الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدور الوطني والمجتمعي لجامعة القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات من قيادات جامعة القاهرة والقائمين على شئونها للتعبير عن امتنانهم وتقديرهم لما يقدمه معالي الأستاذ الدكتور/ محمد عثمان الخشت في سبيل النهوض بجامعتنا العريقة وتطويرها وتحديثها بما يتلاءم مع المتغيرات المحلية والدولية، وبما يحقق لها الريادة في حاضرها ومستقبلها.
وبدوري، فقد شرفت على مدار أربع سنوات مضت بالعمل ضمن فريق الأستاذ الدكتور/ محمد الخشت في إدارته للجامعة، حيث اختارني مديراً لمركز التعليم المدمج ثم نائباً لرئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، لمست في شخصه خلال تلك الفترة القائد الذي يحمل طموحات واسعة، ويحسن توظيف قدراته وخبراته وعلاقاته الإنسانية ومواهبه القيادية في تطوير منظومة المسار الأكاديمي والعمل الإداري، كما استطاع – بتوفيق من الله – أن يبني جسراً متيناً يربطه بكل منسوبي الجامعة من طلاب وعاملين وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ومعبراً راسخاً يربطه بالمجتمع.

لقد كانت تجربة ثرية مميزة على المستوي الشخصي بالتعامل عن قرب مع قائد بارع، استفدت كثيراً من أسلوبه المتميز في الإدارة وعمله الدؤوب، عرفته مدركاً لقضايا وطنه ومتطلبات المرحلة، يريد لجامعته أن تستمر في ريادتها، يؤمن بأن موقعها لن يعزز إلا عبر المبادرات والعلم والعمل. كذلك عرفته عبر سنوات العمل فألفته نعم الرجل الحكيم الحريص على احترام القانون وإعماله أحكامه، يستمع للآخر ويتحاور في هدوء، يطرح الأمور بموضوعية، ويرحب بالرأي والرأي الآخر، ويستمع للنصيحة، ولا يتهاون أبداً في أي حق من حقوق الجامعة.

ويشهد المولى عز وجل على صدق كلماتي النابعة من القلب، والتي وددت من خلالها نسبة الفضل لصاحبه والانطلاق منها الحديث عن بعض الإنجازات الملموسة التي تحققت على أرض الواقع في قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة نتيجة الدعم اللا محدود من الأستاذ الدكتور/ محمد الخشت الذي أنطلقت رؤيته من أهمية الدور الوطني والمجتمعي لجامعة القاهرة وفق استراتيجية مصر 2030 والتي تستهدف بناء وطن يأخذ مكانته المرموقة على خريطة العالم المتقدم، ويعتمد في الأساس على بناء الإنسان المصري.

لقد جاءت تكليفات معالي رئيس الجامعة للقائمين على القطاع واضحة وصريحة بالمشاركة في مختلف المبادرات القومية بمختلف المجالات والحملات المتعددة الأهداف، كما وجه سيادته بإطلاق العديد من المبادرات التي مثلت إضافة حقيقة في مسيرة بناء الوطن، ولم تترك الجامعة مجالاً من مجالات العمل القومي إلا وجاءت مشاركتها عميقة الأثر. ونشير في هذا السياق إلى بعض ما تحقق من خلال النقاط الآتية:

• المشاركة بفاعلية في مبادرة حياة كريمة والتوجه الرئاسي نحو تنمية الريف المصري، حيث انطلقت القوافل الطبية والقوافل التنموية الشاملة لتجوب القرى بالمناطق الأكثر احتياجاً في مختلف أرجاء الجمهورية وبالمناطق الحدودية في مدن حلايب وشلاتين وأبو رماد، لتقدم خدماتها الصحية والتوعوية إلى البسطاء والمحتاجين من المرض، حيث تجاوز عددهم المستفيدين من هذه الخدمات خلال عام 2020 حوالي (24) ألف مستفيد، قدمت لهم خدمات الكشف الطبي، وإجراء العمليات الجراحية، وصرف الأدوية بالمجان، وتقديم المواد الغذائية، كما تم فتح فصول محو الأمية لهم، وتدريبهم على بعض الحرف اليدوية في إطار مبادرة صنايعية مصر التي توليها أجهزة الدولة اهتماماً بالغاً.

• المشاركة في مبادرة 100 مليون صحة ومكافحة فيروس "سي" وتقليل قوائم الانتظار بالمستشفيات، حيث تعاونت الأطقم الطبية بالجامعة مع وزارة الصحة والسكان في الكشف على منسوبي جامعة القاهرة أو غيرهم من المترددين على مستشفيات الجامعة، سواء بالكشف المبكر عن أمراض فيروس سي أو الكشف عن الأمراض الناجمة عن التدخين وتعاطي المخدرات أو أمراض السمنة والتقزم، فضلاً عن إطلاق حملات توعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة والاشاعات، وتحويل الحالات للعلاج بالتعاون مع وزارة الصحة وكلية طب قصر العيني والمعهد القومي للأورام والمؤسسة المصرية لدعم مرضى السرطان، وذلك كله بتنظيم ومتابعة من إدارة المشروعات البيئية بالجامعة.

