من العادات والطقوس القديمة المتعارف عليها لكثير من الناس في الريف المصري خلال هذه الأيام التي نعيشها من السنة، وتسمى "أيام الحسومات" حيث يتقلب الطقس وتهب الريح وتحدث برودة في الجو شديدة ، وخلال هذه الأيام يتم الامتناع والتوقف عن الزواج أو المعاشرة بين الأزواج أو زراعة المحاصيل نظرا للتشاؤم الشديد من تلك الأيام الصعبة.
الحسومات 8 أيام تبدأ من 10 مارس وتنتهي 17 من نفس الشهر من كل عام ، حيث هبوب الرياح الباردة وهواء ورياح وطقس متقلب وسميت بالحسوم لأنها تحسم وتفصل بين فصلي الربيع والشتاء ، وذكرت في القرآن الكريم عن قوم عاد لما أرسل الله إليهم ريحا عاتية دمرتهم ولم تبقي منهم أحد ، كما ورد في سورة الحاقة (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)».
ومن المعتقدات الشائعة أن لا يحدث زواج أو معاشرة زوجية أو زراعة نبات لأنها أيام نحس وشؤم علي أصحابها ، اعتقادا منهم أن الجنين الذي سيولد سيكون مشوها او معاقا ، ويعتقد الكثير من الرجال انهم يصابون في أيام الحسومات بالبرود والخمول الجنسي، ما يجعل الزواج مكروه في هذه الأيام كما يظن كبار السن
وعقب انتهاء أيام الحسومات يأتي برمهات، ليطلق عليه المثل الشعبي «برمهات روح الغيط وهات»، وهو ما يشير الى أن طقس الشهر دافئ ومناسب لإنبات الزروع كما تبدأ الأزهار في التفتح والأشجار في اخضرار أوراقها.