أكد المحرر الدبلوماسي لصحيفة "الجارديان" البريطانية باتريك وينتور أن الولايات المتحدة الأمريكية تشكك في خطة السلام التي طرحتها الصين من أجل إنهاء الصراع الدامي بين القوات الروسية والأوكرانية في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو منذ أكثر من عام في أوكرانيا.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته الجارديان أن واشنطن تسعى في الوقت الحالي إلى استقطاب الدول التي تتبني موقف الحياد من حرب أوكرانيا لكي تنضم لصفوف المعسكر الغربي المناهض للحرب الروسية في أوكرانيا، موضحا أن الولايات المتحدة تدعو تلك الدول بألا تنخدع بما وصفته دعوة روسيا لوقف إطلاق نار غير مشروط في أوكرانيا ومحذرة في نفس الوقت من خطة السلام الصينية واصفة المبادرة الصينية بالخادعة لأنها تضع طرفي الصراع على قدم المساواة.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا الصدد على مساعي وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والتي حاول خلالها إقناع باقي الدول الأعضاء بعدم الوثوق بالجانب الروسي، موضحا أن كلمة بلينكن تأتي في أعقاب امتناع ما يربو على 40 دولة داخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن الانضمام للدول التي تطالب روسيا بالانسحاب من أوكرانيا بدون شروط.
ويلفت الكاتب أن هناك حربا دبلوماسية شرسة تدور داخل أروقة الأمم المتحدة من أجل إقناع العديد من الدول بالتخلي عن موقفها المحايد والانضمام إلى معسكر الولايات المتحدة وحلفائها فيما يخص حرب أوكرانيا.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى تصريحات وزير خارجية أمريكا التي يحذر فيها من أن المبادرة الصينية لإحلال السلام في أوكرانيا سوف تصب في مصلحة روسيا والتي سوف تستغل أى تهدئة في ساحة القتال من أجل تعزيز قبضتها على أجزاء جديدة من الأراضي الأوكرانية وحشد مزيد من القوات.
ويتناول الكاتب موقف أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش من ملف الحرب في أوكرانيا حيث يسلط الضوء على تصريحاته التي يقول فيها أنه يجب على جميع الدول أن تدرك أن الحرب في أوكرانيا تتمحور حول مبادئ عالمية وأن ميثاق الأمم المتحدة ليس مسألة نسبية ولا يخضع لهوى أي طرف، مشيرا في نفس الوقت أن مهمة الأمم المتحدة في الأساس هي رفع الظلم عن المظلومين.
ويتطرق الكاتب في ختام المقال إلي الموقف الروسي داخل الأمم المتحدة حيث يشير إلى تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزا التي ينكر فيها نية بلاده تدمير أوكرانيا من خلال العملية العسكرية الحالية هناك، مؤكدا في نفس الوقت أن بلاده تسعى فقط لاستعادة علاقات مع دولة من دول الجوار لا تسعى لإحياء النازية ولا تسعى للإضرار بمصالح روسيا.
