البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الطريق إلى «البيت الأبيض»

البوابة نيوز

الطريق إلى «البيت الأبيض»
انقسام «الديمقراطيين» يمهد لإعادة انتخاب «الجمهورى»
«ترامب» يتحصن بمعارك «الإقالة والنمو الاقتصادى والإرهاب» في مواجهة انخفاض شعبيته في حزبه
تمويل الحملة الانتخابية يمنح «ترامب» فرصًا أكبر من منافسيه 
«ويليام ويلد» يرفع راية «التخفيضات الضريبية وحقوق المثليين والمساواة في الدخل» في الانتخابات التمهيدية 
11 من الحزب الديمقراطى يتنافسون لخوض الانتخابات الرئاسية
«إليزابيث وارين» أول امرأة تعلن مشاركتها في الانتخابات التمهيدية لـ«الديمقراطيين»



بدأت حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التمهيدية يوم الاثنين 3 فبراير الجارى، من ولاية أيوا، وبدأ معها السباق الانتخابى بين دونالد ترامب الرئيس الحالى الذى رشح نفسه لإعادة انتخابه، وبين معارضيه من اليسار، وسيستمر هذا السباق التمهيدى حتى نهاية أغسطس حين يعلن كلا الحزبين عن مرشحه النهائى. 
ونتناول في هذا التقرير أبرز منافسى ترامب على المنصب الرئاسى، وكذلك تقييم فرص ترامب بعد الانتصارات المتتالية، التى قام بها في مواجهة الديمقراطيين، والتى كان أبرزها نجاحه في إلغاء عملية عزله التى بذل فيها الديمقراطيون حثيث الجهود، ولكنها انتهت بالفشل.

المرشحون الجمهوريون
أعلن الرئيس الحالى دونالد ترامب ترشحه رسميًا للولاية الثانية عن حزب الجمهوريين في 18 يونيو الماضى، لكنه ليس المرشح الوحيد للحزب، حيث أعلن ويليام ويلد، حاكم ماساتشوستس السابق في الفترة بين عامى 1991 و1997، في 15 أبريل 2019، عن تحديه للرئيس ترامب وخوض الانتخابات ضده للترشيح الجمهورى.
وتعد مهمة ويلد أشبه بالمستحيلة، ما أكده مارك سانفورد الحاكم السابق لولاية جنوب كارولينا، وجو والش الممثل السابق لإلينوى. يذكر أن ويلد من أبرز المعارضين لترامب، حيث عارض بشدة انسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى، كما يدعم التخفيضات الضريبية، ويدعم زواج المثليين، وحقوق الإجهاض، وإضفاء الشرعية على الماريجوانا، كما أنه يعطى أولوية لقضايا عدم المساواة في الدخل، والعجر، وتغير المناخ، وأعلن أنه سيضم الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ حال فوزه في الانتخابات.
ومن برنامجه تظهر بشكل جلى محاولة ويلد المزج في القضايا الاقتصادية مع الليبرالية الاجتماعية.

منافسون ديمقراطيون
أعلن أحد عشر مرشحًا ديمقراطيًا عن ترشحهم للمنصب الرئاسى، وهم كالتالى:

1. جو بيدن: هو نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وسياسى مخضرم يبلغ من العمر 76 عامًا. وأعلن عبر فيديو نشره على حسابه على «تويتر» أنه سيترشح لرئاسة الولايات المتحدة، معللًا ذلك بأنه يهدف إلى إنقاذ القيم الأساسية للأمة الأمريكية ومكانتها العالمية، وديمقراطيتها، وكل ما جعل أمريكا في خطر. وهى تعد المحاولة الثالثة؛ حيث دخل في سباق الانتخابات التمهيدية في عامى 1988 و2008. وفى عام 2016، فكر في ترشيح نفسه للرئاسة، ولكن سرعان ما عزف عن ذلك لاقتناعه بأن هيلارى كلينتون كانت أكثر عرضة للفوز.


