بالصور.. البحيرة المحافظة التي غيرت وجه التاريخ: دمنهور مدينة الإله "حورس" التي استوطنها الفراعنة وتوافد عليها اليهود للاحتفال بمولد أبو حصيرة


رشيد: المدينة التي اكتشف فيها شامبليون سر الحضارة المصرية
وادي النطرون: المدينة التي عرفت العالم بالرهابنية
كفر الدوار: التي دشن طلعت حرب صناعة النسيج في مصر
زويل وشلتوتومحمد عبده وأبو غزالة وأدهم الشرقاوي وحسن شحاته أشهر أبنائها
يحتفل في هذه الأيام أهالي محافظة البحيرة بالعيد القومي للمحافظة احتفالا بانتصار أهالي رشيد على حملة فريزر عام 1807 ميلادية والتصدي لهم وهزيمتهم وعودتهم مرة أخرى للإسكندرية
وتعد محافظة البحيرة من المحافظات القديمة بالقطر المصري ويرجع تاريخها إلى عام 4400 قبل الميلاد، سميت بهذا الاسم نتيجة وجود عدد من البحيرات بها، عاصمتها دمنهور مدينة الإله « حورس »، تبلغ مساحة المحافظة 9، 826 كم2، وتتكون من 15 مركز إداريا، و16 مدينة وحده محلية قروية يتبعها 417 قرية تابعة بإجمالي 5333 تجمع سكنى، ويبلغ عدد السكان المحافظة في إحصائية 2013 نحو 5، 346، 253 مليون نسمة.
و مدينة كفر الدوار المدينة الصناعية الثانية بعد مدينة المحلة من أشهر مدن المحافظة بعد العاصمة « دمنهور » نظرا لوجود عدد من شركات الغزل والنسيج بها التي دشنها طلعت حرب باشا، وبينما تتميز مدينة رشيد بوجود أكبر عدد من الآثار الإسلامية بها، حيث تعتبر ثاني المدن بتواجد بها أثار إسلامية بعد مدينة القاهرة، كما أنها المدينة التي اكتشف العالم الفرنسي شامبليون فيها « حجر رشيد » الذي فك طلاسم اللغة الهيروروغرفية التي عرف سر الحضارة المصرية القديمة.

«أبناء البحيرة المتميزين»
ولمحافظة البحيرة نصيب زاخر من أبنائها المتميزين في شتي المجالات العلمية والثقافية والأدبية والرياضية والفنية وأبطال القوات المسلحة الذين كانوا لهم دور بارز في مجالاتهم ومن أهم أبنائها « الأمام محمد عبده الداعية الإسلامي الكبير، الفريق شلبي الحناوي قائد القوات الجوية، والفريق حسن أبو سعدة، قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني في حرب أكتوبر والذي أسر العقيد عساف ياجورى قائد لواء 190 مدرع الإسرائيلي، الشيخ محمد حمروش، شيخ الجامع الأزهر الأسبق، والشيح أحمد الدمنهوري، شيخ الأزهر الأسبق، الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، الدكتور محمد الغزالي السقا، الداعية الإسلامي، الدكتور أحمد زويل، عالم كيمياء وفيزياء وحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء وعلى قلادة النيل العظمى، الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الفريق رفعت جبريل، أحد الضباط الأحرار ورئيس جهاز الأمن القومي ورجل المخابرات المعروف باسم الثعلب ابن مركز كوم حمادة، عبد الوهاب المسيري، كاتب وصاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية والشاعر على الجارم، الأديب يوسف القعيد، الدكتور أحمد جويلي وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، أبن قرية نكلا العنب، المهندس حسين دبوس، محافظ البحيرة والفيوم،، المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المصري الأسبق، الدكتور مصطفى الفقي، دبلوماسي مصري، الدكتور حسن نافعة،المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد، الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق، اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الأسبق، الكابتن حسن شحاتة المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر ونادي الزمالك، محمد ناجي جدو لاعب النادي الأهلي، الفنانة عبلة كامل، محمود الجندي، والمطرب محمد عبد المطلب، عبد العزيز مخيون، محمود الحديني، المطرب كارم محمود.

