السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مؤرخ إسرائيلي: الاستخفاف بالعدو أهم أسباب هزيمة حرب أكتوبر

الجيش المصري
الجيش المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم مرور ما يقرب من ٤ عقود، على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة، إلا أن نتائج هذه الحرب ما زالت تقض مضاجع المفكرين والمؤرخين الإسرائيليين، الذين لم يتوقعوها مسبقا ويسمونها "حرب يوم الغفران".

يقول المؤرخ الإسرائيلي والباحث الأكاديمي في تاريخ إسرائيل والصراع العربي – الإسرائيلي، يوآف غيلبر، في كتابه الذي صدر مؤخرًا بعنوان "راهف"، أي "غطرسة"، إن إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣ كانت بعيدة عن الواقع وتجاهلت تغيرات طرأت على الجيش المصري منذ العام ١٩٦٧.

وأضاف "غيلبر"، في كتابه "الجيش المصري في ١٩٧٣ لم يكن الجيش نفسه في ١٩٦٧. لقد جرت فيه عملية احتراف. وانخرط آلاف الضباط في دورات أكاديمية وشاركوا في دورات تقنية بمستويات مختلفة في الاتحاد السوفييتي".

وأوضح أنه لم يكن بالإمكان التعامل مع الجيش المصري بمصطلحات ١٩٦٧؛ مشيرا إلى أن القادة العسكريين في إسرائيل أنكروا بالكامل التغييرات في روح القتال، الأسلحة ومستوى الضباط" في مصر، وفقا لما ذكرته صحيفة "هآرتس".

ولفت "غيلبر"، إلى أن الجندي المصري العادي، غير المدرب على التعامل مع الدبابات الإسرائيلية في حرب ١٩٦٧، وقف في حرب أكتوبر ١٩٧٣، وأطلق النار على الدبابة من مسافة صفر، وأبقى الجيش الإسرائيلي مصدوما"؛ مرجعًا هذه الصدمة بأنها نابعة من "غطرسة" إسرائيلية.

ووفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية؛ كان "غيلبر"، محققا في "لجنة أجرانات" التي حققت في إخفاق إسرائيل في الحرب، وكانت مهمته ترتيب وثائق وبروتوكولات من مصادر مختلفة مثل مكتب رئيس هيئة الأركان العامة ورئيس الموساد.

وبحسب الصحيفة ؛ يرى غيلبر، أن هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر ١٩٧٣، لم تكن ناتجة عن "إخفاق اسخباراتي"، وإنما أسباب الهزيمة تعود لسنوات إلى الوراء، وأن "العفن" كان منتشرا في كل أركان الجيش الإسرائيلي بشكل خاص.

وحمل "غيلبر"، في كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان "راهف"، أي "غطرسة"، الجيش الإسرائيلي الهزيمة في حرب أكتوبر، وقال إن الإخفاق في الحرب كان عسكريا قبل أي شيء آخر، وليس استخباراتيا أو سياسيا فقط، ولم يحدث قبل الحرب بأيام، وإنما في السنوات التي سبقتها.

وأشار المؤرخ الإسرائيلي والباحث الأكاديمي في تاريخ إسرائيل والصراع العربي – الإسرائيلي، إلى أن "حرب يوم الغفران"، لم تكن إخفاقا عينيا في وقت محدد، وإنما ثمرة تحولات استمرت سنوات، وكان في مركزها عدم إدراك تغيرات طرأت لدى الخصم وفي ظروف الجبهة".

وقال إنه "قبل ساعات من نشوب الحرب، لم يتم إبلاغ الضباط بصورة الوضع، وماذا عليهم أن يفعلوا. ولم يتيقن أحد إلى أي مستوى عسكري وصل الأمر. وهيئة الأركان العامة فقدت عمليا السيطرة على الجيش. ولم تكن هناك متابعة لتنفيذ الأوامر الصادرة في ذلك اليوم"؛ مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي عانى من انفصام في الشخصية، من جهة، وأنه يجب الدفاع عن الحدود، ومن الجهة الأخرى انشغل طوال الوقت بما وراءها".

ويرى "غيلبر"، أن من أهم أسباب الهزيمة في حرب أكتوبر كانت فكرة "الاستخفاف بالعدو"، التي تغلغلت عميقا في المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل؛ مشيرا إلى أنه جرى وقتها دراسات وتحقيقات استندت عليها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" لخصت إلى أن المصريين "ليس فقط أنهم لم يتحسنوا، وإنما ساء وضعهم أكثر".

وكانت قناعة قادة الجيش الإسرائيلي أن العرب ضعفاء، ولم يصدقوا أنهم باتوا أقوياء بما يكفي كي يبدأوا الحرب، ويعبروا قناة السويس، ويخترقوا "خط بارليف" الدفاعي.

وأوضح أن "التفكير العسكري تركز بما يبدو أنه قالب لحرب الأيام الستة".

وأشار "غيلبر" إلى أن شعبة الاستخبارات "أمان"، لم ينف وجود معلومات استخباراتية تحذر من حرب، لكنه نفى أهميتها.