السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تصنيع لقاحات فيروس "كورونا" قضية أمن قومي.. غراب: فوائد اقتصادية بتوفيره محليًا للمواطنين وتصدير الفائض.. شاهين: الشركات العالمية تؤكد على قدرة مصر على الإنتاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحب خبراء بجهود الدولة لتوطين صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مع توفير الاعتمادات المالية لجلب أكبر قدر ممكن من اللقاحات من مصادرها المتنوعة، وذلك لحماية المواطنين ورفع القدرة المناعية لمواجهة الفيروس وعدم توقف الأنشطة الاقتصادية، مشددين في تصريحات لـ"البوابة نيوز" على أهمية هذه الخطوات للتصدى لأي أزمات طارئة وعدم تكرار تجربة الهند التى وقفت عاجزة رغم قدرتها الكبيرة عن تصنيع اللقاحات وقت انتشار الفيروس.


وأشاد المهندس أشرف غراب، خبير الاستثمار، بسعي الدولة المصرية في توطين صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وذلك بتوقيع الحكومة اتفاقيتين بين شركة فاكسيرا وشركة سينوفاك الصينية لتحقيق التعاون الفني والاستفادة من اللقاح الذي طورته سينوفاك، بالإضافة إلى قيام وزارة الصحة بالتنسيق مع مختلف المسؤولين المعنيين لتصنيع لقاح "أسترازينيكا"، والذي من المتوقع إنتاج 40 مليون جرعة من لقاح كورونا المُصنع محليًّا خلال العام الحالى.
وأكد غراب في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن توطين صناعة لقاح كورونا محليًا يساهم في توفير اللقاحات للمواطنين لرفع مناعتهم لمجابهة الفيروس، وهذا يساهم في استمرار عمل الأنشطة الاقتصادية المختلفة ودوران عجلة الإنتاج وعدم تأثره بالجائحة، بالإضافة إلى التصدي لأي أزمة طارئة وعدم تكرار تجربة الهند التي وقفت عاجزة رغم قدرتها الكبيرة الصناعية والطبية.
وأوضح، أن توطين صناعة اللقاحات والأدوية هو بمثابة أمن قومي صحي، خاصة في ظل قيام بعض الدول الكبرى كأمريكا وأستراليا وكندا بتخزين اللقاحات التي قامت بتصنيعها أو حجزها لبلدان بعينها وعدم توزيعها بطرق عادلة، واعتراف مؤسسة كوفاكس العالمية المنوط بها توفير اللقاحات أنها تعاني من نقص في 250 بليون جرعة حسب تصريحات رسمية.
وتابع، أن هناك فوائد اقتصادية أخرى لتصنيع مصر للقاح فيروس كورونا وهو توفيره محليًا للمواطنين ثم تصدير الفائض منه إلى الدول الأفريقية ما يدر عوائد اقتصادية كبيرة على مصر، بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا التصنيع إلى مصر لتنتج فيما بعد المواد الخام للقاح لتصبح مصر أول الدول الأفريقية في تصنيعه، خاصة مع تحورات الفيروس وعدم معرفة موعد انتهائه.
وأشار إلى أن توطين صناعة اللقاح وسرعة تطعيم المواطنين منه يضمن عدم تحور الفيروس والهند خير مثال على ذلك، موضحًا أن جائحة كورونا التي غيرت العالم كله سياسيًا واقتصاديًا جعلتنا نتعلم أنه لا بد من الاعتماد على أنفسنا لأن الدواء حاليًا أصبح أهم من السلاح.


وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، قد أكد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا بتوطين صناعة اللقاحات داخل البلاد دون النظر إلى التكلفة والأرباح، موضحًا أن مصر تستعد لأن تكون مصدرًا لتصدير اللقاح إلى أفريقيا والمنطقة وتوطين الصناعة في مصر من خلال إنشاء عدة مصانع أبرزها مصنع في مدينة 6 أكتوبر مع توفير الاعتمادات المالية لجلب أكبر قدر ممكن من اللقاحات من مصادرها المتنوعة.
وأضاف: من المنتظر أن تقوم مصر بتصنيع لقاح "سينوفاك" الصينى، فيما تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع مختلف المسؤولين المعنيين، سعيًا لتصنيع لقاح "أسترازينيكا" بمصانع "فاكسيرا" بمدينة 6 أكتوبر، ومن المتوقع إنتاج 40 مليون جرعة من لقاح كورونا المصنع محليًا في مصر خلال العام الحالى.
وقال تاج الدين، إن توطين صناعة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في مصر، سواء تعبئة ثم تصنيعًا ثم خلق المناخ العلمي والفني والمؤسسي لإنتاجها محليًا أمر في منتهى الأهمية، وتسعي مصر في اتجاهين أولهما توفير اللقاحات بالكميات اللازمة لتلقيح أكبر قدر ممكن من المواطنين، والثاني تصدير المتبقي لدول تعاني تداعيات الجائحة ومنها أفريقيا.
وأشار إلى أن هناك تعاقدات من بعض الشركات الخاصة لتصنيع بعض اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" في مصر ومنها اللقاح الروسي، لافتًا إلى دور هيئة الدواء المصرية في التأكد من جودة وفعالية تلك المؤسسات.


ومن جانبه أكد الدكتور أحمد شاهين، أستاذ الفيروسات، على الدولة المصرية تمتلك قدرات كبيرة وخبرات واسعة في مجال تصنيع الدواء، وهو ما يؤهلها لتصنيع اللقاحات، لتحتل الريادة في ذلك على المستوى الإقليمي والأفريقي، وتصبح مركز لتصنيع اللقاح لخدمة المنطقة الممتدة بين آسيا وأفريقيا.

وأشار شاهين إلى أن كل وفود الشركات العالمية، التي زارت مصر مؤخرًا رأت في مصر قدرات وامكانيات عالية لتصنيع مختلف اللقاحات، وهو ما ساهم في إبرام اتفاقيات للتصنيع مستفيدة من قدرات شركات الأدوية القائمة.
ووصف الدكتور مجدي بدران، خبير المناعة، تصنيع مصر اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد بأنه إنجاز حضاري كبير، ولن تتوقف الاستفادة منها على مصر فقط، بل ستمتد للعديد من الدول العربية والأفريقية، موضحًا في تصريحات صحفية أن تصنيع اللقاحات محليًا عامل مساعد ورئيسي في مواجهة الفيروسات.
وأضاف، أن تصنيع اللقاح سيوفر لمصر ودول أخرى بدائل آمنة واكتفاء ذاتي في مواجهة أي احتكار عالمي، مما يحقق للبلاد منتجات تعتبر أمن قومي للمواطنين.