكمامات الطبية الواقية والتعقيم والمتابعات وغيرها..
والأزمة بصفة عامة هى مصطلح قديم ترجع أصوله التاريخية إلى الطب الإغريقى، وتعنى نقطة تحول بمعنى أنها لحظة قرار حاسمة في حياة المريض. وهى تطلق للدلالة على حدوث تغيير جوهرى ومفاجئ في جسم الإنسان، لذلك فقد شاع استخدام هذا المصطلح في القرن السادس عشر في المعاجم الطبية، وبحلول القرن التاسع عشر تواتر استخدامه للدلالة على ظهور مشكلات خطيرة أو لحظات تحول فاصلة في تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولقد استعمل المصطلح بعد ذلك في مختلف فروع العلوم الإنسانية، وبات يعنى مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التى تنطوى على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في طبيعة الأشياء، وهى النقطة الحرجة، واللحظة الحاسمة التى يتحدد عندها مصير تطور ما، إما إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ. والأزمة أيضا في تعريفها هى نقطة تحول في أوضاع غير مستقرة يمكن أن تقود إلى نتائج غير مرغوب فيها إذا كانت الأطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها أو درء مخاطرها!
وخلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، ظهرت معظم الفيروسات وتطورت، حيث بدأت سلسلة الفيروسات في الصين، بفيروسات سارس وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، واليوم تعلن الصين عن وجود فيروس إنفلونزا الطيور شديد الخطورة، ولوحظ في القرن الواحد والعشرين زيادة حجم التحورات، مما أدى إلى زيادة العوائل القابلة للإصابة، ومثال ذلك إنفلونزا الطيور، والذى تحور وأصبح قادرا على إصابة الإنسان، كل ذلك يرجع جزء منه إلى سلوكيات وأنواع الأطعمة التى يتناولها سكان أهم منطقتين لخروج الفيروسات، وهما الصين ووسط أفريقيا، مما يسهل انتقال وتكيف الفيروس داخل الإنسان!
وأعتقد أننا إذا رجعنا للوراء قليلا سنجد فيروس إيبولا وسارس وجنون البقر وإنفلونزا الطيور وإنفلوانزا الخنازير، وما يستجد من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، من أجل تحقيق مكاسب شخصية من وراء تخويف المواطنين وتحفيزهم إلى اتخاذ التدابير الوقائية، ودفع أموال من أجل حماية حياتهم وأولادهم وذويهم.. أعتقد أن الأمر يحتاج لمراجعة فورية من أجل مصلحة الجميع.
كما تقوم منظمة الصحة العالمية بإرسال تحذير من تفشى بعض الأمراض مثل وباء «زيكا» في العالم، بعد أن أصاب الفيروس أكثر من 20 ألف شخص في أمريكا اللاتينية. وبذلك ينضم الفيروس إلى قائمة طويلة من الفيروسات الخطيرة التى أرعبت العالم في السنوات العشر الأخيرة! ولم يعرف معظمنا مدى صدق مثل هذه الأخبار من زيفها، فنحن لم نصل إلى الحقيقة بنسبة 100% ! لا سيما أن مثل هذه الأخبار التى تحيط بنا كل فترة خاصة الصحية تمثل نقطة تحول جوهرية تنطوى على درجة من الغموض وعدم التأكد والمخاطرة، وتتطلب قرارات مصيرية لمواجهتها أو لحسمها، ناهيك عن أنها تسبب حالة عالية من التوتر العصبى والتشتت الذهنى، وذلك لانطوائها على عنصر المفاجآت، وتهدد القيم العليا أو الأهداف الرئيسية للمنظمة، وربما تتسم أحداثها بالسرعة والديناميكية والتعقيد والتداخل، وقد يفقد أحد أطراف الأزمة أو بعضهم السيطرة على مجرياتها؛ وتتطلب الأزمة معالجة خاصة، وإمكانيات ضخمة!
لذلك فنحن نرى أن الأزمات الصحية والطبية التى تروج كل فترة -خاصة في فصل الشتاء- شابها الغموض في مدى مصداقيتها وحقيقتها التى جعلت العالم يعيش حالة من الرعب والهلع غير الطبيعى، ومن ثم يستفيد من هذا الأمر بعض الدول التى تصدر لنا المرض أو الداء، ثم تعود مجددا لتصدر لنا الدواء، والأمثلة كثيرة على هذا في السنوات الأخيرة، الأمر الذى أدى إلى وجود مصالح ومكاسب يجنيها البعض مثل شركات الأدوية الأجنبية والمحلية التى تمثل مافيا تحارب جيوب المواطنين وتستنزفهم بلا رحمة تحت مسمى «الوقاية من هذا الأزمات»! 
اللهم احفظ وطننا الغالى مصر الذى ليس لنا مكان غيره نعيش فيه!!