البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأنبا أبوللو وأبيب العابد قديسان جمعهما البر أمام الله

البوابة نيوز

تنيح القديسان الباران الأنبا أبوللو المتشبه بالملائكة، والأنبا أبيب العابد المجاهد، وقد ولد الأنبا أبوللو في مدينة أخميم واسم أمه إيتي وأبيه إمان. وكانا كلاهما بارين أمام الله، سائرين في طرقه، محبين للغرباء والقديسين، ولم يكن لهما ولد، وفي إحدى الليالي رأت أمه في حلم كأن إنسانا نورانيا، ومعه شجرة قد غرسها في منزلها، فكبرت وأثمرت فقال لها "من يأكل من هذه الثمرة يحيا إلى الأبد. 
فأكلت منها فوجدتها حلوة المذاق". فقالت تري أيكون لي ثمرة؟ ولما استيقظت من النوم أعلمت زوجها بما رأت، فعرفها أنه هو أيضًا قد رأى هذه الرؤيا عينها. فمجدا الله كثيرا، وزادا في برهما ونسكهما، وكان طعامهما خبزا وملحا، وكانا يصومان يومين يومين، وبعد أيام حبلت فكانت تصلي كثيرا إلى إن ولدت طفلا، فأسمياه أبوللو وزادا في برهما أكثر، ولما نشا الصبي وتعلم العلوم اللاهوتية اشتاق إلى الرهبنة.
ولم يزل يزداد عنده هذا الشوق حتى اجتمع بصديق له يدعي أبيب فذهبا معا إلى بعض الأديرة وترهبا هناك. وكانا يمارسان نسكيات كثيرة، وسارًا سيرة حسنة مرضية لله وقد تنيح القديس أنبا أبيب في الخامس والعشرون من شهر بابه.
أما القديس أبوللو فقد مضى إلى جبل ابلوج، واجتمعت حوله جماعة كثيرة، وكان يعلمهم خوف الله والعبادة الحسنة وفي بعض الأيام كانوا يحتفلون بتذكار القديس أنبا أبيب، ليتم قول الكتاب المقدس "الصديق يكون لذكر أبدي، وذكر الصديق للبركة". 
وعاش الأنبا أبوللو بعد ذلك سنين كثيرة وصار له عدة أديرة واخوة كثيرين. وكان في زمان القديس مقاريوس الكبير الذي لما سمع به فرح، وكتب له رسالة يعزيه هو والأخوة، ويثبتهم على العمل بطاعة الله وفيما هو يكتب الرسالة عرف الأنبا أبوللو بالروح، وكان حوله جماعة كثيرة يتحدثون بكلام الله. فقال لهم "اصمتوا يا اخوة. هوذا العظيم أبو مقار قد كتب لنا رسالة مملوءة عزاء وتعليما روحانيا"، ولما وصل الأخ ومعه الرسالة، تلقوه فرحين ثم قراؤها فتعزت قلوبهم. 
وهذا القديس أبوللو هو الذي مضي إلى القديس أموني وشاهد القديسة التي وقفت وسط اللهيب ولم تحترق. ولما أراد السيد المسيح إن يريحه من أتعاب هذا العالم تنيح بسلام.