البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في انتظار ترامب


قبل أن يأتى إلى المنطقة، حيث سيكون بانتظاره برنامج حافل جدًا، أطلق الرئيس دونالد ترامب تصريحين فى غاية الأهمية فعلًا: الأول، أنه أبلغ وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عندما كان فى زيارة غير مريحة إلى العاصمة الأمريكية، بأن واشنطن مصرة على «قطع رأس» رئيس النظام السورى ونحو عشرين من مساعديه. والثانى، وفق مستشار الأمن القومى الأمريكى هربرت مكماستر، أن سيد البيت الأبيض سيعلن خلال جولته الشرق أوسطية، التى ستبدأ بالمملكة العربية السعودية، دعمه حق تقرير المصير للفلسطينيين. والمؤكد أن ترامب عندما يتحدث عن حق تقرير المصير للفلسطينيين، للشعب الفلسطينى، فإنه يعنى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل على حدود ما قبل الخامس من يونيه ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وحقيقة، إنْ تحقق هذا، فإن هذا الرئيس الأمريكى، الذى هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لأنه فعل ما لم يفعله غيره من كل الذين سبقوه إلى البيت الأبيض منذ بداية هذا الصراع، الذى بقى محتدمًا منذ إنشاء إسرائيل فى الجزء الأكبر من فلسطين عام ١٩٤٨ وحتى الآن. 
ويقينًا بإمكان ترامب تحقيق هذا الوعد، رغم كل هذه الصعوبات والمشكلات والإشكالات التى تنتظره، فالعالم الفاعل والمؤثر كله «زهق» من هذا الصراع و«ملَّه»، والولايات المتحدة الأمريكية لم يعد بمقدورها الوقوف إلى جانب إسرائيل، التى تحتل أرضًا ليست لها، هى أرض الشعب الفلسطينى، سواءً أكانت ظالمة أم مظلومة، ولم يعد بإمكانها تحمُّل كل هذه الادعاءات التاريخية التى يتحدث عنها بنيامين نتنياهو ومعه عتاة التطرف الإسرائيلى... فهذه الأكاذيب غدت مكشوفة للأمريكيين كلهم، وغير مقبولة حتى بالنسبة للأكثر تعاطفًا مع هذه الدولة، التى يبدو أنها لم تعد الطفل المدلل، استمرارًا لوجع الضمائر، بعد كل ما حصل لليهود فى ألمانيا النازية. ولعل ما يعطى أبعادًا جدية لهذا الوعد... وعد دعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطينى، الذى لا يمكن إلا أن يعنى دعم الدولة الفلسطينية المنشودة التى اعترفت بها الأمم المتحدة دولة تحت الاحتلال، أنَّ ترامب سيشمل بجولته الشرق أوسطية، بالإضافة إلى إسرائيل، الضفة الغربية... أى السلطة الوطنية، وهنا فإننا نتمنى لو أن هذه الزيارة شملت رام الله، بالإضافة إلى بيت لحم؛ لأن زيارة كنيسة القيامة فى هذه المدينة المقدسة تعنى فى كل الأحوال أنها زيارة دينية، فيما زيارة رام الله تعنى وفى كل الأحوال أيضًا، أنها زيارة سياسية. هذا بالنسبة للوضع الفلسطينى؛ حيث نتمنى أن يدعم ترامب فعلًا حق تقرير المصير لهذا الشعب الذى عانى ما لم يعانه شعب آخر على مدى حقب التاريخ البعيدة والقريبة.
أما بالنسبة لقطع رأس رئيس النظام السورى ومعه ٢٠ من مساعديه، فإننا نقول: فى حكمة الله آية... لكل ظالم نهاية.
وشرَّفت يا ترامب: نزلت أهلًا ووطئت سهلًا.
نقلا عن الجريدة الكويتية