في المؤتمر الأول لصحة المرأة.. عكاشة: الصحة النفسية أساس الأخلاق
في إطار اهتمام المنظمة العربية للتنمية الإدارية بدعم إدارة المنظومة الصحية العربية بصفة عامة، وصحة المرأة العربية بصفة خاصة، وتنسيق جهود المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية المعنية بتعزيز صحة المرأة، فقد قررت المنظمة تنظيم سلسلة من المؤتمرات تتناول موضوع صحة المرأة العربية باعتبارها ركيزة أساسية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وفي المؤتمر الأول الذي أقيم في الحادي عشر والثاني من سبتمبر الجاري، أكد الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى البيولوجي، ومستشار الرئيس للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، أن المرأة أقوى بيولوجيا من الرجل، وأكثر تحملًا، وعرضه للأمراض النفسية، مشيرا إلى أن نهضة البلاد العربية تعتمد على تمكين المرأة، والديمقراطية، والتعليم طبقا لتقرير الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الأول لصحة المرأة " تعزيز صحة المرأة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030"، والذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية، برعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والمجلس القومي للمرأة، حيث تناول المؤتمر الوضع الراهن لإدارة منظومة صحة المرأة في الدول العربية وأثره على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور التثقيف الصحي والتوعية بالمخاطر الصحية السائدة في المجتمعات العربية في تعزيز صحة المرأة، وقضايا الصحة الإنجابية في الدول العربية
وأوضح الدكتور عكاشة أن معظم الاتصالات العصبية في مخ الرجل تجرى بين الأمام، والخلف، وذلك يعنى تفوق المهارات المكانية، والتحكم العضلي والحركي، أما في مخ المرأة، فتجري معظم الاتصالات من ناحية إلى أخرى بين الفص الأيسر والأيمن، وهذا يعني تفوق الأنثى في المهارات اللفظية وقدرات الفراسة (الحدس).
وأضاف أن هناك اختلافات معرفية بين الرجل والمرأة حيث تتميز المرأة بالطلاقة اللفظية، السرعة الإدراكية، الدقة، والمهارات الحركية الدقيقة، فيما يتميز الرجل بالمعرفة المكانية، الذاكرة العاملة، والقدرات الحسابية، مشيرا إلى أن حجم مخ الرجل أكبر من حجم مخ المرأة 12،8%، ووزن مخ الرجل 1336 جرامًا، بينما وزن مخ المرأة 1198 جرامًا، لافتا إلى أن كبر مخ الرجل 11.5% لا يعنى الكثير حيث إن وزن مخ الفيل والحوت أكبر من الإنسان ولكنهم ليسوا بذكاء الإنسان
وقال إن المرأة أقوى بيولوجيا، مشيرا إلى ارتفاع عدد وفيات الأطفال بين الأولاد، مؤكدا أن أعباء المرأة تتمثل في: الدورة الشهرية، الحمل، الولادة، الرضاعة، وسن اليأس والمعاناة من الأمراض النفسية، بالإضافة للأعباء الحياتية فهي: طباخه، شغاله، شراء طلبات المنزل، وتقوم ايضا بنفس عمل الرجل بكفاءة مماثلة أو أفضل، فهي: طبيبة، مهندسة، مدرسة، وأستاذة في الجامعة، كما أن عمر المرأة في كل بلاد العالم يزيد من 10-15 سنة عن عمر الرجل.
وأكد عكاشة على أن المرأة نسبة إصابتها بالاكتئاب تتراوح ما بين ١٦ إلى ٢٠٪، فيما تتراوح ما بين ١٠ إلى ١١٪ في عمر الرجل، كما أنها تعانى من الاكتئاب بسبب الإجهاض بنسبة ٢٥٪، مشيرا إلى أن الاكتئاب يبدأ في 70% بآلام وأعراض جسدية.
وأشار إلى أن الصحة النفسية هي مرادفة للرضا النفسي، ولجودة الحياة، وأنها أساس الأخلاق، فيما تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها القدرة على التكيف مع ضغوط وكروب الحياة بالصمود والمرونة والتحكم في العصبية أي إدارة الغضب.
كما أن الصحة النفسية تشمل القدرة على العمل والعطاء بحب وإتقان، وأن تتواكب القدرات مع التطلعات، وحرية التعبير وإحساس الفرد بأن له قيمة واحترام في المجتمع.
وفي السياق ذاته قال إبراهيم مجدي حسين استشاري الطب النفسي، إن المرأة المصرية دائما ما يتم التعامل معها على أنها أقل من النساء في المجتمعات الغريبة ويعقدون المقارنات بشكل ساخر يحط في النهاية من قدر المرأة المصرية، على اعتبارها أقل جمالًا أحيانًا، أو أقل رشاقة، من مثيلاتها في المجتمعات الغربية، لكن هل فكر أحد في المقارنة بين المرأة المصرية وغير المصرية من حيث التكوين النفسى والسمات الشخصية.
وأضاف ل"البوابة" احتفلنا باليوم العالمى للمرأة أمس الأول وعلينا أن نحيي المرأة المصرية، صاحبة النفسية الأصيلة والعريقة وصاحبة تاريخ عريق كملكة متوجة على عرش مصر، وتعاني السيدات دائما في مجتمعاتنا ولا تستطيع البوح بأقل الأعراض الخاصة بها مثل الحيض مثلا، نظرا للوصمة المجتمعية، وعدم تقدير الرجال حجم هذه الآلام العضوية والنفسية، بسبب غياب ثقافتهم فسيولوجيًا وبيولوجيًا، عن جسم المرأة.