الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التحول لنظم الري الحديثة.. "التنقيط الذكي" أبرز الأنواع.. صيام: 80% من المزارعين حيازتهم أقل من 3 أفدنة.. ويجب تمويل مد الشبكات .. وفدان قصب السكر يستهلك 6 آلاف متر مكعب مياه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات تطبيق مشروع التحول لنظم الري الحديثة أمر في غاية الأهمية لتقليل هدر المياه خاصة أن لدينا نحو 5 مليون فدان بالدلتا والصعيد "الأراضي القديمة" تستهلك نحو 40 مليار متر مكعب مياه عن طريق نظام الري بالغمر وفى حالة تطبيق النظم الحديثة سواء الري المطور أو بالتنقيط توفر هدر15إلى 20% من المياه علاوة عن زيادة في جودة إنتاجية الفدان ولكن يتم ذلك بكلفة تصل لـ 150 مليار جنية بواقع 15إلى 30 ألف للفدان الواحد ناهيك عن عمل ومد شبكات الري، بحسب الخبراء.

جدير بالذكر وافق مجلس الوزراء على آليات تطبيق مشروع التحول لنظم الري الحديثة، والذي يجري تنفيذه بالتعاون بين الوزارات والجهات المعنية وتشكيل لجنة عليا لتسيير مشروع التحول لنظم الري الحديثة.
يعلق الدكتور جمال صيام، أستاذ اقتصاد زراعي بجامعة القاهرة: تهدف الخطة القومية للمياه وتطبيق منظومة ري حديثة عبر تشجيع تحويل الري بالغمر إلى التنقيط عبر مساحات صغيرة وهى جزء من حملة لتشجيع المذراعين على هذا النمط الجديد، وهناك نوع أخر يسمى الرى المطور عن طريق عبر أنابيب لها فتحات على المساحات المنزرعة متصلة بماكينة ري ثابتة تخدم مساحة 100 فدان وتعتبر ضمن المشروعات التى يتم تطبيقها.
ويضيف "صيام": يبقى تكلفة شبكة الرى الداخلية "المواسير" بتكلفة 10 ألاف جنية كمتوسط ويتم تمويلها من قبل الحكومة ويدفع الفلاح أقساط 500 جنينة سنويًا حيث تصل تكلفة الري المطور لنحو17 إلى 20 ألف للفدان. ولكن تبقى المشكلة في أن 80% من المزارعين يملكون أقل من 3 أفدنة وهنا تزيد كُلفة هذه الشبكات، بخلاف أن الري بالتنقيط تحتاج تنظيم مؤسسي عبر الجمعيات التعاونية لتوحيد المحصول عبر مساحات محددة.
ويواصل "صيام": هناك محاصيل لا يجدى معها الري بالتنقيط فمثلا الأرز والقمح بخلاف الخضروات والذرة التى تزرع على التنقيط وهنا لا بد من رسم خريطة محددة للزراعات والتنسيق مع الهندسة الزراعية لمراعاة مسألة تغيير أنواع المحاصيل المنزرعة في المساحة الواحدة. وهناك نوع أخرى من نظم الرى يسمى الرى الذكى عن طريق وضع أجهزة استشعار في التربة ومطبق في ول كثيرة ويزود الإنتاجية.

يخالفه في الرأى الدكتور مصطفى محمود أستاذ هندسة زراعية بوزارة الزراعة، الري بالتنقيط يجدى في كل المحاصيل الزراعية لأن الأصل في الرى هو إضافة مياه للنبات والكفاءة هي أضافة المياه بالكمية والميعاد المناسب وتقليل فواقد الرى بخلاف الرى بالغمر، فالمحصول الذى يحتاج لـ10 ألاف متر مكعب بالغمر يمكن أن يروى بـ5 ألاف فقط بتقليل 50% لتقليل نسب الفاقد، وكل نظم الرى ممتازة ولكن الفرق في الإدارة للنظام وتقليل الفواقد.
ويواصل محمود": فدان القصب كان روى بنحو 12 إلى 15 ألف متر مكعب مياه وأجريت عليه تجارب لتسوية الأرض بالليزر وتمت الزراعة على خطوط وكان يروى بالغمر قلت النسبة لنحو 8 إلى 9 ألاف متر مكعب ثم أجريت تجارب التسوية مع نظام الري بالتنقيط وصلت لنحو 5.5 إلى 6 ألاف متر مكعب مياه بتقليل فاقد يصل لـ50% ناهيك عن زيادة جودة إنتاجية القصب عن طريق زيادة تركيز السكر في العقلة لنحو10% بخلاف الأسمدة والصرف.
ويتابع "محمود": كلفة توصيل الرشاشات أو شبكة الري بالتنقيط تتترواح من 15 إلى 30ألف لأنها ترتبط بمصدر المياه ونوع المواسير وقطرها ونوعها ونوعية المياه والفلاتر المستخدمة ونوعية الخامات المستخدمة غير أن مد الشبكات لأقل من 50 فدان تكون غير موفرة اقتصاديا.
جدير بالذكر أن الحكومة كشفت في أبريل 2019 عن الخطة القومية للمياه في مصر (2017-2037)، بتكلفة 50 مليار دولار، والتي تستهدف التغلب على المشكلات المتعلقة بنقص المياه، وتقوم على 4 محاور رئيسية، لتحسين نوعية المياه وجودتها، والترشيد، وتنمية الموارد المائية، وتهيئة البيئة المناسبة، إلى جانب إدخال نظم الرى الحديثة والتكنولوجية، والعمل من خلال المراكز البحثية المتخصصة على استنباط محاصيل زراعية أقل استهلاكا للمياه مع تقليل فترة نمو المحاصيل.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية محمد غانم، ذكر أن مصر ستركز خلال عام 2021 على سبل توفير المياه من خلال ثلاثة مشروعات رئيسية، وهي التوسع في شبكات الري لترشيد استخدام المياه في الزراعة، وتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار في الزراعة وتوليد الكهرباء، وتوصيل المرافق في مناطق عشوائية مختارة.