صورة.. حتى "بابا نويل" عجز عن تحقيق أمنية زوجات الأسرى

مع بداية كل عام جديد، يكون لكل إنسان أمنية، ولكل بلد طابع خاص في احتفالات "رأس السنة"، ولكن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يختلف الوضعً كثيرًا، فالأمنية واحدة دائمًا، وهي أن يزول كابوس الاحتلال، وأن يخرج الأحبة من السجون.
"حمامة سلام وأسلاك شائكة وقلوب يحملها بابا نويل، كتب عليها أسماء زوجات يقبع أزواجهم في عتمة زنازين الاحتلال"، بتلك الرسمة البسيطة، استطاعت إلهام المغيث، زوجة الأسير محمد نزال، أن تجسد أمنيتها، بل أمنية الآلاف من الفلسطينيين، الذين فرقت أسوار سجون الاحتلال بينهم وبين أحبتهم، ورسمت صوره لبابا نويل على سور أحد سجون الاحتلال، متمنية أن يعيد لها زوجها.
ويظهر بابا نويل في الرسمة حزينًا، متكأ على عصاه، عاجزًا عن تنفيذ أمنيات زوجات الأسرى، رغم وصوله إلى سور السجن، ولكن بينه وبينهم أسلاكا شائكة، وجنديا، فما كان منه إلا أن حمل لهؤلاء السجناء قلوب زوجاتهم.
وعن تلك الفكري، قالت إلهام المغيث، التي تعيش حاليًا في فرنسا، مع مولودها، الذي لم يرى أبيه الأسير حتى الآن، في تصريحاتٍ خاصة لـ"البوابة نيوز"،:"رجع أبي وأمي من السوق صباحًا، وهم يحملون تساؤلًا، لماذا يوزعون الهدايا الثمينة على الأطفال "مجانا" في عيدهم اليوم؟".
ذاك السؤال لم يمر مرور الكرام عليها، لكنها شعرت بنفسها طفلة تركض في الشوارع، لعلها تجد بابا نويل، لتخبره بعفويتها وطفولتها أن يعيد لها حبيبها.
وقالت واصفة هذا المشهد:"اليوم أصر على تخيلي طفلة بينهم.. أنتظر هديتي.. أسمح لنفسي بالسباحة فوق التيار..لا أريد إلا قليلا من الفرح.. وأن أراك حبيبي".
واختتمت رسالتها إلى جميع زوجات الأسرى، قائلةً:"إليك يا من سجنوا روحي معه.. إليكم أيها الأسرى.. قلوب زوجاتكن النازفة إليكم تزف.. وككل ليلة تتنفس الصدور بلا فؤاد.. إلى أن تعودوا إن شاء الله.. كل عام وإخواننا المسيحيين بخير، وكل عام ونحن إلى الإنسانية.. وإلى الحرية.. والحب أقرب".