رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أنه يتعين على إسرائيل أن تعمل على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، بدلًا من تدميره، وأن تُدرك أن القضاء على المقاومة الفلسطينية، بالتحديد حركة حماس، هو أمر بعيد المنال.
وذكرت الصحيفة (في مستهل مقال رأي كتبه جون ساويرس، وهو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني "MI6" وسفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، ونشرته عبر موقعها الالكتروني) أن الهدف الأطول أمدا لإسرائيل لابد أن يتمحور حول تحقيق الاستقرار في غزة ومنع العنف من التحول إلى صراع إقليمي.
وقالت: في حرب يوم الغفران، قبل خمسين عامًا، أو ما يعرف في مصر بحرب أكتوبر، كان لدى الجيوش المهاجمة من مصر وسوريا هدف واضح هو استعادة أراضيها وكرامتها من الهزيمة على يد إسرائيل قبل ستة أعوام. ولو أن العاهل الأردني الملك حسين أرسل قواته إلى الصراع، لكان وجود إسرائيل في حد ذاته على المحك. وعلى النقيض من ذلك، كان للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر غرض مختلف. فمن خلال مثل هذه الهجمات، تريد حركات المقاومة ثلاثة أشياء هي زرع الخوف ولفت الانتباه إلى قضيتها وإثارة ردود فعل مبالغ فيها.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما يفكر الأن، بعد أن ولت موجة الغضب المباشر من هجمات حماس الأخيرة، بتروي وعناية أكبر. ويتعين علينا أن نتوقع أن تؤدي مهمات البحث والتدمير داخل مدينة غزة إلى إسقاط أكبر قدر ممكن من جيش حماس ومحاولة إنقاذ الرهائن الإسرائيليين. لكن قادة الأمن الإسرائيليين يدركون أن هدف تدمير حماس ربما يكون بعيد المنال حيث تتمتع حماس بقاعدة سياسية ودعم خارجي واسع النطاق من إيران.
وأكدت الصحيفة في مقالها أن الحرب الحضرية صعبة للغاية، وذكرت أن العالم شهد في حلب السورية وماريوبول الأوكرانية مدنًا بأكملها تُسوى بالأرض لهزيمة القوة المتحصنة، كما استغرقت الجهود لاستعادة الموصل من تنظيم داعش الارهابي تسعة أشهر من القوات التي تقودها الولايات المتحدة وكلفتها آلاف القتلى من المدنيين، في حين أن إسرائيل لا تملك هذا الوقت: فجيشها يعرف أنه سيواجه المطالبات بوقف مبكر لإطلاق النار.
التحدي الثاني سيتمحور حول الخطوة التالية؟ فالأولوية بعد وقوع هجوم إرهابي كبير هي منع تكراره، لذلك، أكد كاتب المقال قائلًا انني أتفهم أن أحد الخيارات التي يفكر فيها الإسرائيليون هو إغلاق قطاع غزة بأكمله بجدار مزدوج، حاجز جديد على بعد مسافة داخل أراضي غزة بالإضافة إلى الجدار الحدودي الحالي، وإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى إسرائيل، لكن هذا يترك السؤال حول من سيدير غزة ومواطنيها خاصة وأن إسرائيل لا ترغب في احتلالها مرة أخرى، كما أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تسطيع بمفردها إدارة القطاع وحدها، ومن المفهوم أن ترفض مصر استيعاب مليوني لاجئ، وهي خطوة من شأنها أن تخدم أجندة بعض الإسرائيليين اليمينيين الذين يريدون طرد الفلسطينيين من منازلهم.
بوابة العرب
فاينانشيال تايمز: يجب أن تدرك إسرائيل أن تدمير حماس أمرا بعيد المنال
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق