البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تركيا وإسرائيل.. 17 عامًا من العشق الممنوع

 أردوغان و نتنياهو
أردوغان و نتنياهو

أردوغان.. صنيعة المخابرات الأمريكية والصهيونية
عقد تحالفات مع اللوبي اليهودي في واشنطن.. ودعم الغزو الأمريكي للعراق
التعاون العسكري بين أنقرة وإسرائيل يفضح خيانة «العثماني» للقضية الفلسطينية
التجارة مع تل أبيب تضاعفت 10 مرات في عهد «العدالة والتنمية»
إسرائيل في المرتبة العاشرة كأكبر أسواق الصادرات التركية 
الخطوط الجوية التركية تحتل المركز الأول في شركات الطيران التي تتعامل مع إسرائيل

«يدعوني بهتلر وعلاقاتنا التجارية تتنامى»، كلمات جاءت ضمن تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان يصف فيه موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لايترك مناسبة ما إلا وحاول فيها المتاجرة بالقضية الفلسطينية بكلمات رنانة، في محاولة خداع دأب عليها، رغم أن تركيا كانت الدولة الإسلامية الأولى التي تعترف بإسرائيل.
براجماتية أردوغان تلك، جعلته يومًا يصافح آرييل شارون، المتهم الرئيسي في مجازر صبرا وشاتيلا في القدس عام 2005، بينما الأخير رحب به قائلا: «مرحبًا بك في عاصمة إسرائيل الأبدية» دون أن يعترض أردوغان الذي قال: «إسرائيل بحاجة إلى بلد مثل تركيا في المنطقة، وعلينا أيضا القبول بحقيقة أننا بحاجة لإسرائيل». وقبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بأكثر من عام، اعترف أردوغان بها في اتفاق تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في 28 أغسطس 2016، والموقع بين أنقرة وإسرائيل، لحل المشكلات العالقة بين الطرفين بسبب حادثة سفينة مافي مرمرة. تضمنت وثيقة التطبيع بين تركيا وإسرائيل، عبارة: «لقد تم هذا الاتفاق في أنقرة والقدس»، بدلا من عاصمة إسرائيل الحالية تل أبيب! بمعنى أن الاتفاقية جرت بين تركيا وعاصمتها أنقرة وإسرائيل وعاصمتها القدس، مما يُعد اعترافًا صريحًا قبل العالم.
لذا ليس من المستغرب، أن تنظم السفارة التركية في تل أبيب عدة فعاليات تركية، كما سمحت حكومة أردوغان في عام 2004، بإقامة احتفال يتعلق بمؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل، ولم تكتف بذلك بل فتحت للسفارة الإسرائيلية، المكتبة الوطنية التركية بالعاصمة أنقرة، من أجل إحياء ذكرى الأب المؤسس لإسرائيل.
كما قام أردوغان خلال زيارته للمقبرة الوطنية الإسرائيلية قبل سنوات، بوضع إكليل من الزهور على قبر ثيودور هيرتزل، مؤسس الصهيونية، وامتدح إسرائيل.

صنيعة المخابرات الأمريكية والصهيونية
الغاية دومًا تبرر الوسيلة، هذا الشعار الميكافيلي يرفعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للوصول إلى أهدافه ومآربه، على حساب من؟ لا يهم، المهم أن يصل حيث أراد، لذا ليس من المستغرب أن يعقد صفقات مع الشيطان، مقابل أن يصل إلى السلطة ويثبت أركان ملكه.
أردوغان الذي لا يكف عن ترديد الشعارات الإسلامية، وإظهار العداء للكيان الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين، عقد تحالفات مع اللوبي اليهودي في واشنطن وإسرائيل، وفتح خطًا ساخنًا مع الولايات المتحدة، بدأت بلقاءات متعددة جمعت بينه وبين السفير الأمريكى الأسبق بأنقرة «مورتون أبراهاموفيتش» في الثمانينيات، الذى صار واحدًا من أخطر رجال المخابرات المركزية الأمريكية في تركيا عندما كان «أردوغان» يرأس أمانة حزب «الرفاه» في دائرة «باى أوغلو» في إسطنبول.
