عقب عرضه العالمي الأول خارج المسابقة الرسمية بمهرجان كان السينمائي في مايو الماضي، تنبأ الجمهور والنقاد بعودة قوية للممثل والمخرج المخضرم كيفن كوستنر، بالجزء الأول من سلسلة أفلام الغرب الأمريكي «Horizon: An American Saga»، خاصة وأن كوستنر له ماضٍ كبير ومشرف مع هذا النوع من الأفلام.
ولعل تحفته الفنية «Dances with Wolves» أو «الراقص مع الذئاب» خير دليل. ولكن مع صدور الفيلم بصالات السينما مطلع الشهر الجاري، جاءت ردود الفعل مخيبة للآمال، الأمر الذي كبد كوستنر خسائر مادية ضخمة.
البداية كانت مع قرار استديوهات نيولاين سينما ووارنر برذرز، وكذلك «Territory Pictures Entertainment»، سحب الجزء الثاني من فيلم الغرب الأمريكي «Horizon: An American Saga» من جداول العرض، عقب ردود الفعل السلبية والخسائر الفادحة للجزء الأول، حيث كان من المقرر طرح تكملة السلسلة في 16 أغسطس المقبل.
بلغت حصيلة الفيلم الإجمالية حتى الآن 25 مليون دولار، جمع منها 23.4 مليون في صالات السينما الأمريكية، فيما جمع في دور العرض حول العالم مليونًا و700 ألف دولار.
هذه العائدات مخيبة بالفعل لتطلعات الجهة المنتجة التي أنفقت قرابة 100 مليون دولار على إنتاج الفيلم، متضمنة 38 مليونا من أموال كيفن كوستنر الخاصة، والذي ينفق أيضا على عملية التوزيع. الأمر الذي جعل قرار التأجيل للجزء الثاني حتميا بعد هذه البداية السيئة في شباك التذاكر.
وقالت الشركة في بيان نشره موقع «فارايتي»، إن قرار سحب الفيلم جاء من أجل منح الجمهور فرصة لاستكشاف الجزء الأول، والذي يعرض حاليًا في صالات السينما، ثم يتم طرحه في 16 يوليو الجاري عبر خدمات الطلب المسبق.
ووفق «فارايتي» فإن الجزء الأول من فيلم «Horizon» حقق نجاحًا كبيرًا بين رواد السينما الأكبر سنًا في أمريكا الوسطى. ووفقًا للمصادر، فإن قرار تغيير موعد الإصدار كان متبادلًا، ويأملون في منح الجمهور مزيدًا من الوقت للعثور على الفيلم الأول وبناء الترقب للفيلم الثاني.
ولكي يتمكن الامتياز الغربي من البقاء على قيد الحياة حتى أفلامه الأربعة المخطط لها، والتي تم تصوير أول فيلمين منها على التوالي. ويتوقع الخبراء أن يجتذب الجزء الأول المزيد من الجمهور عبر خدمات البث.
وقال «كوستنر» في مقابلة مع مجلة «إنترتينمنت ويكلي»: «لقد عشت مع الأفلام وما يحدث لها في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية. وإذا وضعنا الكثير من الضغوط على هذا الأمر، فمن المؤكد أننا سنصاب بخيبة أمل. أنا سعيد حقًا لأن الفيلم يبدو بالشكل الذي من المفترض أن يبدو عليه، وهذا هو الشكل الذي سيبدو عليه بقية حياته. وهذا مهم حقًا بالنسبة لي في هذه العملية».
وأكمل «كوستنر»: «هل كنت لأتمنى أن يحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا؟ بالطبع، أود ذلك. غروري سيسعد بذلك؛ وسيسعد الجميع بذلك. لكنني أسعد لأن الفيلم الذي نتحدث عنه يبدو بالشكل الذي أريده أن يبدو عليه».
كان النقاد سلبيين في الغالب تجاه فيلم «Horizon»، حيث أشار العديد من الخبراء إلى أن قصة كوستنر المترامية الأطراف كانت أشبه ببداية مسلسل تليفزيوني محدود أكثر من كونها فيلمًا روائيًا. يقدم الفيلم العديد من القصص المنفصلة في أول أجزائه البالغ مدته 3 ساعات.
وفي مراجعته للفيلم بموقع فارايتي، قال الناقد أوين جيلبرمان: «بدلًا من تقديم ملحمة غربية في قوس قوي متماسك، يقدم كوستنر ثلاث ساعات من الحكايات، ويتنقل بين مجموعات من الشخصيات، ويتدخل في المواقف التي يتم إسقاطها بنفس السرعة، ويلقي نظرة عامة سريعة على الحياة في المكان حيث تدور الأحداث، ويطلب من الجمهور، في كثير من الحالات، أن يربط بين القصة الخلفية لما يرونه».
تدور أحداث الفيلم في إطار من الدراما الغربية، يسلط العمل الضوء على فترة الـ15 عامًا ما قبل وبعد الحرب الأهلية، والتي تضمنت العديد من الأحداث التاريخية في الغرب الأمريكي.
ويمتلك النجم كيفن كوستنر، مسيرة إخراجية مرموقة، حيث قدم أول أعماله كمخرج عام 1990، من خلال فيلم «Dances with Wolves» والذي فاز بـ7 جوائز أوسكار، كما كرر التجربة عام 1997 بفيلم «The Postman»، وعام 2003 بفيلم «Open Range».