صعيد مصر مليء بالسيدات الابطال والناجحات والمتفوقات في مجالات مختلفة خرجن من ظروف صعبة وعادات ربما كانت متشددة واصبحن من افضل سيدات مصر والعالم في مجالاتهم وفي كل يوم نعرف بقصة جديدة عن سيدة من صعيد مصر صنعت وحققت ما كانت تحلم به حتى لو كان بعيد عن العادات والتقاليد التي نشأت عليها او خرجت واتجهت عكس الاتجاه في مجاب التعليم والعلم والعمل واصبحت قدوة لاي سيدة اخرى، وعلى الرغم من ان السيدات اصبحن لديهم فرصة كاملة في كل شيء على عكس سنوات ماضية إلا أن بعض الاشياء مازالت صعب ان تقوم بها أي سيدة صعيدية.
وعلى الرغم من هذه التقاليد تحدت "صباح عبد الحليم" كل القواعد وأصبحت أول مدربة ملاكمة وحكم كونغ فو في الصعيد وتقوم بتدريب النساء والراجل ايضا، ابنة محافظه بني سويف، حاصلة علي بكالوريوس تربية رياضية، مارست العاب القوي في المرحلة الاعدادية والثانوية والجامعة وكانت الفتاة الوحيدة التي تتأهل من بني سويف، وحققت مراكز متقدمة في البطولات على مستوي الجمهورية وبعدها قررت الدخول في لعبت الملاكمة، وحصلت علي مراكز متقدمة علي مستوي الجمهورية، ثم التحقت بكلية تربية رياضية بالجزيرة بنات وتزوجت في عامها الدراسي الاول، وكانت تسافر للكلية كل يوم وترجع في نهاية اليوم لبني سويف لتهتم بشؤون المنزل.
هذه الظروف التي وضعت فيها تعتبر مشقة كبيرة وقد تنهي طموح اي فتاة قد توضع فيها ولكن بالرغم من مشقة السفر وعملها في نفس الوقت باحد الصالات الرياضية في المساء لتساهم في طلباتها واحتياجاتها حدث حملها ايضا بطفلها الأول فزاد من تعبها بسبب السفر اليومي، وطلبات المنزل والعمل المسائي، وبعد ولادتها لابنها، كانت تتركه مع عائلتها يوميا لتحضر محاضراتها في القاهرة، وكانت تسهر مع طفلها في شهوره الأولي وتعتني به، وتسافر الي جامعتها في السادسة صباحا و ترجع في المساء، وكان زوجها يساعدها بالعناية بالطفل حتي عودتها من الجامعة.
واستمرت "صباح" والتي كان شغفها كالبطلة في هذه المشقة حتي عامها الدراسي الثاني والذي تمكنت بعده من تحويل اوراقها الي كلية اسيوط والتي تخرجت منها بتقدير جيد جدا، وبدأت في مجال التدريب للنساء ثم تدرب الرجال، وكان الأمر مستغربا بشدة في مدينتها بني سويف لكنها نجحت وفازت في عدة بطولات وحصلت على أكثر من 10 ميداليات قبل أن تبدأ في التدريب
"صباح" صاحبة الـ٣٩ عام هي الآن أم عاملة لها ابن واحد وتدرب نحو 20 رجلا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وقالت: "انها عانت كتير من اجل ان يتقبل الجميع ما تفعله وأنها تعامل بجد وذلك أكسبها احترام الناس وثقتهم وانه حتى مع الوقت اشاد المدربين بادائها واصبحت تقوم بتدريب رياضات اخرى كانت في البداية ترفض القيام بها وبعد سنوات كتير من نظرات المجتمع الغريبة لها كسبت ثقتهم واحترامهم وتقبلهم لعملها وحلمها وشغفها الذي سعت عليه سنوات طويلة".