زار أبراهاموفيتش «أردوغان» عدة مرات، منذ أن صار الأخير محافظا لإسطنبول، حاملا له رسائل «إيجابية» كثيرة من الإدارة الأمريكية، كان ملخص الرسالة التى نقلتها واشنطن إلى «أردوغان» من خلال سفيرها السابق، هى «أنت رجل شديد الأهمية بالنسبة لمستقبل تركيا في السنوات القادمة».
وافق أردوغان فور وصوله لمنصب رئيس الوزراء على غزو أمريكا للعراق، ووافق حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على توسيع ورفع مستوى القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا، ومشاركة الجيش التركى في الغزو، وحشد الجيش التركى على الحدود مع العراق.
رغم ادعاء أردوغان أنه زعيم المقاومة الإسلامية، والمدافع عن حق الشعب الفلسطينى في التحرر من الاحتلال الإسرائيلى إلا أنه لم يتردد لحظة في الاستعانة بصديق يهودي «إسحق لاتون» الذى يعرف كواليس اللوبى الصهيونى في واشنطن، ويملك مفاتيح الأبواب الخلفية التى يمكن أن يدخل منها رئيس حزب «العدالة والتنمية» الإسلامى إلى صناع القرار في تل أبيب، ليعلن لهم قبل وأثناء توليه الحكم في تركيا أنه: «لا خطر منا كحزب إسلامي، نحن خير ضمان للعلاقات التركية الإسرائيلية أكثر ممن سبقونا في الحكم».
وتولى «لاتون» مهمة تقديم «أردوغان» للمجتمع اليهودى الأمريكي، وساعده في تمرير الرسائل التى أراد تمريرها لقيادات هذا المجتمع المؤثر في عملية صنع القرار الأمريكي، كانت رسائل أردوغان لقيادات اللوبى اليهودى الأمريكى في واشنطن تؤكد أنه سيحافظ على علاقات تركيا مع إسرائيل.
لم يكتف الحالم بوراثة العرش العثمانى بذلك، بل عقد تحالفات عسكرية مع إسرائيل بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا، على الرغم من كل الصراخ الذى يعلن به تأييده للقضية الفلسطينية.
لا أحد ينسى تصريح أردوغان الاعتداء على الطائفة اليهودية هو اعتداء على تركيا، الذى أدلى به غداة الهجوم بشاحنتين مفخختين على معبدين يهوديين في إسطنبول، وهما «نيف شالوم» و«بيت إسرائيل» في ١٥ نوفمبر ٢٠٠٣، والذى أسفر عن سقوط ٢٣ قتيلا وإصابة أكثر من ٣٠٠ آخرين.
الأمر الذى استحق عليه المكافأة، إذ منحته منظمة «المجلس اليهودى الأمريكي» في نيويورك «درع الشجاعة» في يناير ٢٠٠٤، لمواقفه من محاربة الإرهاب، والعمل على التوصل لحل سلمى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ورفض الأصولية، وثباته على الالتزام بحماية المواطنين اليهود في تركيا.
وبالتزامن مع حصوله على درع «الشجاعة» حصل على جائزة يهودية أخرى، وهى وسام «الشجاعة» من «اللجنة اليهودية الأمريكية» في حفل أقيم بمدينة نيويورك الأمريكية في الزيارة نفسها في يناير ٢٠٠٤.
أردوغان، قال في حفل حصوله على هذا الوسام: «إننى أتقدم بجزيل الشكر لكل من منحونى هذه الجائزة كوسام للتعاون بين الحكومة التركية والمؤسسات اليهودية».
وأضاف أن تركيا، التى تحظى بعضوية حلف شمال الأطلسي، ستظل خلال حكومته، واحدة من أوثق حلفاء إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وأن واشنطن يمكنها أن تعول على أنقرة بوصفها وسيطا ذا مصداقية في عملية السلام بالشرق الأوسط.
كما حصل أردوغان على جائزة يهودية ثالثة في العام التالي، فقد منحته «رابطة مكافحة التشهير» اليهودية جائزة «الشجاعة اليهودية» أو جائزة «شجاعة من يبالي» عام ٢٠٠٥م، وهى الجائزة التى أثارت بعض الجدل في الأوساط اليهودية، لأنها لا تمنح إلا للذين ساهموا في إنقاذ اليهود من يد النظام النازى في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وقالت المنظمة مانحة الجائزة: «إن تركيا لعبت دورًا في إنقاذ العديد من هؤلاء اليهود في تلك الفترة».
