الأشخاص الذين عاصروا الشيخ يوسف القرضاوى القيادى الإخوانى خلال المراحل الاولى من حياته ودراسته خاصة من أهالى قريتة ومسقط رأسة صفط تراب بمركز المحلة الكبرى بالغربية وحتى تخرجه في كلية أصول الدين بالأزهر وحصوله على شهادة التخرج عام 1953 يعلمون أن القرضاوى كان من أكثر وأشد المؤيدين للتعاون مع رجال البوليس وهو اللفظ الذى كان يطلق وقتها على الشرطة وضرورة التعاون معهم وتزويدهم بأية معلومات يريدون الحصول عليها وهى الوظيفة التى يقوم بها "المخبر" وهو رجل الشرطة المدنى المتخصص والذى لايرتدى الزى الميرى.
وبعد انضمامة لجماعة الإخوان ولتوافر هذه المعلومات عنه جعله موضع شك من جانب قيادات الجماعة فى هذا الوقت ووضعه دائما تحت المراقبة خشية أن يقوم المخبر القرضاوى بالإبلاغ عن أية اجتماعات سرية يتم عقدها أو تسريب أية معلومات لرجال البوليس وظل على هذا الحال حتى سافر الى قطر وحصل على الجنسية القطرية..
وخلال فترة اقامتة فى قطر كان يشارك فى اجتماعات التنظيم الدولى لجماعة الاخوان حيث كان يمارس ايضا دور المخبر ولكنة انتقل من المخبر المحلى الى المخبر الإقليمى العربى وكان بدورة يقوم بنقل كل أسرار التنظيم الدولى للإخوان وما يدور فى الاجتماعات إلى كبار المسئولين فى قطر وخاصة المسئولين عن الأجهزة الآمنية وخاصة فى فترة الحرب الناصرية على تنظيم الإخوان ومطاردة عناصرة..
واستمر القرضاوى على هذا الحال كمخبر إقليمى وعربى وأصبح يحظى بثقة الإخوان وأيضا ثقة القيادات القطرية لأنه يقدم خدمات للطرفين دون أن يلحق ضرراً بأى طرف منهما لأن جماعة الإخوان التزمت بنصائح القرضاوى بشأن التعامل مع قطر وأيضا القيادات القطرية عملت بنصائح القرضاوى فى التعامل مع الإخوان وأصبحت مهمة أشبه بمهمة ضباط الاتصال فى أجهزة المخابرات وكان يحصل على المقابل ليس من الإخوان فقط ولكن من قطر أيضا لأنه لم يقدم فى حياتة عملا لوجه الله..
ومع تقدم العمر وحدوث تطورات على الساحة الدولية وظهور ألقاب دولية عسكرية وأمنية ودبلوماسية مثل المبعوث الدولى والمنسق الدولى فقد أراد القرضاوى هو الآخر أن يكتسب لقبا دوليا ربما يكون غير مسبوق وهو لقب المخبر الدولى والذى يقوم بالإبلاغ عن الأشخاص المطلوبين للأجهزة الدولية وخاصة الأمريكية والكشف عن الأسرار الخفية فى حياة هؤلاء الأشخاص التى قد تساعد فى إلقاء القبض عليهم وتصفيتهم..
فالاعتراف الأخير المسجل صوت وصورة للمخبر الدولى الإخوانى القرضاوى حول انتماء زعيم داعش الإرهابى أبوبكر البغدادى لجماعة الإخوان ليس مجرد اعتراف عادي أو اعتراف موجه لأفراد جماعته أو للأمة العربية والإسلامية ولكنه اعتراف مقدم للتحالف الدولى ضد داعش وهو اعتراف بمقابل خاصة بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن رصد مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يرشد عن أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش..
واعتراف القرضاوى يجب ألا نراه ظاهرة فقط كما يعتقد الكثيرون الآن ممن تداولوا هذا الاعتراف على شبكة التواصل الاجتماعى والتهليل والتصفيق له وأنه مجرد وشاية من القرضاوى ضد البغدادى زعيم تنظيم الدولة الداعشية لأن باطن هذا الاعتراف والترويج له بهذا الشكل هدفه تقديم خدمة جليلة لجماعة الإخوان إذا عرفنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على داعش كما تصور الأمر ولكنها ترغب فى الإبقاء عليها لأطول فترة ممكنة كما حدث من قبل مع القاعدة وبن لادن..
فاعتراف القرضاوى المخبر الدولى هدفه إبلاغ الإدارة الأمريكية بان تقدم مكافأة لجماعة الإخوان التى استطاعت إنتاج زعيم داعش الإخوانى وخدمة الأهداف والمصالح الأمريكية ولولا ذلك ما استطاعت الإدارة الأمريكية تجميع هذا التحالف الدولى والعودة مرة أخرى فى بذل محاولات جديدة لتنفيذ مشروعها فى الشرق الأوسط والذى أسقطتة ثورة 30يونيو لشعب وجيش مصر العظيم..
ومما يؤكد صحة هذا التحليل لحقيقة اعتراف القرضاوى المخبر الدولى حول انتماء زعيم داعش أنه منذ صدور هذا التصريح والاعتراف لم يصدر عن التنظيم الدولى للإخوان أي بيانات استنكار ضد القرضاوى بل التزم التنظيم الدولى للإخوان بالصمت بل إن المواقع الإخوانية ومنها شبكة رصد قامت بالترويج لهذا الاعتراف حتى يمكن تحقيق الهدف الحقيقى وأن تستمر الإدارة الأمريكية على موقفها تجاه الإخوان وتقدم المزيد من الدعم والمكافآت لهذه الجماعة الإرهابية.
وربما تكشف الأسرار فى المستقبل أن القرضاوى سبق أن مارس وظيفة المخبر الدولى من قبل وأنه أبلغ الإدارة الأمريكية بمكان اختفاء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حيث إن غالبية المحيطين به وقتها كانوا ضمن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وقد جاء وقت التضحية به تمهيدا لظهور الإخوان على الساحة الدولية والعربية والدفع بهم لمقاعد الحكم فى هذه الدول والإصرار على بقائهم ضد إرادة الشعب لأن هذه المكافأة التى تم الاتفاق عليها بين القرضاوى والأمريكان والإخوان، ولكن أتت الرياح بمالا تشتهى سفن الإرهاب الثلاثية.