ميكا فالتري.. شجرة الأحلام
واحد من أغزر الكتاب الفنلنديين إنتاجًا، اشتهر بروايته التاريخية "سنوحي المصري"، وهجر دراسة اللاهوت ليدرس الفلسفة وعلم الجمال والأدب، هو الروائي الفنلندي"ميكا فالتري"، والذي تحل اليوم الإثنين ذكرى وفاته من العام 1979.
شارك فالتري بالكتابة خلال دراسته في عدة مجلات وكتب الشعر والقصة، وكان عضوًا في حركة الأدب الليبرالي لفترة من الزمن، وروايته الشهيرة "سنوحي المصري" هي رواية تاريخية امتاز بها، فقصتها من أنجح وأحسن القصص عند المصريين القدماء، وتدور أحداثها في حقبة مدهشة من التاريخ المصري القديم، وهي قصة تاريخها يعود لعهود قبل عهد إخناتون، وبالتحديد ينتمي لكتابات تمت في عهد الأسرة الثانية عشرة، والتي جعلته يجمع بين إخناتون وسنوحي في عهد واحد، حيث كان شديد الاهتمام جدًا بالدقة التاريخية في موضوعه ووصف للحياة المصرية القديمة، حتى يصل لهذا المستوى وهو الأمر الذي تطلب منه القيام بالبحث التاريخي، حيث امتد اهتمامه بإخناتون وكتب عنه مسرحية في هلسنكي.
فالتاري كتب وترك من خلال حياته العديد من الأعمال الروائية والقصصية، ومن أبرز رواياته "غريب جاء للمزرعة، سنوحي المصري، الغامر، غروب تاجر مسامير، الهائم، الملاك الأسود، الإتريوري، سر المملكة، الرومان" بالإضافة إلى مجموعة القصصية القصيرة هى "وجه القمر، وشجرة الأحلام".
لم ينته مشوار فالتاري مع كتاباته فقط، فقد شارك أيضًا في العديد من المسابقات الأدبية التي لاقت نجاحًا في البعض منها، حتى يثبت جودة إنتاجه للنقاد، وظهرت شخصيته الروائية في إحدى المسابقات والتي أشتهرت بروايته "المفتش بالمو"، حيث أخذ الفظ المفتش في قسم شرطة هلسنكي وظهر في ثلاث روايات بوليسية التي تحولت لأفلام سينمائية، كما كتب سيناريو الكارتون الشهير "كيكو جا كايكو"، وكتب أيضا كتابا إرشاديا حتى يلهم بهم هؤلاء الكتاب.
ثم ترك فالتري هذا الأثر الأدبي الكبير وهو في الحادية والسبعين من عمره، ليرحل إثر إصابته بمرض السرطان.