2. بيرنى ساندرز: بعد التنافس بين الديمقراطيين لترشيح أحد منهم في عام 2016، وبعدما تم اختيار هيلارى كلينتون، أعلن ساندرز في 19 فبراير أنه سيكون مرشحًا مرة أخرى. ويُعتقد أنه أحد أفضل المرشحين، وأن بإمكانه التغلب على دونالد ترامب إذا كان هو المرشح الديمقراطى. جدير بالذكر، أن السيناتور ساندرز البالغ من العمر 77 عامًا، يدافع عن الديمقراطية الاشتراكية، فينادى برعاية صحية شاملة، وجامعة عامة مجانية، وحد أدنى للأجور. وقد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى في ولاية نيو هامبشير في 14 فبراير الجارى.


3. إليزابيث وارين: هى أول امرأة تعلن مشاركتها في الانتخابات التمهيدية لتصبح مرشحة الديمقراطيين، وذلك في 31 ديسمبر 2018. وهى عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، وأستاذة في القانون. جدير بالذكر أنها تعد واحدة من أكثر الخصوم شهرة لدونالد ترامب، وبرنامجها قريب من برنامج بيرنى ساندرز –يسار الطيف السياسى الأمريكى- وتهدف إلى السيطرة على البنوك، وإقامة نظام صحى عالمى، وحد أدنى للأجور، والدفاع عن قضية المناخ.


4. بيت بوتيج: هو من أصغر المرشحين المعلنين؛ حيث يبلغ من العمر 37 عامًا، كما أنه أول مرشح مثلى الجنس. وأعلن ترشحه في 23 يناير 2019، وكان جنديًا سابقًا في أفغانستان، ثم عمل بعد ذلك في ملف مكافحة الإرهاب.

5. أندرو يانج: أعلن رجل الأعمال يانج، ترشحه في نهاية شهر يناير الماضى، ويبلغ من العمر 44 عامًا. وبرنامجه يتشابه كثيرًا مع برنامج المرشح الاشتراكى بينوا هامون في عام 2017؛ حيث أعلن أنه سيوفر دخلًا قدره 1000 دولار شهريًا، لأى أمريكى يزيد عمره على 18 عامًا، وتصديه لأزمة البطالة التى تتفاقم بشكل متسارع بسبب التطورات التكنولوجية التى أدت إلى اختفاء كثير من الوظائف.


6. إيمى كلوبوشار: هى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا، وتبلغ من العمر 55 عامًا. وقد أعلنت ترشحها في 10 فبراير 2019. وهى من أبرز الناشطين في قضية تغير المناخ والهجرة، وتسعى إلى تطبيق نظام تأمين صحى بجانب حلها لقضايا المناخ.

7. تولسى جابارد: هى أصغر امرأة تعلن رسميًا عن عزمها الترشح في الانتخابات الرئاسية، وذلك في 12 يناير 2019، حيث تبلغ من العمر 37 عامًا. جدير بالذكر أنها كانت أول عضو برلمانى هندوسى يدخل مجلس النواب بصفتها ممثلة لولاية هاواى. وأعلنت أن إصلاح النظام الصحى والنظام القضائى بجانب مكافحة تغير المناخ من الأهداف الأساسية لبرنامجها الانتخابى.


8. جون ديلانى: أول من أعلن ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية –في يوليو 2017-، ويبلغ من العمر 55 عامًا. يقدم نفسه ككاثوليكى يسعى إلى تطبيق العدالة الاجتماعية من خلال الدعوة لزيادة الضرائب على الشركات من أجل تمويل مشروعات البنية التحتية، والرعاية الصحية الشاملة، كما يهدف لمكافحة الاحتباس الحرارى والحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.

9. توم ستاير: أعلن الملياردير ستاير، البالغ من العمر 62 عامًا، ترشحه في 9 يوليو 2019. وكان من بين داعمى إقالة دونالد ترامب من منصبه عبر تمويله لحملة الإقالة، وكذلك تمويله إعلانات للتعبئة ضده. أعلن أنه يهدف إلى الحد من الاحتباس الحرارى، وتعزيز الطاقة المتجددة، ووضع حد لسيطرة الشركات الكبرى على السياسات المحلية.

10. ديفال باتريك: هو من أواخر المنضمين إلى السباق على الانتخابات الرئاسية؛ حيث أعلن ترشحه في نوفمبر 2019. وأعلن أن حملته ستكون مماثلة لحملة باراك أوباما في عام 2008. جدير بالذكر أنه يبلغ من العمر 63 عامًا.