«دمنهور... مدينة الإله حورس»
سميت بهذا الاسم وذلك لوجود مركزا للعبادة للإله « حورس » بها، وعرفت في النصوص المصرية القديمة باسم «بحدت »، وأعيد المصريون تسميتها في مدينة « تمنهور » قبل الفتح الإسلامي الذي أعاد تسميتها بالاسم الحالي، وهي من أقدم التجمعات الحضارية بالعالم، كما أنها اشتهرت بصناعة الجلود والدباغة، وكذلك الورش الصناعية بها، وعند فتح مصر أنشا بها مسجد التوبة والذي يعد ثاني أقدم المساجد على مستوي مصر بعد مسجد الفسطاط بالقاهرة.
و هناك مقولة مشهورة مرتبطة بشعب دمنهور وهي « ألف نوري.. ولا واحد دمنهوري »، ترجع أحداث الواقعة عندما حاول أحد الأجانب النصب على صاحب محل بقاله فلم يتمكن بالرغم كل الحيل التي انتهاجها، لم تفلح حيله فقال تلك المقولة التي أصبحت ملازمة لأهالي شعب دمنهور، إضافة إلى فشل التجار اليهود بالعمل في مدينة دمنهور في تجارة الأقطان التي اشتهرت بها المدينة في تلك الفترة، نظرا للطبيعة التجارة التي تميزوا بها.
ويعتبر مقام الحاخام اليهودي يعقوب الشهير بأبو حصيرة، في قرية « دميتوه» القريبة من مدينة دمنهور، أحد المزارات المهمة التي يتوافد عليها اليهود من كل أنحاء العالم للاحتفال بمولده ديسمبر من كل عام، والذي تم إلغاء الاحتفالات منذ ثورة 25 يناير.
وأبو حصيرة من أحد إفراد العائلة اليهودية المغربية الشهيرة عائلة الباز التي ينتمى إليها أبو حصيرة أو أبو يعقوب كما يطلق عليه من أصل مغربي، وجاء إلى مصر لزيارة القدس، وطبقا لبعض الراويات الشعبية غرقت سفينته وأوصي بدفنه بقرية « دمتيوه » بدمنهور.

أسسها الملك فؤاد الأول في عام 1930 على غرار أوبرا القاهرة التي احترقت في سبعينات القرن الماضي، وضمت سينما وتياترو فاروق، وتغير الاسم من سينما فاروق إلى سينما البلدية في سنة 1952، وظل الأمر على ذلك حتى سنة 1977م عندما تغير الاسم إلى سينما النصر الشتوي".
و يعد مسرح أوبرا دمنهور تحفة معمارية فريدة للعمارة المصرية بمرحلة الازدهار من القرن الماضي، كما انها تحتوي على مزيج التخطيط طراز الأوبرا الإيطالية.

«عادات وتقاليد بحراوية»
هناك عادات وتقاليد يتميز بها أهالي محافظة البحيرة عن غيرها محافظات الجمهورية الأخرى، حيث أن من العادات والتقاليد الراسخة، تقديم مآدب الطعام « الصواني » في العزاء للضيوف الغرباء لمدة أسبوع بكل أنواع الطعام، ولمراسم الجنازات عند القبائل العربية وضع خاص حيث يحرصون على تطبيق القول المأثور « إكرام الميت دفنه»، فيتم الدفن بعد ساعة واحدة من الوفاة على أقصى تقدير، وليس للوفاة أو الدفن مراسم خاصة، كما يؤمنون بمبدأ الكريم لا يضام، ويعتبرون أنفسهم أهل كرم ورحمة ومودة وللعرس عادات وتقاليد حيث هناك من يقيم مائدة الطعام لمدة ثلاثة أيام وذلك حسب طبيعة المكان.
كما أن هناك عادات وتقاليد تتميز بها مراكز ومدن معينة عن الأخرى، وخاصة المراكز التي تتسم بالقبلية مثل حوش عيسى وأبو المطامير، وادي النطرون والنوبارية، حيث أن زواج الأقارب هي السمة البارزة في تلك المراكز، الاحتكام إلى الجلسات العرفية لحل النزاعات والخلافات بين العائلات.

