السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

شكيب أرسلان .. قوة الفصاحة والبيان

شكيب ارسلان
شكيب ارسلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل اليوم السبت، ذكرى ميلاد الكاتب والأديب المفكر العربي "شكيب أرسلان"، الذي اشتهر بلقب" أمير البيان" لكونه أديبا وشاعرا بالإضافة إلى كونه سياسيا.

أجاد  أرسلان اللغة العربية والتركية والفرنسية والألمانية، وساعدته جولاته في عدد من البلدان العربية والأجنبية بأن يلتقى بعدد من الأدباء والمفكرين منهم "جمال الدين الأفغاني" و" الشاعر أحمد شوقي" و" الإمام محمد عبده" و"محمود سامي البارودي" وتأثر بهم كثيراا.
يعتبر أرسلان هو أول من دعا إلى إنشاء الجامعة العربية، حيث رأى أنها الملاذ الوحيد للعرب من الانقسام، وعني أرسلان بقضية الوحدة العربية عناية شديدة، وأولاها كل اهتمامه، وأوقف عليها حياته كلها، وكانت مقالاته دعوة متجددة إلى قيام تلك الوحدة الكبرى، التي كان يرى فيها الخلاص من حالة الضعف والاستكانة التي سادت الأقطار العربية، وجعلتهم فريسة للمستعمر الأجنبي.

تعرض أرسلان بسبب مواقفه الوطنية للكثير من الاضطهاد من المستعمرين، وحيكت ضده المؤامرات العديدة من الاستعمار ومن أذنابه ممن ينتسبون إلى العروبة، كما تعرض لحملات شرسة من التشويه والافتراءات والأكاذيب.
سعى المحتلون إلى تشويه صورته أمام الجماهير، فاتهمه المفوض الفرنسي السامي المسيو جوفنيل بأنه من أعوان جمال باشا السفاح، وأنه كان قائدا لفرقة المتطوعين تحت إمرته، وكان أرسلان تولى قيادة تلك الفرقة من المتطوعين اللبنانيين لمقاومة الدول التي احتلت لبنان، وكان من الطبيعي أن يكون تحت إمارة جمال باشا باعتباره قائد الفيلق الرابع الذي تنتمي إليه فرقة شكيب، واستطاع شكيب أن يفند أكاذيبهم، ويفضح زيفهم وخداعهم.
كان أرسلان لا يثق بوعود الحلفاء للعرب، وكان يعتقد أن الحلفاء لا يريدون الخير للعرب، وإنما يريدون القضاء على الدولة العثمانية أولاً، ثم يقسمون البلاد العربية بعد ذلك.

ظل أرسلان مطارداً من أكثر من دولة، فتركيا تطارده لاهتمامه بقضايا العرب، وحملته على تنكر حكامها للخلافة والإسلام، وإنجلترا وفرنسا تطاردانه لدفاعه عن شعوب الأمة العربية ودعوته إلى التحرر، وتزعمه الجهاد ضد المستعمرين، كما ظل أرسلان مبعداً لفترة طويلة من حياته عن كثير من أقطار الوطن العربي، لا يسمح له بدخولها، خاصة مصر وسوريا اللتين كانتا تشكلان قلب الأمة العربية.
لم يقتصر دور  أرسلان على الاهتمام بقضايا الأمة العربية وإيقاظ الهمم وبعث الوعي الوطني في داخل الوطن العربي فحسب، وإنما انطلق يشرح قضية العرب ويفضح فظائع المستعمرين ويكشف زيفهم وخداعهم في كثير من بلدان العالم، فسافر إلى روما وأمريكا الشمالية وروسيا وإسبانيا، وقد استقبل في كل بلد زاره بكل حفاوة وتقدير، ونشر العديد من المقالات التي تفضح جرائم المستعمرين في حق الشعوب العربية والإسلامية، وتصور الحالة الأليمة التي صارت إليها الأمور في كثير من البلدان االتي كانت تحت يد الاستعمار.

 اهتم أرسلان بأحوال المسلمين في أنحاء العالم المختلفة، وأسس أرسلان جمعية "هيئة الشعائر الإسلامية" في "برلين"، وكانت تهدف إلى الاهتمام بأمور المسلمين في "ألمانيا"، وقد تشكلت هذه الجمعية من أعضاء يمثلون معظم الشعوب الإسلامية، وأهم ما يميزها أنها نحت منحى دينياً بعيداً عن الشؤون السياسية، وذلك لتلافي أسباب الخلاف والشقاق التي قد تنجم عن اختلاف الأيدلوجيات السياسية بين الشعوب والدول المختلفة.
كان أرسلان من أشد دعاة الوحدة العربية ومن أكثر المتحمسين لأصالة الثقافة العربية، وكان مولعًا بتمجيد العرب والعروبة، كما كان يضيق بالشعوبية وأهلها، ويراها حركة تخريب لمدنية العرب، وإضعافا لعزائهم، وجمودا لأفضالهم، حيث كان يقول: "إن لكل عصر شعوبية، وشعوبية هذا العصر هم أولئك الأدباء والكتاب الذين يهاجمون العرب والعروبة"، وبلغ من حرصه على هويته وقوميته العربية أنه كان يخطب دائمًا بالعربية في رحلاته إلى أمريكا وأوربا مع تمكنه وإجادته للإنجليزية والفرنسة والتركية وإلمامه بالألمانية.
ترك أرسلان باعاً كبير من مؤلفاته والتى اتسمت أسلوبها بالفصاحة وقوة البيان والتمكن من الأداة اللغوية مع دقة التعبير والبراعة في التصوير حتى أطلق عليه أمير البيان ومنها "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ و"خلاصة تاريخ الأندلس"، و"حاضر العالم الإسلامي، والإسلام في الأندلس".