الحفاوة اليهودية والإسرائيلية التى حازها أردوغان، كانت أحد مصادر النقمة عليه، وكانت أحد أكبر العوامل التى هددت شعبيته في أوساط أنصاره ومريديه، وهو ما شكل خطورة كبيرة قبيل دخوله ماراثون الانتخابات الرئاسية في ٢٠١٤، خاصة أن منافسه في الانتخابات الرئاسية أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، الحاصل على وسام الدولة الفلسطينية، الذى يعرف باسم «نجمة القدس» عام ٢٠١٥ من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، نظرًا لجهوده من أجل استقلال فلسطين، فكان لا بد له الانتهازى أن يمارس ألاعيبه، ويستخدم خطابًا معاديًا لإسرائيل كالعادة، كمناورة دعائية سياسية.

خيانة «العثمانى» للقضية الفلسطينية
على الرغم من الشعارات الإسلامية والتصريحات الحنجورية التى يرددها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تجاه القدس والقضية الفلسطينية إلا أن الواقع العملى يكذب ذلك، نرصد في هذا التقرير تفاصيل العلاقات العسكرية بين أردوغان والكيان الصهيوني.
ففى عام ٢٠٠٢، بمجرد تولى حزب العدالة والتنمية الحكم، وقعت تركيا مع إسرائيل عقدًا عسكريًا بقيمة ٩٩٩ مليون دولار، بهدف تطوير دبابات تركية ليصل عددها إلى ٢٧٠ دبابة من طراز إم ٩٠. وفى عام ٢٠٠٥، اشترت تركيا نظم محطات أرضية من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بتكلفة ٢٩٤ مليون دولار، وبموجب هذا الاتفاق، حصلت تركيا على ٢٠ محطات أرضية تضم كل واحدة منها ٤ أو٣ طائرات بدون طيار.
وفى نفس العام، زار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إسرائيل وبحث مع المسئولين الإسرائيليين توقيع صفقة عسكرية تصل قيمتها إلى نصف مليار دولار، تنص على تحديث ٤ طائرات حربية من طراز إف ٤ فانتوم وفى مارس ٢٠٠٩ أبرمت السلطات العسكرية التركية صفقتين دفاعيتين مع إسرائيل، الصفقة الأولى لبرامج استطلاعية عالية التقنية، والثانية لأغراض التشويش على الرادارات، وفى عام ٢٠٠٨، تواصل التعاون العسكرى بين البلدين، فقد تعددت زيارات المسئولين العسكريين المتبادلة سواء على مستوى وزير الدفاع، أم على مستوى القوات الجوية والبحرية.
بالتوازى مع هذا في نفس العام، جرت مناورات عسكرية جوية وبحرية مشتركة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، واستمر التعاون الاستخباراتى بين تركيا وإسرائيل بشأن الأكراد، حيث تُعتبر الحرب القائمة بين تركيا والأكراد، هى دافع من الدوافع التى دفعت تركيا إلى التوجه نحو إسرائيل عسكريًا لطلب المعدات المتطورة العسكرية، التى ترصد الأكراد في شمال العراق وسوريا.
كما تحتضن تركيا أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، ووصل إلى التعاون العسكرى والسماح للطيران العسكرى الإسرائيلى بالتحليق في الأجواء التركية، حيث ينص الاتفاق على تبادل الطيارين ٨ مرات في السنة؛ ويسمح للطيارين الإسرائيليين بالتحليق فوق الأراضى التركية لتدريب وصقل قدرات الطيارين الإسرائيليين، ليصوبوا على رؤوس الفلسطينيين بدقة، في تناقض مربك لموقف الرئيس التركى وحزبه تجاه القضية الفلسطينية.
في يوليو ٢٠١٤ أطلقت إسرائيل عملية «الجرف الصامد» ضد حركة حماس، وهو ما اضطر أردوغان للخروج بتصريحات عنترية كعادته، دعمًا وتأييدًا لعملائه في غزة، وقال: إن «الهجوم الإسرائيلى على غزة تجاوز وحشية هتلر».
لكن المفاجأة، أن حكومة أردوغان في هذا الوقت بالتحديد كانت تؤمن للجيش الإسرائيلى حصصه الغذائية من مختلف المؤن والأطعمة المعلبة التى يتزود بها الجنود والضباط الإسرائيليون، خلال عمليات القتال في غزة.