11. مايكل بلومبرج: أعلن الجمهورى السابق وحاكم نيويورك السابق، في نهاية نوفمبر 2019، اشتراكه في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين كوسيط. وحملته الانتخابية تتشابه مع حملة دونالد ترامب في عام 2016، حيث أعلن تمويل حملته بثروته الشخصية، وأنه لن يتقاضى راتبًا إذا فاز. رغم هذا، فإن مهمته الصعبة متمثلة في إقناع الناخبين الديمقراطيين؛ خاصة أنه تأخر في إعلان الترشح.
وتجدر الإشارة إلى أن أكبر عدد للمرشحين الديمقراطيين قد يؤدى إلى نتائج عكسية؛ لأن كل منهم سيحتاج إقناع الناخبين في كل الولايات بمدى سوء إدارة ترامب، وهو ما قد ينتج عنه روايات مختلفة تؤدى إما إلى عدم اقتناع الناخبين بحججهم أو تفتت الكتلة التصويتية على هذا العدد الكبير من المرشحين، على عكس موقف ترامب، فلن يتمكن ويليام ويلد من منافسته بما يجعله مرشح الجمهوريين الوحيد. وما يؤكد صعوبة مهمة الديمقراطيين فشلهم في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ولاية أيوا، والذى ينال من مصداقية الحزب أمام الناخبين في باقى الولايات، ويضيف إلى فرص ترامب في الفوز. يضاف إلى ذلك أن أغلب مرشحى الحزب الديمقراطى كبار في السن، بما يجعل الحزب غير متناسق إلى حد كبير مع الشباب بما قد يفقدهم تأييد هذه الفئة العمرية.

