البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إيمان مهران: تصميم أزياء فرقة رضا استلهم البيئة المصرية

الدكتورة إيمان مهران،
الدكتورة إيمان مهران، أستاذ فنون التشكيل

لم تقتصر أكاديمية رضا للفنون الشعبية على الابتكار فى الموسيقى والاستلهام من التراث والموروث الثقافى الشعبى المصري، بل تطرق الأمر إلى الملابس الخاصة باستعراضات الفرقة، وكان التعريف العلمى لبعض الرقصات الشعبية يتضمن فى طياته وصف ملابس الراقصين التى كان يريدها أعضاء الفرقة، مثل رقصتى «الحجالة» و«العصا» وغيرهما، فلم يكن صنع الملابس وتصميمها واختيار خاماتها محض مصادفة، بل كان كل ما يتعلق بها مدروسا ومتقنا بشكل كبير،
فى البداية والدة الفنانة فريدة فهمى هى من قامت بصنع ملابس الفرقة، كما ابتكرت صناديق جيدة التهوية للمحافظة عليها. 
وقد يفاجأ البعض أن الفنانة فريدة فهمى بطلة الفرقة وأحد روادها، قامت بتصميم العديد من ملابس الفرقة، والتى باتت أيقونة للملابس المصرية الشعبية كـ«الملاية اللف»، وملابس رقصة «الحجالة»، فكانت مصممة أزياء واعية، ولديها قدرة كبيرة على التصميم واستلهام التراث، وكيفية تطويع تلك الملابس لتكون مناسبة للرقصة التى تقدمها، حيث قامت بتصميم رقصة الموشحات، فهى بحق من أهم رواد فرقة رضا، بل هى أيقونة الفن الشعبى فى مصر، مخلصة ومتفانية إلى أبعد الحدود، فكانت مؤمنة بما تقوم به، وما تقدمه من رسالة فنية، وبالرغم من حصولها على ليسانس الآداب، لكنها حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، فى مادة الرقص الشعبى المصرى برسالة دكتوراه عن التطور الإبداعى عند محمود رضا.
تتحدث الدكتورة إيمان مهران، أستاذ فنون التشكيل الشعبى المساعد بأكاديمية الفنون، حول تصميم أزياء فرقة رضا، الذى حافظ على النمط التقليدى الشعبى المصري، حيث نجحت الفرقة فى نقل صورة الراقص من مجرد مجموعة ليس لديها قبول اجتماعي، وبدء المنظور المجتمعى يختلف حول راقصى الفن الشعبي، خاصة أن عناصر فرقة رضا فى بداياتهم كانوا أبطالا رياضيين، وطلاب جامعة. 
تقول مهران: «أسهمت أزياء فرقة رضا فى التأكيد على هويات المناطق الثقافية، بداية من الوحات والوادى الجديد، حيث نجحت الفرقة فى أن تخرج بنماذج تعبيرية عن طريق التصميم واللون والتى تعتمد على الشكل وتوزيعه، فاستطاعت الحفاظ على التنوع مع إبراز الهوية المصرية المعبرة عن المنطقة أو البيئة صاحبة الرقصة». 
وأشارت إلى أن الأزياء فى بدايات فرقة رضا «كانت أغنى بكثير عمَّا هى عليه الآن» وفق قولها، فكانت الملابس والأزياء تحافظان على الشكل الأقرب للملابس التقليدية، مع إجراء تعديلات طفيفة لتتناسب مع حركة الراقص خلال الأداء الحركى للرقصة «ما يحدث الآن فى أنواع الأزياء المستخدمة، يعتمد على التصميم بطريقة تجعلها بعيدًا تمامًا عن الثقافة المصرية التقليدية، والتى بالتالى تجعل الرقصة غير معبر عن بيئتها». 
وأوضحت مهران أن فرقة رضا اعتمدت فى بداياتها على أهم مصممى الأزياء، ومنهم رؤوف عبدالمجيد، وسمير نصر، وخديجة فهمي، وهم من قاموا بتصميم أزياء فيلمى «غرام فى الكرنك»، و«أجازة نصف السنة»، واللذين يضمان معظم رقصات فرقة رضا، «حيث نجد فى رقصة النوبة هناك اعتماد على «الجرجار» وهو من الأزياء النوبية، وطريقة الحركة راعت الملابس الخاصة بالبيئة النوبية، وطريقة تحريك الذراع»، وكان أيضًا الفنان صلاح عبدالكريم له دور كبير فى الأزياء والديكورات الخاصة بفرقة رضا «وكانت له «بالتة» ألوان خاصة به، والتى يعتمد من خلالها على الألوان الصريحة»، وكان له أثر كبير فى تصميمات الفرقة، والتى اعتمد على رؤية خاصة به، وهو ما لا نجده الآن بالفرقة.