من معالم عظمة مصر وتقدمها، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذى فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله. لم يكن لقب الإله الذى أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصرى القديم. خلال الشهر الفضيل تصحبكم «البوابة نيوز» فى رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة.
» آتون» الإله الذى أعلن عنه الملك أخناتون واعتبر قرص الشمس رمزًا له، واعتبره أخناتون الإله الموحد الذى لا شريك له، معتقدًا أن نور آتون يفيد جميع الأجناس. كان يُمثل آتون فى شكل قرص الشمس، بأشعتها التى تنتهى بأيد بشرية، لتمنح الحياة والرخاء للأسرة الملكية، وبعد وفاة أخناتون، عاد آتون مرة أخرى، لمكانته الأولى، كأحد الآلهة المصرية، ولم يعد الإله الأكبر والمعبود الأول فى الدولة المصرية القديمة.
كلمة ««آتـون» تعنى الشمس، أو قرص الشمس، أو مقر رب الشمس، وقد ظهرت الكلمة فى النصوص منذ عصر الانتقال الأول فى » نصوص التوابيت»؛ إلا أن ظهور الرب «آتون» قد بدأ منذ عهد الملك » أمنحتب الثالث»، والد الملك «أمنحوتب الرابع» المعروف بـ» أخناتون «. أصبحت كلمة » آتون» تُشير إلى ربوبية الشم.