الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الطريق إلى 30 يونيو.. ميادين تمردت على حكم الإخوان بالأقصر

الأقصر تنتفض ضد الإخوان
الأقصر تنتفض ضد الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع مرور 8 سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالنظام الإخواني من سٌدة الحكم، لا نستطيع أن ننسى أن اندلاع شرارة تلك الثورة كانت بدايته من محافظة الأقصر، والتي كانت أولى المحافظات التي تمردت على هذا الحكم بعد قراره وقتها بتعيين محافظا ذو خلفية سلفية مقاليد المحافظة، حيث كان أحد منتسبي الجماعة المسلحة التي نفذت حادث مذبحة الدير البحري سنة 1997.
وبعودة شريط الذكريات وتوقفه عند يوم 16 يونيو عام 2013، عندما أعلنت حركة المحافظين التي اعتمدها محمد مرسى رئيس الجمهورية وقتها تضمنت اختيار 7 محافظين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، و5 لواءات تابعين للقوات المسلحة، و3 مستقلين، ومحافظ ينتمي لحزب البناء والتنمية، وآخر ينتمي لحزب غد الثورة، وهي الحركة التي أثار بركان الغضب في الشارع المصري بصفة عامة وفى الشارع الأقصري بصفة خاصة.
بركان الغضب هذا، جاء كون المهندس عادل أسعد الخياط من أعضاء حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية والتي انتهجت العنف في السابق، كما سبق اعتقاله لمدة سنة عقب مقتل الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، لانتمائه للجماعات الإسلامية، وكان الخياط وقت "مذبحة الأقصر" في الأربعينات من العمر، وكان قائدا للجماعة الإسلامية حين فتح 6 مسلحين شبان ينتمون للجماعة النار يوم 17 نوفمبر على السائحين الأجانب بمعبد حتشبسوت في وادي الملكات وقتلوا 58 منهم، حيث أضيرت السياحة بشدة في الأقصر بعد هذا الهجوم 1997، وفجرت خلفية الخياط السياسية والدينية بركان الغضب لدى الشعب الأقصري، واعتبر العاملين بالسياحة تعيينه بمثابة مقبرة للسياحة بالمحافظة.
وبسبب هذا، كان تعيين عادل أسعد الخياط المنتمى لحزب البناء والتنمية محافظا للأقصر بمثابة الصدمة لدي المواطنين ما جعل أهالي الأقصر والعاملين في قطاع السياحة أن يثوروا صبيحة يوم 17 يونيو وشدوا الرحال إلى ديوان عام المحافظة، حيث اتخذوا منه ميدانا للاعتراض على تعيين هذا المحافظ، وبدءوا بذلك أول شرارة لثورة 30 يونيو كخطوة استباقية، حيث اشتعلت مظاهرات محافظة الأقصر اعتراضا على المحافظ الجديد الذي وصفوه بـ "الإرهابي" وتساءل المواطنون عن السر في أن يتولي محافظة سياحية محافظ لا يؤمن بالسياحة ويعاديها بالأساس فهو صاحب فتوى تغطية التماثيل، ودخلوا في اعتصام على أبواب المحافظة وأغلقوا البوابات، وعلقوا لافتة مكتوب عليها "جماهير الأقصر ترفض المحافظ الإرهابي"، كما رفع عشرات المحتجين من العاملين بالسياحة لافتة تقول "لا للمحافظ الإرهابي"، وعبر المحتجون في المدينة عن القلق من أن الإسلام المتشدد قد يسبب مزيدا من الضرر للمحافظة، وتداعت الأحداث بعد ذلك إلى قيام المتظاهرين بحرق الإطارات أمام مبنى محافظة الأقصر واستمرار الاعتصام كما هددت 38 بعثة أثرية، تعمل بمجال التنقيب عن الآثار بالمناطق الأثرية بالبر الغربي والكرنك بالأقصر، بتعليق عملها وتوقفها عن الحفريات بالمناطق الأثرية المختلفة بالأقصر، في حال استمرار تعيين المهندس عادل الخياط، القيادي بالجماعة الإسلامية، محافظا للأقصر، مما ترتب عليه إعلان حزب البناء والتنمية، وقتها تأجيل قدوم المهندس عادل الخياط إلى المحافظة بسبب الاحتجاجات، مما دفع "عادل الخياط" للإعلان عن استقالته من منصبه الذي لم يهنأ به، وهنا انطلقت الاحتفالات بانتصار الأهالي واستكملت الأحداث بعد ذلك بعد أن تحول ديوان محافظة الأقصر، إلى "ميدان" لاستقبال المحتفلين المشاركين في ثورة 30 يونيو حيث كان كلهم ثقة بنصرهم في هذا اليوم أيضا.