فرص ترامب
بالنظر إلى التاريخ الأمريكى، نجد أنه منذ 1945 جميع الرؤساء الذين لم يتم إعادة انتخابهم للمرة الثانية – فورد وكارتر وجورج بوش الأب- كانوا لم يحصلوا على تأييد حزبهم، ومن ثم تنظيم الانتخابات التمهيدية، على عكس ترامب الذى يمتلك تأييد الجمهوريين، لكنه لا يتمتع بشعبية من الناحية الهيكلية، ولم يحصد في استطلاعات الرأى على أكثر من 44% منذ بداية ولايته. 
رغم هذا قام ترامب بعدة انتصارات ستمكنه من التغلب على هذه المعضلة، ومنها:
1. قضية إقالته: هذه القضية جسدت المعركة الحقيقية بين الديمقراطيين في مجلس النواب والرئيس ترامب لعزله من منصبه، عندما أصدر مجلس النواب الأمريكى مقالتين بتوجيه الاتهام ضده. وصوت مجلس النواب الذى يسيطر عليه الديمقراطيون لتوجيه الاتهام له بسبب إساءة استخدام السلطة في منصبه وعرقلة الكونجرس. تتعلق هذه الاتهامات بترامب الذى يزعم أنه يطلب مساعدة من أوكرانيا لتعزيز فرص إعادة انتخابه في عام 2020. وانتهت هذه القضية بنجاح ترامب في التغلب عليها بفضل دعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ له، وهو ما كانت له آثار إيجابية على دعم المواطنين له. فوفقًا لآخر استطلاع للرأى أجرته «جالوب» حصل على تأييد بنسبة 49% في استطلاع أجرى في اليوم التالى على براءته، وهو مستوى لم يصل إليه منذ توليه منصبه، مما يشير إلى نجاحه في تعبئة الناخبين لصفه. كما أن هذه القضية سيستغلها لإظهار مدى فشل الديمقراطيين في القيام بالمهام التى تم انتخابهم من أجلها، بما يزعزع ثقة الناخبين الديمقراطيين في مرشحى الحزب الديمقراطى.
2. نجاحه في حفظ الاستقرار رغم ما شهدته الولايات المتحدة من أحداث كبرى مثل الانسحاب من اتفاقية باريس، والتوترات مع إيران، والانسحاب من الملف النووى... وغيرها. كما أنه حافظ على وعوده المتمثلة في وضع أمريكا في المقدمة –أمريكا أولًا- وهو ما ظهر بشكل جلى في حربه التجارية مع الصين التى اتهم فيها الأخيرة بسرقة الملكية الفكرية، والقيام بممارسات تجارية غير عادلة تعوق الشركات الأمريكية.
3. تحقيق أعلى معدلات نمو اقتصادى: رغم هذه الأحداث فقد حقق نموًا اقتصاديًا بنسبة 3.1%، بعد أن كان 2% عام 2016 قبل توليه منصبه، وبعد عام تضاعف إلى 3.5%، ووصل معدل البطالة إلى أدنى مستوياته منذ خمسين عامًا، ففى عام 2010 كان معدل البطالة ما يقرب من 10%، وفى أغسطس الماضى انخفض إلى 3.7%. كما انخفضت معدلات الأمريكيين من أصل أفريقي، والأمريكيين اللاتينيين والآسيويين العاطلين عن العمل، إلى أدنى مستوى عند 5.5%.
3. حفاظه على قاعدة مؤيديه طيلة فترته، فمنذ توليه منصبه وتتذبذب نسبة تأييده ما بين 40 و44% في استطلاعات الرأى، وارتفعت في الآونة الأخيرة إلى 46%، وظل محتفظًا بهذه النسبة رغم قراراته ورغم الأحداث الكبرى التى شهدتها الولايات المتحدة.
4. ملف الإرهاب: في خضم معركة البقاء في السلطة لولاية ثانية، حقق ترامب انتصارات متتالية في هذا الملف، بدءًا بعملية اغتيال البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى في أكتوبر 2019، وانتهاءً باغتيال زعيم القاعدة في الجزيرة العربية قاسم الريمى، والتى تعد ضربة قوية للتنظيم. ومن المرجح أن تقوى موقف ترامب لدى الناخب الأمريكى الذى ينظر للإرهاب كتهديد وجودى له.
بالإضافة إلى انتصاراته السابقة؛ فإن انقسام منافسيه سيعزز من موقفه الانتخابى، فوجود 11 مرشحًا ديمقراطيًا يعطى انطباعًا عن الفوضى والتشتت داخل الحزب، وأن غالبية هؤلاء ليسوا للترشح لمنصب الرئيس، ولكن لبدء حياتهم المهنية وحصد مكاسب من هذه العملية مثل الحصول على وعد بتولى منصب في الحكومة إذا انسحب من الحملة، وهو ما حدث بالفعل، فكان عدد المرشحين في البداية 24 مرشحًا، ولكنه أصبح 11 مرشحًا. يُضاف إلى ذلك أن عددا قليلا من أولئك المرشحين لديهم الإمكانيات المادية اللازمة للاستمرار في حملاتهم الانتخابية على عكس ترامب الذى لديه تلك الإمكانيات؛ حيث يمول حملته من أمواله الخاصة، وليس في حاجة للبحث عن ممولين، وهو ما قد يكون سببًا آخر لنقص عدد المرشحين الديمقراطيين لأقل من العدد الحالى. يُضاف إلى ذلك قيام عدة ولايات مثل جنوب كارولينا وألاسكا وأريزونا ونيفادا، بإلغاء انتخاباتهم التمهيدية للحزب الجمهورى لدعم إعادة انتخاب ترامب مرة أخرى، وهو ما يعكس تماسك الحزب الجمهورى مقابل ضعف منافسه وانقسامه.
ورغم هذه الشواهد التى تدعم موقف ترامب، يشكك البعض في تمكنه من الفوز بولاية ثانية، لعدة أسباب، منها: أن ترامب لم يتمكن من زيادة نسبة مؤيديه بما يتجاوز الـ 50%، بل بقى تصنيفه إلى حد ما ثابتًا حتى بعد الكشف عن تقرير «مولر»، الذى أكد أنه غير متواطئ مع روسيا. يضاف إلى ذلك أن الجمهوريين فقدوا ولايات العمال الشمالية (ويسكونسن، وفرجينيا)، ويقترب من فقدان فلوريدا -ربما هذا دفعه لإلقاء خطابه هناك حتى يستعيد تأييدها له-. بجانب أن سياساته تسببت في وصول الولايات المتحدة إلى حافة الهاوية، على سبيل المثال إطلاق ضربة صاروخية أسفرت عن مقتل قاسم سليمانى، وبالتبعية تصاعد التوتر مع إيران، خاصة بعد أن أسقطت طائرة عسكرية أمريكية دون طيار، واستولت على ناقلات نفط تابعة لشركات أمريكية، وأطلقت صواريخ باليستية على القوات الأمريكية في العراق.