وهذا ما فضحته وزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد أن أزعجتها تصريحات أردوغان العنترية، إذ أكدت في بيان أن المنتجات الغذائية التى يستخدمها الجيش الإسرائيلى مستوردة من تركيا، وأشارت إلى وجود صفقات مماثلة عقدها أردوغان مع حكومة آرييل شارون الإسرائيلية عام ٢٠٠٢ وتستمر حتى عام ٢٠٢٢.
لم يقتصر الأمر على هذا فقط، إذ تبين أن نفط شمال العراق، أو النفط الكردي، يباع إلى إسرائيل عبر تركيا، ويستخدم كوقود للطائرات الإسرائيلية التى قصفت قطاع غزة، عام ٢٠١٤ حيث أشار تقرير هيئة رقابة وتنسيق سوق الطاقة الصادر في أغسطس عام ٢٠١٥، إلى زيادة مستمرة في صادرات النفط الإسرائيلى إلى تركيا.
وخلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة في الفترة بين يوليو عام ٢٠١٤ ومايو ٢٠١٥ تزايدت صادرات النفط الإسرائيلى إلى تركيا بنسبة ٨٤.٩٥٪، لترتفع من ١١٨ ألف طن إلى ٢١٨ ألف طن.
التعاون العسكرى بين تركيا وإسرائيل، لم يقف عند هذا الحد، بل امتد إلى استعانة أردوغان بالطائرات المسيرة الإسرائيلية خلال تدعيمه ميليشيات فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، إذ أسقطت قوات الجيش الوطنى الليبى طائرتين مسيرتين من صناعة إسرائيلية، طراز «أوربيتر- ٣».
كما كشفت الصحافة التركية إحدى المسائل المسكوت عنها في خطابات السلطة الحاكمة في أنقرة، ففى ديسمبر ٢٠١٢ أكد المتحدث الإعلامى باسم اتحاد حاملى الجنسية التركية في إسرائيل، رفائيل سعدي، أن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين الأتراك يخدمون داخل الجيش الإسرائيلي، وذلك بسبب توريط أردوغان جيش بلاده في حروب ونزاعات لا طائل من تحتها مع حزب العمال الكردستاني، جنوب شرقى البلاد وفى شمالى العراق، التى لا تزال تكبد الجيش التركى عشرات الخسائر يوما بعد آخر، فضلا عن صراعاته المسلحة مع وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في سورية، ناهيك عن صراعه مع قبرص في مياهها الإقليمية.. كل ذلك دفع الشبان الأتراك للهروب من هذا الجحيم الذى أشعله أردوغان دون أن يتمكن من إخماده.
الهجمة الشرسة التى أطلقها أردوغان على الجيش التركى عقب أحداث مسرحية انقلاب يوليو، ساهمت في عزوف الشبان الأتراك عن الخدمة في الجيش التركي، وهو الأمر الذى يمكن عده ضمن مخطط أردوغان الطامح لتصفية الجيش التركي.

التجارة مع تل أبيب
توقع العالم الإسلامى تراجع التعاون بين تركيا وإسرائيل، بعد وصول حزب العدالة والتنمية سدة الحكم عام ٢٠٠٢، نظرا لخليفته الإسلامية، لكن الواقع العملى كان خلاف ذلك، فالبرجماتية التركية دفعتهم نحو إسرائيل أكثر.
ميكافيلية أردوغان ظهرت في التعاون مع الكيان الصهيوني، لم يبق فقط على الشراكات الأمنية والاقتصادية التى وقعها سليمان ديميريل الرئيس التركى الأسبق، بل عمل على تحديثها وإضافة بنود جديدة إلى الاتفاقية في عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ منحت معاملة تفضيلية للشريك الإسرائيلي.
في ٢٠٠٨ سعى الطرفان إلى تضمين عمليات التبادل التجارى بينهما، في مشروع ضخم أطلق عليه اسم ميد ستريم، وهو خط أنابيب متعدد الأغراض يتمدد من تركيا إلى إسرائيل، يستفيد منه البلدان في إنتاج الكهرباء وتوصيل الغاز الطبيعى والنفط الخام والمياه، بموجب هذا الاتفاق، تحولت تركيا إلى ممول للحديد والصلب، والسيارات، والبلاستيك، والملابس، والأجهزة الكهربائية والزراعية المتنوعة لإسرائيل.