ويسترجع محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، وأول المشاركين في تلك الاحتجاجات، تلك الأيام في حديثه مع "البوابة نيوز" قائلا:أن قرار تعيين قياديًا ينتمي للجماعات الإسلامية محافظًا للأقصر، كان قرار غبي يدل على غباء قاتل للحزب الحاكم وقتها وكان بعدا جديدا يهدد بخطورة الموقف، وتكملة لسلسلة الأزمات التي كانت تتعرض لها المحافظة، منذ صدور هذا القرار غير المدروس، وبمجرد علمنا به توجهنا إلى ديوان المحافظة لمنع المحافظ الجديد من دخول المبنى، وبالفعل لم تطأه قدماه حتى قامت ثورة 30 يونيو المجيدة، ولازلت أتساءل كيف كان سيكون حالنا إذا تسلم هذا المحافظ عمله واستمرت الجماعة في حكمها لمصر، كيف كان سيفتتح هذا المحافظ مهرجانات السينما التي كانت تقيمها المحافظة، وكيف كان سيقوم بتسويق الأقصر سياحيًا بهدف جذب العديد من السياح لزيارة المدينة التاريخية وهو ينتمي لجماعة كانت سببا في توقف السياحة لفترات طويلة بعد حادث الدير البحري.
فيما قال أبو بكر فاضل أحد المحتجين وقتها أمام ديوان المحافظة: "لا أعلم هل كان مرسي وقتها قبل تصديقه على حركة المحافظين الجديدة، يعلم أن الأقصر محافظة سياحية ويعتمد سكانها في دخولهم بنسبة 80 في المائة على السياحة. "هل كان يعلم أن الأقصر تحوي ثلثي آثار مصر؟ هل كان يعلم أن شعب الأقصر يناصب الجماعة الإسلامية العداء منذ حادث 1997؟، كيف لمن رفع السلاح وقتل السياح أن يعمل على انتعاش الحركة السياحية – واصفًا ما حدث بالكارثة الكبرى التي حلت على الأقصر – على حد قوله.
فيما قال أحمد ياسين من أهالي الأقصر، أن هذا القرار كان بمثابة النار في الهشيم، وأشعل الثورة من جديد في الشارع المصري وعجل بنهاية النظام وسقوطه لأنه لم يقرأ الأوضاع السياسية جيدًا ولم ينظر لمصلحة البلاد على الإطلاق، وكان القرار استكمال حلقات أخونة الدولة والسيطرة على مؤسساتها وهيئاتها المختلفة وذلك بتعيين قيادات تابعة لهم يستطيعون استغلالها في الانتخابات أو في قمع المظاهرات.
وقال عبد الرحمن أحمد، "من أكتر الحاجات اللي بتخليني فخور بأبناء محافظتي الأقصر، في السنة السوداء اللي حكموا فيها الإخوان مصر وقبل نهايتهم بأسبوعين تحديدًا في 17-6-2013 عينوا محافظ جديد للأقصر مين المحافظ ده ؟ اسمه " عادل الخياط " كان عضو في الجماعة الإسلامية اللي نفذت مذبحة الأقصر الشهيرة، يعني جايبين إرهابي لمحافظة سياحية، تاني يوم بعد ما اتعين طلع برأ الجماعة الإسلامية من التهمة الموجه إليها ودافع عن المنفذين ووصفهم بالأبرياء المظلومين اللي عملوا كده من الخوف! ثم أكمل "إن شاء الله التماثيل لن تغطى.. وسيتم تنظيفها " ولكن أهالي الأقصر كانوا كل يوم قدام مبنى المحافظة بيطالبوا باستقالته والأمر اللي وصل بيهم أنهم يحاولوا يضربوه ويمنعوه من دخول مكتبه والأمن خلصه منهم بالعافية وأتصاب شخصين من المواطنين في الأحداث دي بعد 3 أيام نفى إشاعة تقديمه استقالته، يوم 23-6-2013 استقال المحافظ حقنا للدماء، أسبوع واحد لم يكمله على كرسي المحافظة وطردناه".
وأضافت سحر محمود، "أن رحيل المحافظ المتطرف ذو التاريخ الأسود عادل الخياط عن محافظة الأقصر يعتبر نصرًا لأبناء محافظتنا الذين رفضوا وجوده في مدينة الأصنام، فنحن لم نكن لنقبل أن يكون المحافظ إرهابيا علينا يأتي من الظلام كي يفرض نفسه علينا، تحية لكل من وقفوا ضد تعيين هذا الشخص".