تميز الفنان عبد الوارث عسر، أستاذ اللغة العربية، وقارئ القرآن، بملامحه التى جمعت بين الهيبة والطيبة والحكمة، ولقب بشيخ الممثلين، كما عرف بوجهه المصرى الأصيل، وتجاعيده التى تحمل دوما خبرة الزمن، وتجسيد مشاعر الأبوة، كما عرف بتعدد مواهبه وإبداعه، الذى يخطف انتباهك ومشاعرك وقلبك، بمجرد ظهوره على الشاشة.
وعن مشوار حياته؛ يقول «عسر» فى أحد البرامج: أبى كان يعمل محاميًا، وكنت أعيش بإحدى القرى الريفية، قبل أن آتى إلى حى الجمالية، بالدرب الأحمر، وقد أجبرنى أبى على الالتحاق بكلية الحقوق، ثم تركتها بعد وفاته، وتفرغت لدراسة الأدب، إذ أننى كنت أهوى الفن منذ طفولتى، إضافة إلى حبى للقراءة، وإتقانى للغة العربية، وذلك ما منحنى ملكة الكتابة والتأليف.
ويواصل الفنان عبد الوارث عسر: عملت كاتب حسابات بوزارة المالية، ورغم ذلك لم أتخل عن حبى للفن، وانضممت إلى جمعية أنصار التمثيل، وفى عام ١٩١٢ ضمنى جورج أبيض إلى فرقته، وكانت أول أدوارى بإحدى المسرحيات، وظهرت فيها، وأنا فى سن الأربعين.
وعن سبب تمثيله وأدائه دوما دور الأب؛ يقول: ملامحى أهلتنى لأن ألعب دور الأب والجد والرجل المسن، إذ إن أول دور قمت به فى سن الأربعين، بعد تفرغى الكامل للتمثيل، واستقالتى من وزارة المالية، بعد وفاة والدى.
وعن أسرار حياته؛ يشير حفيده محمد التاجى، إلى أنه دخل مجال الفن، وهو فى سن ٢٣ سنة، وأن تفاصيل وجهه وملامحه، والأدوار التى بدأ بها، جعلته يبدو مسنًا على الشاشة، كما أنه خضع لعملية فى اللثة، جعلته يظهر بسن أكبر من عمره.