مدينة « وادي النطرون» المدينة المباركة التي شهدت رحلة المسيح عليه السلام وهو طفل وأمه مريم أثناء رحلتهما إلى مصر، هربًا من بطش الرومان، وطلبًا للأمان، كما أنه أقيم بها أول تجمع رهباني مسيحي في العالم بالقرن الرابع الميلادي على يد مقار الكبير الذي أنشأ دير الأنبا دير عامر وذلك هربا من هجوم البرابرة، كما أنها يوجد بها دير الأنبا بيشوي ودير البراموس ودير السريان وعدد من الأديرة الكنائس التاريخية.
ترجع تسمية الوادي باسم «وادي النطرون» إلى بحيرات ملح النطرون المنتشرة فيه، وعددها 8 بحيرات، تستخرج منها الصودا.

« أدهم عبد الحليم الشرقاوي » بطل شعبي وأحد العلامات البارزة في مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، ولد عام 1898 في قرية زبيدة، أسرته كانت تتولي في تلك الفترة العمدية بقريته، يظل « أدهم » أحد رموز المقاومة ضد الظلم الذي تعرض له، وأصبح الشرقاوي نصيرا للمظلومين رغم صغر سنه في ذلك التوقيت الذي لا يتعدي عشرون ربيعا.
و بعد مرور 93 سنة على رحيل « أدهم الشرقاوي » يظل أهالي مركز إيتاي البارود يتذكرونه ويعتبرونه بطلا شعبيا، رافضين وقاطعين بكل المقولات التي تتحدث على أنه « مجرم » أو أنه أخطر مجرم بالعشرين، فهم يرون دائما بطولته التي قام بها من أجل عودة حقوق أبناء قريته والتصدي لجبروت الإقطاع، رغم أن والداه كان يمتلك أكثر من 600 فدان.
و كانت المحكمة قد حكمت على أدهم الشرقاوى بالسجن 7 سنوات في قضية شاهد الإثبات عمه، وتم إرساله إلى ليمان طرة، وفى الليمان ارتكب جريمة قتل أخرى وحُكِم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لكنه هرب من السجن أبان الفوضى بثورة 1919، وبعد فترة من المطاردات مع الشرطة، وبخيانه صديقه قتل أدهم وانتهت أسطورة بطل شعبي، ومع مرور السنوات وإن كان الزمن قد أخفي معالم قرية « زبيدة » مسقط رأس ادهم الشرقاوي، إلا أنه عندما يذكر اسم عائلة الشرقاوي بمركز إيتاي البارود، يأتي الحديث عن « أدهم الشرقاوي ».

«مسجد العارف بالله أبو النضر... مسجد أبو مندور»
مسجد « أبو مندور» يعد من أهم المساجد الأثرية في مدينة رشيد، ويقع المسجد على ربوة عالية تقع على فرع رشيد، وقد سمي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى العارف بالله « أبو النضر» وهو من مدينة كربلاء، وقد أتى إلى مصر وعاش بها ويعود نسبه إلى سيدنا على بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وقد تم تجديد هذا المسجد وترميمه ويوجد لهذا المسجد ثلاثة أبواب من جهات الشرق والغرب والشمال وبه بئر عميق بجوار المسجد تناولت الراويات أنه كان يشفي الأمراض.
وترجع أهمية هذا المسجد ومكانته لاعتقاد الكثيرين، وخصوصا من آهل تلك المدينة، في كرامة صاحبه، حيث يروى أن ذلك التل المقام عليه المسجد كان سينهار على فرع النيل وقد كان هذا الانهيار سيتسبب في حدوث فيضان لفرع رشيد مما قد يتسبب في غرق المدينة بأكملها، لولا كرامة أبو النضر الذي كان يقيم على التل.
ويتميز المسجد بالطراز الإسلامي القديم والزخارف الإسلامية الجميلة كما يعتبر تل أبو مندور من المتنزهات المحبوبة في مدينة رشيد لتميزه بالمساحات الخضراء الواسعة المطلة على أحد فروع نهر النيل، كما تضم رشيد العديد من البيوت والمساجد الأثرية.