هل للفتنة وكلاء؟ نعم.. فالفتنة لا تقوم بنفسها ولا تتحرك بذاتها.. وقالوا الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ونحن في فتنة توفر مناخا خصبا لكل أنواع المؤامرات، وكما للفتنة وكلاء فهناك شركاء في المؤامرات هان عليهم كل شيء.. الوطن والأهل والنفس فتحولوا إلي مسخ كريه تتحاشاه العيون وتنفر منه القلوب والنفوس وهم في غفلة لا يشعرون !!
عندما تأكدت المؤامرة بعد كشف خيوطها المتعددة وسقطت الأقنعة عن
وكلائها أمام الناس في طول البلاد وعرضها أسقط في أيدي الوكلاء والشركاء وباتوا
ينتظرون يوما تنخلع فيه القلوب من الصدور من هول الصدمة والمفاجأة عند الحساب
وإنزال العقاب، لكن أكثر ما يصيبهم بالهلع هو حساب صفحات التاريخ فصل الخيانة والعمالة
وبيع الأوطان لمن يدفع المال والمناصب المزعومة
!!
وكلاء الفتنة لا يهدءون.. لا يكلون ولا يملون.. لا يعدمون وسيلة
فلديهم كل يوم طريقة جديدة لإشعال الفتنة لتجد المؤامرة وسطا مناسبا تسبح فيه، لكن
ما نراه هذه الأيام من تعدد الفتن وتنوعها يؤكد أن الوطن مستهدف ولا شك، وفي دائرة
الخطر الشديد لذلك نجد جانبا من شركاء المؤامرة لا يقتنعون بذلك بل يسفهون كل قول
يشير إلي مؤامرة تتعرض لها البلاد، وجانب آخر يأخذك بعيدا عن السير في الشارع
الواسع وينحرف بك إلي الحارات والأزقة فيتوه منك الطريق وتغرق في تفاصيل هي أعراض
لأمراض تسعى الدولة للخلاص منها وكلها مشاكل داخلية قديمة.. شركاء المؤامرة دائما
يستخفون بالتحديات التي تواجه الوطن من الخارج والداخل، ولا يريدون أن يؤمن أحد
بذلك لأنه ليس في صالحهم !!
وكلاء الفتنة ينشطون كالفيروسات التي تهاجم البدن في حالات الوهن،
يتجهون دائما إلى أكثر المواضع ضعفا وهشاشة فنجد من يخرج علينا ويتحدث عن أخطاء
وخطايا في كتب الحديث النبوي وهو يعلم مدى حساسية ذلك عند البسطاء وعند العلماء فيكثر
الجدل ويتصاعد الخلاف ويشتد التلاسن بين من يؤيد ومن يعارض ويبدو علي الجميع حالة
من التشنج والعصبية ورفض للآخر وكراهيته فيخرج المجتمع من حالة الالتفاف حول
القضايا المصيرية إلي حالة من العبث والجدل حول قضايا مصنوعة بمهارة عالية لتفتيت
الناس وتحويلهم شيعا وأحزابا متصارعة، ونجد من يخرج علينا بفتاوى ما أنزل الله بها
من سلطان تصورنا للعالم وكأننا نعيش زمن الجاهلية الأول ما بين جواز جماع
المستحاضة إلي إعطاء الفرصة للزوجة لصرف من لديها من الرجال قبل أن يحضر زوجها
للمنزل!! وكلها فتاوي يدل طرحها للنقاش أو للرأي العام في هذا الوقت علي سوء قصد
وفساد نية عند من يطلقها أو ينشرها أو يتحاور بشأنها، ذلك بأنها تؤجج نار الفتنة
وتفسد علي الناس حياتهم فينصرفوا عن شئون الوطن الذي يحتاج كل جهد ووقت !! ونجد من
يجتهد في ابتكار الشائعات ونشرها علي أوسع نطاق فيتكلم فيها الناس علي أنها حقائق !!
وكلاء الفتنة في الإعلام يتلقفون هذه الترهات بعناية وسرعة فائقة
ويفردون لها مساحات الوقت الكبير ويستضيفون لها أنصاف العارفين والباحثين عن
الشهرة وغير ذوي التخصص، والمهم أن يكون من بينهم من يملك القدرة والجسارة علي
النقد المستباح وتسخين الحوار.. ووكيل الفتنة القابع خلف الميكروفون يدير الحوار
يعلق نجاحه علي حجم الجدل والسب والشتم الذي يصيب ضيوفه من المشاهدين، كل هذا (
وطظ ) في الوطن ومشروعات الوطن القومية وفي البطالة وندرة فرص العمل، وليس مهما
الإرهاب الذي تمارسه الإرهابية فالجدل حول البخاري أهم وأعمق رغم عدم وجود قضية
أساسية، لأن الأمر كله فرقعة إعلامية لإحداث فتنة تكون صالحة لإنجاز باقي فصول
المؤامرة !!
وكلاء الفتنة في الإعلام كثر وفي تزايد بسبب كشف الأوراق، وكثر في
المصالح والهيئات الحكومية بسبب التراخي في التطهير، وكثر في النخبة التي كشف اليوتيوب
عورتها وهتك سترها، وكثر علي شبكات التواصل الاجتماعي بسبب البراح الفضائي الذي
يتحرك فيه الجهلاء وعديمو الخبرة وقليلو المعرفة !!
وكلاء الفتنة وصناع المؤامرة لديهم تعليمات تجري كالسيل الجارف ومطلوب
تنفيذها خصوصا بعد أن قررت مصر الانطلاق نحو الآفاق بمشروعات قومية كبيرة..
انتبهوا مصر في دائرة الخطر لسنوات قادمة وعلينا الانتباه واليقظة، وكل من يقول عكس
ذلك هو من وكلاء الفتنة وصناع المؤامرة ..