البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في ذكراه الـ15.. لنساهم بشربة ماء لنكون أوفياء لزايد


فى يوم ١٩ رمضان كانت الذكرى ١٥ لرحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب السجل الحافل بأعمال الخير والعطاء، وليس من السهل حصر أعمال ومبادرات ومآثر ومناقب الشيخ زايد من خلال مقال أو كتاب، بل سوف نحاول تسليط الضوء على ما كان يشغل هذه الشخصية القيادية الفذة.
بدأ الشيخ زايد أول مهامه فى مدينة العين عام ١٩٤٦م كممثل لحاكم إمارة أبوظبى شقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان رحمه الله، وكان شغله الشاغل هو إنقاذ مدينة العين من العطش حين وجد أن معظم الأفلاج وهى المصدر الرئيسى للتزود بالماء تعانى من الإهمال، وأصبحت معرضة للاندثار، فكرس فكره وجهده وماله من أجل توفير الحياة للناس والأشجار والدواب، ومن هنا نكتشف سر فلسفة ومفهوم شخصية الشيخ زايد العظيمة المرتكزة على منح الحياة، فكلنا ندرك أهمية الماء، إلا أن الشيخ زايد لم يكتف بإدراك أهمية الماء، بل سعى بعزيمة لا تلين وإصرار لا يعرف اليأس من أجل تحقيق هذا الهدف، وجند كل شىء لتوفير أهم سلعة فى الوجود، وهى الماء لإنقاذ الحياة فى مدينة العين.
ومن بوابة الخير هذه انطلق الشيخ زايد رحمه الله لتأسيس دولة الإمارات عام ١٩٧١م على المحبة والعطاء والسلام، واليوم ونحن نحيى ذكرى رحيل هذا الرمز الوطنى والإنسانى الكبير يجب ألا نحيد عن هذا النهج القويم الذى هو مصدر خير ورفعة وأمان وازدهار، والذى مارسه الشيخ زايد على أرض الواقع، وجنى ثماره فى الدنيا وإن شاء الله فى الآخرة. فالمطلوب منا نحن أبناء دولة الإمارات على وجه الخصوص والعالم أجمع، أن نقتبس من فكر ونور وسيرة هذه الشخصية الملهمة ذات البعد الحضارى، وأن نطبق هذا المنهج الراقى بكل تفاصيله فى حياتنا فيما بيننا كأفراد ودول، وألا نكتفى برفع شعار حب الشيخ زايد وذكر مناقبه، بل ترجمة هذا الحب من خلال تبنى أفكاره والعمل بها من خلال المساهمة باستمرار كمنهج حياة، بشربة ماء أو قليل من طعام لشخص طاعن فى السن أو يتيم أو أرملة أو عابر سبيل، أو أى نفس أو كبد ظمآى على وشك الهلاك ضاقت بها الأرض بما رحبت وتقطعت بها السبل، نحييها ونعيد لها بريق الأمل بغد أفضل بهذا العمل الذى كان يحبه الشيخ زايد، ونكون قد وفينا الرجل حقه، خاصة ونحن نعيش نفحات شهر الرحمة والبركات شهر رمضان الكريم، علينا أن نبادر فى أعمال الخير ونرسخ قيم الشيخ زايد فى منازلنا وفى كل معاملاتنا، لأن هذه الأعمال هى أبواب خير ورحمة وأجر وثواب وتسامح وتواد وتقارب وصفح وتراحم بين شعوب الأرض، ومحط تقدير وإعجاب وترحيب من قبل السواد الأعظم من الناس.