"القرية السوداء".. كفر منصور غارق في بحر المجاري.. والمحافظ "ودن من طين وودن من عجين"
هناك ومع اقتراب نهاية حدود محافظة القليوبية مع الدقهلية، توجد قرية أطلق عليها البعض اسم "القرية السوداء"، لأنها لا تجد من يمد لها يد العون أو المساعدة لتواكب نظيراتها من القرى المجاورة، فهي كالنقطة السمراء في ثوب أبيض.
قرية كفر منصور التابعة لمركز كفر شكر، يبلغ تعداد سكانها ما يقرب من 20 ألف نسمة، هي أول قرية في قسم دائرة كفر شكر، ولكن يبدو أن المسئولين لا يعترفون بها نظرا لطيبة أهلها والذين لا يجدون من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم، فلا عضو مجلس شعب نافع ولا محافظ شافع.
هذه القرية مريضة بالتجاهل من المسئولين، لدرجة أنها بلا خدمات، بلا صرف صحي ولا غاز طبيعي، ولا مياة شرب نظيفة، على الرغم من وجود هذه المميزات في القرى المجاورة لها، أهالي القرية يشكون من أزمة الصرف الصحي، كل القرى المجاورة انتهت من أعمال حفر المجاري مثل قرى كفر على شرف الدين وكفور عامر ورضوان، والبعض الأخر يستمتع الآن بميزة الصرف الصحي الذي يعمل منذ فترة بانتظام وبدون أزمات مثل قرى جمجرة وميت راضي وكفر سعد، لدرجة أن خط تصريف المجاري لتلك القرى يمشي في شوارع كفر منصور، والقرية السوداء لا تزال لم تدخل مرحلة الحفر حتى الآن، وهذا ما دعى إلى الدهشة والشعور بالظلم.
شهدت القرية منذ ما يقرب من أربعة شهور أعمال حفر ولكنها لم تستمر إلا لمسافة قصيرة جدا لا تتجاوز الـ 500 متر، وبعد أن انفرجت أسارير أهل القرية، فوجئوا بتوقف الأعمال في ظروف غامضة، ولا يعرفون سبب تعطل العمل داخل شوارعها بدون مقدمات وبدون سابق إنذار.
القرية غارقة في بحر من المجاري، وفي أمس الحاجة إلى الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بها، ولكن فاض بهم الكيل، فلا مسئول يسأل، ولا محافظ يحافظ، ولا عضو مجلس شعب يعتبرهم من الشعب، الكل هناك يبكي على حاله بعد أن دخلت القرى المجاورة في مشروع الغاز الطبيعي وهي لا تزال متأخرة بسنين ضوئية عنهم وكأنها قرية من خارج المحافظة.
ويطالب أهالي القرية بضرورة سرعة الانتهاء من مشروعي الصرف الصحي والغاز الطبيعي، واهتمام المحافظ الذي لم يقدم لهم أي خدمة منذ توليه المسئولية، وفشلوا في مقابلته على الرغم من محاولتهم الكثيرة، لعرض مشكلتهم عليه إلا أنه كان ودن من طين وودن من عجين.
ومن جانبها حاولت "البوابة نيوز" التعرف على سبب المشكلة من الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية، إلا أنه لم يرد على أي استفسار وجه إليه، ولا تزال الأزمة قائمة، ولا يزال الأطفال غارقون في مياه المجاري، ولا يجدون من يحنو عليهم، وينفذ تعليمات وأهداف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنشاء والتعمير والبناء لمصرنا الحديثة.