في محل صغير أسفل أقدم مساجد القاهرة التاريخية والمرسوم على فئة الخمسين جنيها وهو مسجد قجماس الإسحاقى والمعروف باسم مسجد أبو حريبة الواقع بحى الدرب الأحمر قرب باب زويلة بالقاهرة، تجد عم صلاح يقوم بإصلاح الأحذية والشنط تلك المهنة التي توارثها عن أجداده حيث يرجع عمر هذا المحل لأكثر من 200 عام.
هشام صلاح والشهير بعم صلاح يبلغ يشق عقده السادس على الانقضاء تجده يعمل وقد طبعت على وجه ملامح مصرية خالصة تعكس حضارة المنطقة التي تربى وولد فيها ولا يعرف غيرها وسط مساجد وكتاتيب وأسبلة تجاوز عمرها الألف عام، وخاصة مسجد فاطمة النبوية الذي يمثل لعم صلاح قيمة روحية عالية.
يحدثك عم صلاح عن تاريخ المنطقة بلباقة وكأنه مرشد سياحي قضى أعوام في هذه المنطقة وأجرى عنها الدراسات الكثيرة، كما حرص على كتابة لوحة بخط يده يعرف بها تاريخ المسجد والمنطقة، حيث يقول عم صلاح أنه منذ كان في الكتاب مع الصغار يحفظ القرآن كان يحب ان يعرف عن تاريخ المساجد والمناطق الأثرية وأنساب وحكايات الصالحين.
وبمجرد أن جاوز عقده الأول بدأ في مساعدة والده في المحل والذي كان يرفض ذلك في البداية حتى يكمل هشام تعليمه لكنه حبا في والده تمسك بالمهنة يتوارثها هي والمحل عن جده وينادى بنفس اسم والده عم صلاح، لكنه يدرك أن المحل سيغلق بمجرد وفاته حيث إنه لم ينجب أولاد ذكور فقط أنجب ثلاث بنات، كما أن المهنة أوشكت على الانقراض لما تعانيه من ظروف صعبة.
ويقول عم صلاح أن الصناعة الصيني والموضة الجديدة تحارب المهنة بشراسة حيث أصبح الوارد قليل جدا كما أن الزبائن ابتعدت عن تفصيل الأحذية لكونها مكلفة وليست على الموضة، مما جعله يعيش ظروف صعبة إلا أنه لا يعرف مهنة غيرها بسبب تقدمه في السن ويناشد عم صلاح المسؤولين بإنهاء إجراءات معاشه مبكرا بسبب ظروفه الصحية والمعيشية.
