البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

شروط النقاد لتقديم جزء ثانٍ للعمل السينمائي.. القصة تدور حول محاور عديدة ومناطق غنية.. ونهاية الجزء الأول تحتمل فيلمًا آخر

نادر عدلي
نادر عدلي

نادر عدلى: الأفلام المدروسة جيدًا تنعش السينما.. حنان شومان: التحدى تقديم العمل بنفس جودة وقوة الجزء الأول.. وماجدة موريس: نجاح الجزء الثانى متوقف على كل ما هو جديد ومتميز وليس مجرد تكرار
أكد النقاد أن تقديم أجزاء ثانية لأعمال سينمائية ناجحة لا يعيب صناع السينما، طالما نجحت في الجزء الأول لها، لكن بشرط أن تكون نهاية الجزء الأول تحتمل تقديم جزء ثان من العمل، خاصة أن الجمهور يقارن دائما بين الجزءين الأول والثانى لأى عمل فني، ومن ثم فإنه ينبغى أن يكون الجزء الثانى للعمل السينمائى على نفس الدرجة من الاهتمام بكافة التفاصيل لضمان خروجه في أبهى صورة، وضمان عدم تقديم تجربة أقل من الجزء الأول.
كما نوه النقاد بأن تقديم أجزاء ثانية للأفلام ليس جديدا على صناعة السينما بشكل عام، وأشاروا إلى أنه يتم إنتاج أفلام أجنبية من عدة أجزاء، فالسينما العالمية اشتهرت كذلك بإعادة تصنيع الأفلام، وأكدوا أن عددا من القائمين على الصناعة في مصر اتجهوا إلى تصوير جزء ثان من أفلامهم بعد تحقيقها نجاحا كبيرا وإيرادات مرتفعة لتكرار النجاح.
قالت الناقدة حنان شومان إن كل من يعيدون إنتاج أعمال قديمة أو تقديم أجزاء جديدة منها يعتمدون على النجاح الكبير الذى حققته هذه الأعمال، ولكن كل فيلم له حالته الخاصة، فهناك أعمال تم تقديم أجزاء ثانية منها وفشلت في دور العرض، موضحة أنها ليست ظاهرة جديدة، لذلك لا يمنع أن يقدم جزء ثان من أعمال سينمائية تدور قصتها حول محاور عديدة ومناطق غنية ومؤهلة، والتحدى الذى يواجه صناع السينما هو تقديم جزء ثان بنفس جودة وقوة الجزء الأول.
فيما قال الناقد نادر عدلى إن أفلام الجزء الثانى المدروسة جيدا تنعش حال السينما، لأنها تقدم بشكل جيد، مشيرا إلى أن أفلام الجزء الثانى ينبغى أن تتميز باستخدام أحداث وكافة عناصر الإبهار في الصورة، مؤكدا أن النجاح الذى حققه الجزء الأول لفيلمى «ولاد رزق» و«الفيل الأزرق» مثلا شجع صناعه على تقديم جزء ثان.
وأضاف أن هذه الظاهرة ليست مستحدثة على السينما المصرية، بل متعارف عليها في هوليود والعالم كله، ولكن في مصر قد يأخذ الموضوع شكلا آخر عما يدور هناك، وأضاف أعتقد أنه في مصر من يعيد إنتاج الأفلام بأجزاء جديدة يعانى من عدم وجود أفكار جديدة يقدمها، أو ربما بدأ اسمه يتراجع في السوق السينمائية، لذلك يرجع للبحث في دفاتره القديمة كما يقولون ويفتش عن أعمال حقق من خلالها نجاحا قبل ذلك ويعيد تقديمها مرة أخرى، أو يفكر في طرح أجزاء جديدة منها، وبالطبع هناك أفلام يعاد إنتاجها نظرا لجودتها وقيمتها وهذه حالات نادرة.
بينما أكد الناقد محمود قاسم أن تلك الظاهرة مأخوذة من السينما الأمريكية، وتعتمد على استغلال النجاح الذى حققه الجزء الأول من الفيلم، موضحًا أن ثلاثية نجيب محفوظ أمر مختلف باعتبارها قصة مرتبطة ببعضها البعض، وكان من المخطط من البداية تقديمها بهذا الشكل، مشيرا إلى أن الأجزاء الثانية في الأفلام المصرية قدمت في شكل تجارب محدودة قدمها المخرج يوسف شاهين في سلسلة أفلام إسكندرية، ولكنها كانت حالة مختلفة، وكان هناك «بخيت وعديلة» للفنان عادل إمام، والذى تم تقديمه على 3 أجزاء، بالإضافة إلى تجربة محمد سعد مع شخصية «اللمبي» وتم تقديمها أيضا في «عمر وسلمى» بطولة تامر حسنى ومى عز الدين، وفيلم «الجزيرة» بطولة أحمد السقا، وأضاف أن تنفيذ الأجزاء الثانية من الأعمال يتطلب قدرًا من الحرفية لتقديم عمل بنفس مستوى نجاح الجزء الأول، خاصة بعدما يقدم أحد الأفلام ويحقق نجاحات غير مسبوقة غالبا ما يفكر صناع الفيلم في تقديم جزء ثان من ذلك العمل كنوع من الاستثمار لذلك النجاح، لكن عندما يقدم الجزء الثانى ويحقق نجاحا يفوق نجاح الجزء الأول فتلك هى الظاهرة التى لم تتحقق عادة في كل الأجزاء الثانية للأفلام السينمائية وتحققت في فيلم «الفيل الأزرق».
ومن جانبها، أشارت الناقدة الفنية ماجدة موريس إلى أن نجاح الأجزاء الثانية من الأعمال الفنية عادة يكون به نوع من الاستناد لنجاح الجزء الأول، لكن به أيضًا نوع من المجازفة من صناعه بتقديم جزء ثان لعمل سبق أن حقق نجاحا مع الجمهور ليكونوا أمام اختبار جديد، وذلك الشىء لا يمكن أن يحدث سوى من مخرج متميز وكاتب لديه موهبة مختلفة، مثلما حدث مع فيلم «الفيل الأزرق» لأن مخرجه مروان حامد، ومثلما حدث مع «الجزيرة» لأن مخرجه شريف عرفة.
وأضافت نحن أمام مخرجين متميزين أسماؤهم تدل على نجاح أعمالهم قبل مشاهدتها وهذا ليس جديدا عليهم، ولذلك فلا يمكن أن ينجح الجزء الثانى من عمل سوى الأعمال التى يكون بها كل ما هو جديد ومتميز وليس مجرد تكرار لما تم تقديمه في الجزء الأول، وهذا ما تحقق في أعمال الجزء الثانى التى حققت نجاحا.