تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة كارثية في انخفاض مياه الشرب، بعد هبوط منسوب نهر كولورادو، الذي يمضى نحو الجفاف، ما سيؤدي إلى ضرورة خفض الاستهلاك، في الولايات السبع الغربية والتي تعتمد على النهر في الحصول على المياه العذبة والطاقة، وفقا لمحللين فيدراليين.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن أزمة مياه الشرب التى تشهدها مدينة جاكسون عاصمة ولاية مسيسيبى الأمريكية، لا تقتصر عليها فقط، ونقلت عن خبراء قولهم إن كل أنظمة مياه الشرب فى الولايات المتحدة معرضة لكارثة.
وأجبرت المدارس على التحول إلى التعليم عن بعد ، وأدت إلى توزيع واسع للمياه المعبأة وتركت أغلب سكان المدينة من السود دون مياه كافية للمراحيض أو لمكافحة الحرائق.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقت مرارا وتكرارا، لم تنجح الولايات التي تعوّل على هذا النهر في تخفيف استخدام المياه على نحو كافٍ، ما دفع السلطات الفدرالية إلى فرض قيود على استخدام المياه.
وانخفضت المياه المخزنة في أكبر خزانات نهر كولورادو خلال العقدين الماضيين بسبب تغير المناخ والإفراط في الاستخدام.
ويوفر النهر وروافده مياه الشرب لـ٤٠ مليون شخص، ويروي ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية. بالإضافة إلى الولايات الأمريكية السبع، يعبر النهر أيضا إلى المكسيك ويوفر إمدادات المياه للمدن والمزارعين في ولايتين مكسيكيتين أيضا.
كانت البنية التحتية للمياه المتهاكلة فى جاكسون، حيث يعيش ما يقرب من ١٥٠ ألف شخص تحت إشعار "الماء المغلى" حتى قبل هطول الأمطار الغزيرة وفيضانات الأنهار التى طغت على النظام هذا الأسبوع، قد عانت من عقود من قلة الاستثمار والصيانة المؤجلة.
إلا أنه ينذر بما يمكن أن يحدث فى مجتمعات أمريكية أخرى، حيث تدفع تأثيرات تغير المناخ المتفاقمة أنظمة المياه، التى تعانى بالفعل من نقص الموارد والأعباء إلى حافة الهاوية.
ونقلت الصحيفة عن أندرو ويلتون، مهندس البيئة فى جامعة بوردو الذى قدم المشورة للمرافق والجيش الأمريكى بشأن سلامة المياه إن كل أنظمة مياه الشرب العام فى البلاد معرضة لكارثة طبيعية لكن الكثير منها ليس مستعدا فى الواقع للاستجابة بالطريقة التى سيحتاجون إليها.
وعادة ما تغمر العواصف الكبرى المجارى القديمة التى يعود عمرها لأجيال، وتتكاثر الطحالب والرواسب الزائدة مما قد يلوث الخزانات وسط درجات حرارة مرتفعة وفترات جفاف طويلة.
ويمكن أن يؤدى ارتفاع مستويات سطح البحر إلى إعاقة أنظمة الصرف الصحى وتتسبب فى تسرب المياه المالحة إلى الآبار، وعندما تدمر حرائق الغابات أنابيب المساه الرئيسية وتنشر التلوث الكيميائى، فقد يستغرق الأمر شهورا حتى تصبح مياه الشرب آمنة مرة أخرى.
وقالت المسئولة في الوكالة الفيدرالية للموارد المائية تانيا تروخيلو في وقت سابق: «لتفادي انهيار كارثي لنظام نهر كولورادو ومصير ضبابي قد تشوبه منازعات، لا بدّ من تخفيف استهلاك المياه في حوض النهر».
ومن المقرر أن تنخفض نسبة المياه الممنوحة لأريزونا بـ ٢١ ٪ وبـ ٨ ٪ في نيفادا وبـ ٧٪ في دولة المكسيك التي يصبّ فيها النهر، وذلك بحلول ٢٠٢٣.
في حين أن كاليفورنيا، الولاية التي تستخدم أكبر نسبة من مياه النهر وتضم أكبر عدد من السكان بين الولايات الأمريكية، لن تتأثر بهذه القيود العام المقبل. لكن مسئولي ولايات تقع عند منبع النهر نددوا بالقرار واعتبروه مجحفا.
وينبع نهر كولورادو من جبال روكي الصخرية ويعبر في كولورادو ويوتا وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وشمال المكسيك حيث يصبّ في البحر.