جمعت قيثارة الغناء العربى «ليلى مراد» بين الرقة والشياكة، وكانت أسطورة زمانها تفوقت بين نجمات جيلها برقتها وصوتها الملائكى، وتميزت عن أقرانها فى ذلك الوقت بأنها كانت أيقونة الشياكة والموضة.
حول نشأتها، يقول أحد أبناءها وهو أشرف أباظة بأنها يهودية الأصل، وقد عاشت فى الإسكندرية 14 عاما، وكانت تعتز بكونها «إسكندرانية».
يتابع «أشرف»: أمى عملت بالفن ليس حبا فيه ولكن لتعول أسرتها المكونة من ثمانية أطفال خاصة بعد فرار الأب وترك الأسرة بدون أموال، وقد عملت فى سن صغيرة حتى اكتشفها يوسف وهبى بعدما جذبت أنظاره إليها وبعدها عرض عليها بطولة فيلم «ليلة ممطرة» عام 1939.
وحول اسمها الحقيقى، يقول: أمى كانت تعرف بـ«ليليان»، وقد قيدت فى شهادة الميلاد باسم ليلى، وهى إسكندرانية ومصرية الأصل بحكم قضاء كل حياتها فى البلاد.
وعن علاقتها بمن حولها يضيف «أشرف»: أمى كانت قيثارة وكانت رقيقة فى تعاملها معنا ولم تحاول معاقبتنا، واعتزلت الغناء من أجل التفرغ لتربيتنا. وعرفت بتحفظها فى لفظها واحترام خصوصية الآخر حتى خصوصيتنا نحن.
يستكمل الحديث: أمى عانت من نكسات كثيرة منها اتهامها بأنها جاسوسة إسرائيلية، حيث تم التشكيك فى وطنيتها اعتمادا على التشكيك فى ديانتها وأنها من أصل يهودى. وفى ذلك يقول: أمى ماتت وهى تقرأ كتاب الله فضلا عن أنها ماتت بمرض القلب، وقد عرضنا عليها السفر إلى الخارج والذهاب إلى المستشفى ولكنها رفضت تماما التزما بحبها للبيت وحفاظا على وطنيتها.
يتابع: حزنت ليلى مراد كثيرا لرحيل جمال عبد الناصر، فهى تقدر حكام مصر، كما حزنت أيضا من محاولة هدم الأعداء لها وذلك بالتشكيك فى ديانتها ووطنيتها، مضيفا: أمى فتحت دار الرحمة لمعاونة الفقراء، كما أنها تبرعت بشبكتها أول أيام الثورة لصالح القوات المسلحة، كما أنها رفضت السفر إلى الخارج حبا فى مصر واختارت الموت فى مصر برغم أنه كان بإمكانها السفر للخارج.
واستطرد: أمى أحبت الإسلام وأحبت القرآن حتى أنها كانت دوما تدعو أحد المشايخ، لعشقها لتلاوة القرآن، وقد ماتت وهى تقرأ القرآن، وهى أيضا تعشق مصر لدرجة أنها فضلت الوفاة على سريرها فى مصر، دون السفر برغم معانتها من مرض القلب.
وفيما يخص أزمتها المالية يقول «أشرف»: تعرضنا لأزمة مالية برغم امتلاكنا الكثير من الأموال، وذلك لعدم حسن إدارتها للناحية المادية.
وعن أخيها منير مراد يقول: كان سبب البهجة فى حياتها، وكانت تحبه كثيرا وحزنت لفراقه.
وقدمت ليلى مراد للسينما 27 فيلمًا كان أولها فيلم «يحيا الحب» مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1937، وارتبط اسمها باسم أنور وجدى بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم ليلى بنت الفقراء، وتزوجا عام 1945، وكان آخر أفلامها فى السينما الحبيب المجهول عام 1955 مع حسين صدقى واعتزلت بعدها العمل الفنى.
وقد حصلت على العديد من الجوائز حيث كرمت فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير تسلمتها عنها الفنانة ليلى علوى، وفى عام2007 قام فريق عمل فيلم فى شقة مصر الجديدة، بإهداء الفيلم إلى ليلى مراد من خلال عبارة ظهرت فى نهاية الفيلم «إهداء إلى ليلى مراد.. صوت الحب».
توفيت ليلى مراد فى 21 نوفمبر 1959 بعد صراع مع المرض ورفضت السفر خار ج مصر حبا لمصر وفضلت الوفاة بمصر فضلا عن السفر، وغادرت وهى تقرأ كتاب الله حبا فى الإسلام برغم أن البعض شكك فى ديانتها واعتناقها للإسلام، وقد رحلت عنا ولكن ما زالت ولا تزال قيثارة الغناء تصدح بغنائها فى كل وقت فستبقى قيثارة الغناء العربى، وأيقونة موضة الزمن الجميل فى الشياكة واختيار الألوان.
البوابة لايت
ليلى مراد قيثارة الغناء العربى وأيقونة الموضة في الزمن الجميل
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق