البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المغترب بين الرغبة والأمل


إن المصري المغترب مثل شجرة اللبلاب، جذره في الطين وروحه معلقة مائلة جانحة إلى وطنه، فالغربة التي يشعر بها لا يضاهيها شعور حب وحنين جارف نحو الأهل والوطن، متعلق بتراب وطنه أينما ولى وجهه شطرا يمينا ويسارا، فكم يخالجه حنين إلى منبت رأسه، فتدور الذكريات عليه وتطحنه، حتى تفور رأسه بغليان بين رغبة وأمل، فإذا تجمع المغتربون في مكان كانت مصر موضوعهم الأساسي، وتظل تدور حتى تدمع العيون وتهفو الأشواق الجامحة إليهم، بأن مصر ستكون أعظم بلد في الدنيا، يتطلعون لمزيد من الاهتمام من قِبل وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج الدؤوبة، فيرغبون في امتلاك سيارة دون جمارك، خاصة بعد أن طحنتهم الغربة الطويلة، لم يتوانوا فيها عن دفع ما استحق عليهم تجاه الوطن، من دفع الضرائب والتأمينات، وقد وفروا فرص العمل لغيرهم بغيابهم عن وطنهم، فهل من سيارة ينزلونها دون جمارك؟ فالعديد من الدول العربية تقوم بذلك منها تونس واليمن والسودان، فلا بد من تفعيل هذا من قِبل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم المعروفة بنشاطها الدائم والوقوف بصلابة في قضايا المصريين بالخارج، فقد بات الأمر مُلحا بأمل مشوقا إلى تحقيقه، والحق كل الحق في وضع معايير ترتضيها الوزارة حتى تقنن هذا، فقد علت أصوات الجاليات المصرية منذ سنوات وخاصة في أكبر تجمع لهم عددا في السعودية ذلك، وقاموا بعرض هذا المطلب، وقد لاح لهم أمل قريب ثم اختفي روريدا ورويدا، ولم نعرف الأسباب فإذا كنا في عصر أكثر شفافية فلترد علينا الوزارة؟
أما الأمل فهو مقترح أتبناه، وهو أن تشارك الدولة المغتربين في مشروعاتها القومية الناجحة بالأسهم أو غير ذلك، فلا شيء يعلو فوق حب وطنه من جهة واشتراكه في تنمية بلده من جهة أخرى، خاصة أن المغترب لم يكن آمنا على أمواله إذا ساهم في مشروع خاص وهو خارج البلاد، فربما يتعرض للخسارة أو للنصب أو غير ذلك، لذا فالدولة هي الأم وهي الأولى بتوظيف هذه الأموال.
إن المشروعات التي تنفذ بدقة وحزم ومتابعة، لهي فخر لكل مصري، وخاصة المغترب، الذي سافر من أجل تنمية نفسه وأهله ، فيكون حريصا على تتبع نهضة مصر لحظة بلحظة، في فرح، وكان أكبر دليل على ذلك تواجده بقوة الانتخابات الرئاسية، ومدى مساهمته فيها وسط الأغاني الوطنية، فكانت أيام عُرس وتحدٍ حقيقي.
إن بناء مصر والتضحية من أجلها هو المهر الحقيقي للعروس، فمنا مَن قدم دمه الغالي، ومنا من يقدم ماله وهذا ثمن رخيص، فكلما سمعنا عن افتتاح مشروع جديد تتبعناه وعيوننا تبرق من الفرحة، إن تركيبة المصري لا تعرف خريطة ما، فله تركيبة خاصة تزداد في البعد عن ترابها، وهذا نابع من إفاقة مصر وعلو مكانتها بين البلاد والعباد، فنحن نشعر بفخر لا يدانيه فخر كل يوم يولد فيها مشروع جديد، فهل للمغتربين دور فيه والإسهام في بنائه؟، ومن ثم أدعو وزارة الاستثمار أيضا لتبنى مشروع للمغتربين، تشرف عليه تحت مسمى أسهم أو شراكة أو بناء أو مساهمة، فالأسماء لا تهم بقدر التنفيذ.