• تدشين العديد من المبادرات في إطار مشروع تطوير العقل المصري وتغيير طرق التفكير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء "مركز الدعم النفسي وإعادة بناء الذات" بهدف التصدي لبعض الظواهر السلبية المستحدثة التي طرأت على المجتمع المصري، فضلاً عن مواجهة التداعيات النفسية لأزمة كورونا، وكذلك إنشاء "مركز اكتشاف ورعاية الموهوبين" بهدف تشجيع الشباب من أصحاب المواهب وحثهم على إظهار ما تجود به قرائح أذهانهم خدمة للفكر والإبداع.

• السبق في التعامل مع أزمة كورونا ووضع "الخطة الشاملة لمواجهة فيروس كورونا" التي تم الأعلن عنها يوم 26 من يناير 2020، وما أعقبها تشكل لجنة عليا اشرفت على تنفيذ الخطة الموضوعة واتخاذ الإجراءات اللازمة في شأن التعامل مع الامة على مختلف الأصعدة، ومع مراعاة اعتبارات التدرج في التنفيذ والتنوع ما بين الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية ومسائل الشئون الأكاديمية والبحثية وغيرها، فضلاً عن تشكيل غرفة عمليات برئاسة رئيس الإدارة المركزية للشئون الطبية للمتابعة والتنفيذ، وكذلك رفع الاستعدادات القصوى بأقسام الاستقبال والطوارئ بالمستشفيات الجامعة، وذلك كله بالتنسيق مع الجهات المعنية. ولا ننسى الدور البارز الذي قامت به الجامعة في استقبال أبناء الوطن من العالقين بالخارج مع عودتهم إلى وطنهم اثر انتشار وباء كورونا، حيث أشرف معالي رئيس الجامعة بنفسه على إعداد وتجهيز المدن الجامعية لإقامة العالقين وإعاشتهم، كما استقبل القادمين على رحلات الطيران والذين تجاوز عددهم خمسة آلاف شخص.

• تنظيم العديد من المعارض الخيرية للطلبة والطالبات وللعمال بالجامعة بالتعاون مع صندوق التكافل الاجتماعي ووزارة التضامن الاجتماعي وبنك الكساء المصري والعديد من المؤسسات والجمعيات، حيث استفاد من هذه المعارض التي تجرى على مدار العام ما يزيد على 7000 شخص.

• مجهودات ضخمة في رعاية أبنائنا وبناتنا من ذوي الإعاقة، وقد تكللت هذ المجهودات مؤخراً بتأسيس "مركز جامعة القاهرة لخدمات ودعم ذوي الإعاقة" بالتعاون مع الأميديست وشركة حلم، وبحيث يتولى الإشراف على هذا المركز نخبة من كبار الأساتذة في كلية العلاج الطبيعي ومن المتخصصين في دمج وتأهيل ورعاية المعاق.

• تعظيم الاستفادة من رابطة خريجي جامعة القاهرة، بتوسيع قاعدة المشاركة والتوجه نحو عمل تطبيق هاتفي يسمح لخريجي الجامعة بسهولة الانضمام والتعرف على الخدمات المقدمة والمشاركة في الفاعليات تعزيزاً للدور المجتمعي، كما تم العمل على توفيق أوضاع الجمعية المشهرة لرابطة الخريجين بما يتوافق مع قانون الجمعيات رقم 149 لسنة 2019 ولائحتة التنفيذية التي صدرت مؤخراً.

• وفي إطار ملف التحول الرقمي، حرص قطاع خدمة المجتمع على إعداد قاعدة بيانات متكاملة للمراكز والوحدات ذات الطابع الخاص، بحيث تحتوي على تاريخ إنشاء المركز وأهدافه والقائمين عليه والأنشطة التي تمت بكل مركز ومع عمل مواقع لها عبر شبكة التواصل الاجتماعي وربطها بموقع الجامعة، بغرض رفع تصنيف الجامعة في مجال التأثير المجتمعي. كذلك خرج إلى النور الإصدار الأول لدليل خدمات القطاع ليقوم بتزويد الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بمعلومات وافية عن الخدمات التي تقدمها المراكز والوحدات، بحيث يمثل هذا الدليل مرجعاً لاستيفاء المعلومات اللازمة عن خدمات القطاع وما يتصل بها من إجراءات ورسوم مواعيد وآليات اتصال، وذلك لكل من يرغب من الاستفادة من هذه الخدمات وبما يعزز من قيمة الوقت والجهد.

ولاشك أن كل ما تقدم وغيره من الفاعليات والأنشطة، التي لا يتسع المقام لذكرها، لم تكن لتتحقق لولا الرعاية والدعم والمتابعة اليومية من الأستاذ الدكتور محمد الخشت، أسال المولى عز وجل له التوفيق والسداد والاستمرار في رئاسته لجامعتنا العريقة لسنوات مقبلة لأجل استكمال مسيرة التطوير والتحديث.