إدجار آلان بو.. القلب الواشي
تحل اليوم الأحد، ذكرى ميلاد الشاعر الإنجليزي إدجار آلان بو، الذي يُعد من أهم كُتّاب الرعب في العالم، ومن أوائل الكُتّاب الذين سعوا لكسب لقمة العيش من خلال الكتابة وحدها، فعاش حياة صعبة ماليا ومهنيا، اشتهرت حكاياته بالأسرار، وأنها أيضا مروعة، بل ظل سيئ الحظ، رغم تعدد مواهبه التي ظلت جزءا مهما بالحركة الرومانسية الأمريكية، والأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر.
كتب "آلان" عقب فقدان زوجته أجمل الأشعار لها ليّرسخ اسمه في عالم الشعر الأمريكي، فكتب لها أشهر قصائده "أنابيل لي" حين ماتت، ورغم هذا الحب لكنه عاد للعلاقات الغرامية بعد أعوام، فارتبط بالشاعرة سارة هيلان ويتمان، وبعدها أراد الزواج ثانية من امرأة ثالثة أحبها قبل شهور قليلة من رحيله، ورغم تعدد علاقاته النسائية، إلا أن كل من عرفهن من النساء قلن ذات الكلام بأنه لم يحب إلا امرأةً واحدة في حياته هي زوجته وابنة عمته فرجينيا.
سجلت أعمال "آلان" من قصص وقصائد كآبته، وقلقه، كما أبرزت موهبته التي شكلّت شخصيته الإبداعية المُغايرة، وعندما تحدث عن غاية القصيدة أو غاية الشعر بشكل عام، الذي هو السمو بالروح، دعا إلى التحرر في كتابة الشعر من كل أشكال الرضا والفائدة العقلية التي يُمكن أن تسود الذهن، فكان في نظر أبناء جيله رمز "الشاعر الملعون"، التعيس، المُتسكع، المُشاغب في الكتابة الشعرية، المخرب في النثر، والمدمن المغامر المتفلت من كل القوانين.
كتب "آلان" خلال قصته المثيرة "القط الأسود"، ومن هذه القصة ومثيلاتها أطلق عليه كاتب الرعب والأسرار العجيبة عندما قال: "لقد قتلت زوجتي! هذا ما حصل، وقمت بكل برود وبلادة إحساس بإزاحة الجثة عن المدخل، وفكرت في وسائل وطرق كثيرة لإخفاء الجثة، وأدركتُ أنه لا يمكنني إخراجها من المنزل لكي لا أثير الجيران وأجلب الشكوك إلى نفسي، فكّرت في تقطيعها إلى قطع ثم إحراقها أو إطعام الحيوانات من لحمها؛ ثم رأيت أن أحفر قبرًا في أرضية القبو وأدفنها فيه، لكني استبعدت تلك الطرق، وفكرت أن أضعها في صندوق ثم أطلب من شخص ما أن يأتي فيأخذه من البيت، لكنني استبعدت هذه الطريقة كذلك. أخيرًا استقر رأيي على ما ظننته أسلم طريقة وهي دفن زوجتي في أحد جدران القبو".
ترك عدة أعمالا فنية مشهورة منها: القط الأسود، القلب الواشي، إنهيار منزل أشر، الحشرة الذهبية، بضع كلمات مع مومياء.