حادث السفينة مرمرة، الذى قتل خلاله ١٠ نشطاء أتراك قرابة سواحل غزة على أيدى الكوماندوز الإسرائيلى في مايو ٢٠١٠، كان بمثابة إعلان حرب على أنقرة، وبينما توقع العالم ردا مزلزلا من تركيا، تثأر فيه لمواطنيها، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، ظلت العلاقات بين البلدين على حالها.
خلال ما أطلق عليه «سنوات القطيعة» بين البلدين في أعقاب حادث مرمرة، سجل عام ٢٠١٣ وصول التجارة المتبادلة بين أنقرة وتل أبيب إلى ٤.٨ مليار دولار، ٢.٣ مليار دولار صادرات تركية إلى إسرائيل، و٢.٥ مليار دولار صادرات إسرائيلية إلى تركيا، وبحلول عام ٢٠١٤، باتت تركيا سادس أكبر شريك تجارى لإسرائيل بـ ٥.٣ مليار دولار، ٢.٦ مليار دولار صادرات تركية، مقابل ٢.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية، وفى عام ٢٠١٥، بلغ حجم التجارة بينهما ٤.١ مليار دولار، بواقع ٢.٤ مليار دولار للصادرات التركية، و١.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية.
وكشفت إحصائيات صندوق النقد الدولي، أن إسرائيل في المرتبة العاشرة كأكبر أسواق الصادرات التركية في عام ٢٠١٧، حيث اشترت سلعًا بنحو ٣.٤ مليار دولار تقريبًا من تركيا، واحتلت الخطوط الجوية التركية المركز الأول بين شركات الطيران والخطوط الجوية التى تتعامل مع إسرائيل، كما أظهر التقرير السنوى للعام ٢٠١٧، الصادر عن دائرة الإحصاء التركية المنشور في أبريل ٢٠١٨ أن تركيا تعد الدولة الأولى في تصدير الاسمنت والحديد لإسرائيل حيث صدرت ٤٥٪ من إجمالى ما استوردته إسرائيل من الحديد و٥٩٪ من إجمالى ما استوردته من الاسمنت وهما مادتان أساسيتان في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضى الفلسطينية المحتلة.
ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، احتلت تركيا المرتبة السادسة في قائمة صادرات إسرائيل لدول العالم، منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» للحكم في ٢٠٠٢ إذ إن حجم التبادل التجارى بين البلدين شهد طفرة هائلة خلال حكم أردوغان، حيث ارتفع من ٣٠٠ مليون دولار عام ١٩٩٧ إلى ٣.١ مليارات دولار عام ٢٠١٠، قبل أن يتجاوز ٤ مليارات دولارات عام ٢٠١٩، وفقا لدائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية، ومن المتوقع ارتفاع الرقم الإجمالى للتجارة التركية الإسرائيلية، إلى ١٠ مليارات دولار خلال السنوات القليلة القادمة وفق ما نادى به رئيس جمعية المصدرين الأتراك.
وفقا لهيئة الإحصاء التركية، تحتاج إسرائيل تركيا اقتصاديًا أكثر من احتياج الأخيرة لها، وبالرغم من ذلك حكومة رجب أردوغان لا تجازف بذلك، ولم تجرؤ حتى الآن حتى في ظل وصول التلاسن الإعلامى إلى ذروته في اتخاذ خطوة قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية، أو إنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
المثير في الأمر، هو عقد عائلة الرئيس التركى على الكثير من الصفقات مع الدولة العبرية، في مختلف مجالات المال والتجارة.
كما أن حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقما قياسيا في ٢٠١٩، بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو ٥٦٠ ألفا مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من ٢٥٪ مقارنة بعام ٢٠١٨، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، فالتغيير في سعر الصرف أدى إلى انخفاض أسعار السفر إليها، بما في ذلك التسوق والمطاعم.
وفى عام ٢٠١٨ سجلت الخطوط الجوية التركية زيادة في عدد المسافرين بين مطارى تل أبيب وأتاتورك في إسطنبول بنسبة ١٧.٦٢٪ عن العام السابق، وبجانب السياحة، تجذب عمليات زراعة الشعر في تركيا العديد من الإسرائيليين.