البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"كورونا" يغزو إيران.. والشعب يفقد الثقة في النظام

تعبيرية
تعبيرية

أغلقت السلطات الإيرانية المدارس والجامعات وبعض المعاهد الدينية في الوقت الذي تحارب فيه مستويات عالية من عدم الثقة العامة لطمأنة الشعب الإيراني بأنها تبذل كل ما في وسعها لاحتواء انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في مقتل 12 شخصا حتى الآن. 
تم تشخيص ما لا يقل عن 43 شخصًا في إيران على أنهم مصابون بفيروس كورونا، وظهرت في مدينة قم، فيما يبلغ عدد سكان المدينة 1.2 مليون نسمة وهي موطن لمئات الآلاف من رجال الدين الإيرانيين والأجانب، بمن فيهم الصينيون، فيما دفع ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في إيران العراق وتركيا إلى إغلاق حدودهما مع إيران في نهاية هذا الأسبوع. 
وقال كيانوش جهانبور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن المرض "وصل تدريجيًا إلى مرحلة التفشي" في مدينة قم، وفي مدن أخرى مثل طهران، لم ينتشر بشكل كبير". 
وأقر جاهانبور أنه قد يكون هناك عدد أكبر من الأشخاص المصابين، لكنه قال إنه يتم فقط حساب الأشخاص الذين أحالهم الأطباء أو الذين ظهرت عليهم أعراض شديدة مضيفا: "إننا لا نأخذ العوامل السياسية والاقتصادية في الاعتبار ونضع صحة الناس على رأس أولوياتنا". 
وتضررت ثقة الشعب الإيراني بحكومته منذ فترة كبيرة، خاصة بعد أن أسقطت القوات المسلحة الإيرانية طائرة أوكرانية الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176، لكنها أنكرت في البداية مسؤوليتها عن مقتلهم، وأثار هذا احتجاجات عامة واسعة النطاق والغضب. 
كانت هناك دعوات لإغلاق الضريح المقدس في قم، وهو معلم ديني يستقبل الزوار من أماكن أخرى في إيران ومن جميع أنحاء العالم، لكن بعض كبار رجال الدين رفضوا الفكرة، مما يشير إلى إدعاءات بأن ربط الفيروس بقم كان جزءًا من مؤامرة أمريكية لتقويض المؤسسة الدينية. 
كما ألقى الساسة الإيرانيون باللوم على فيروس كورونا في انخفاض نسبة الإقبال في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأسبوع الماضي - بنسبة 42.5 في المائة، وهي أدنى نسبة منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
مع ذلك يصر مسئولو وزارة الصحة على أنه - على الرغم من العقوبات الأمريكية الصارمة التي فرضت بعد أن انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الصفقة النووية التي أبرمت في عام 2015 مع القوى العالمية - فإنهم يمتلكون المعدات التي يحتاجونها. 
ساعدت منظمة الصحة العالمية إيران حتى الآن في الحصول على أربع مجموعات أوروبية من معدات التشخيص، وهناك المزيد في الطريق. 
وقال جاهانبور: "لم تتسبب العقوبات حتى الآن في أي مشكلة بالنسبة لاستيراد هذه المعدات ومن غير المرجح أن تتسبب في أي مشكلات في المستقبل، موضحا أن إيران لديها القدرة المختبرية على اكتشاف الفيروس وبدأت في استيراد المعدات اللازمة منذ أكثر من شهر. 
ومنذ ظهور أخبار الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، بدأ الإيرانيون في الاحساس بالذعر وسط مخاوف من فرض الحجر الصحي الإجباري. 
كما قفزت أسعار أجهزة التعقيم والأقنعة وبعض المنتجات الغذائية بنسبة تصل إلى خمسة أضعاف خلال الأيام القليلة الماضية.