الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على مديحِ لا يُجلَسُ فيهِ "الأكاثيستوس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وضع هذا المديح أو التسبيح والنشيد في اللغة اليونانية على اربعة وعشرين بيتا بعدد حروف الهجاء اليونانية. وكل بيت منها يبتدئ بحرف من حروف الهجاء على التتابع،بعضها مطول ويختم بالهتاف:"افرحي يا عروسة لا عروس لها" وبعضها موجز العبارة بختم بالهتاف:" هليلويا " اي سبحوا الرب الرب.
وقسمت الكنيسة البيوت الاربعة والعشرين إلى اربعة ادوار لكي يكون لكل اسبوع من الصوم العظيم دور بستة بيوت،مجموع الادوار كلها للاسبوع الخامس من الصوم ويتلى معها القانون المولف مثل سائر القوانين من تسع اوديات (تسابيح) فجاء مع الاربعة والعشرين بيتا من اجمل ما كتبه الكتبة الكنسيين وألسن الفصحاء. ففي كل فقرة منها تتمثل العبادة الالعية وتعظيم السيدة العذراء والدة المسيح الطاهرة مع حرارة الايمان المسيحية.

معنى كلمة أكاثيستوس:
إن كلمة "أكاثيستوس" يونانية منحوتة من "α" النافية وفعل "كاثيستوس" أي جلس. وأُطلق هذا الاسم على مدائح العذراء لأن الاكليروس وجمهور الشعب القسطنطيني ترنموا بها في أيام الملك هرقل سنة 626،وهم واقفون إجلالًا للسيدة الطاهرة وطلبًا لنصرتها وحمايتها واستعدادا لحمل السلاح بأقصى سرعة، عند أول إشارة لصد هجمات الأعداء المحيطين بالمدينة المالكة على نحو العبرانيين لدى بنائهم أسوار أورشليم في أيام النبي نحميا (نحميا4: 11). وبما أن لغتنا العربية تفتقر إلى كلمة واحدة تعبر عن اللفظة اليونانية.فقد لجأ مترجمو كتبنا الطقسية إلى هذه العبارة:نشيد لوالدة المسيح "لا يجلس فيه" أو "لا يجوز الجلوس فيه".
تعريف المديح:
هي خدمة تقريظ لوالدة المسيح، مرتبطة بعيد البشارة الذي يقع في الصوم الكبير. في ممارستنا الحالية نقيم جزءا منها مساء كل جمعة من اسابيع الصوم الاربعة الاولى، ثم نعيدها كاملة في الاسبوع الخامس، وهي، في الأساس، عبارة عن نوعين من التسابيح هما "القنداق" و"القانون" نتلوهما ضمن خدمة صلاة النوم الصغرى.اما من حيث المضمون، فيقسم قنداق المديح إلى قسمين: تاريخي ولاهوتي.

القسم التاريخي الابيات الـ 12 الاولى، وفيه سرد لاحداث البشارة، والميلاد، والدخول إلى الهيكل كما وردت في الاصحاحين الاولين من إنجيلي متى ولوقا.

القسم اللاهوتي يشمل الابيات الـ 12 الاخيرة، وفيه إعلان لعقيدة التجسد، وتأمل في دور والدة المسيح

أسلوب المديح:
من حيث الاسلوب نجد في صياغة قنداق المديح استعمالا لنوعين أدبيين:

الاول هو ما يسمى بالنشائد الشعرية، وقد صيغت فيه الابيات المزدوجة، وفاتحات الابيات المفردة. والملاحظ ان كل بيت مزدوج يتألف من ست جمل شعرية حسب التقسيم في اللغة اليونانية الأصلية، كذلك كل فاتحة من فاتحات الابيات المفردة. بذلك يصبح لدينا اثنتا عشرة جملة شعرية في كل بيتين.

الثاني هو اسلوب النشائد الابتهالية، وقد صيغت فيه الجمل الشعرية التي تأتي بعد فاتحات الابيات المفردة، والتي تبتدئ بعبارة "افرحي"، منظومة على نمط الموازاة الذي يكثر استعماله في المزامير الكتابية، وهو ان تُردّد معنى واحدًا في جملتين مختلفتي التعابير. هنا ايضا نجد اعتمادًا على العدد 12 في التقسيم.
دخل العدد 12 في التركيب الشعري للمديح بسبب اهميته، اذ يرمز إلى والدة الإله، "المرأة التي على رأسها اكليل من اثني عشر كوكبًا"، كما اشير اليها في (رؤيا 12: 1).

مؤلف المديح:
تضاربت الآراء حول واضع النشيد. فقد نسبه العالم اليوناني باباذبولس كيرامفيس إلى البطريرك فوتيوس في القرن التاسع، وهذا زعم لا يسلم به أحد اليوم.ونسبه آخرون إلى بطريرك القسطنطينية سرجيوس الأول (610-638)،،آخرون نسبوه إلى جورج بيزيدس أمين مخطوطات كنيسة الحكمة الالهية(أجيّا صوفيا) في عهد الملك هرقل.على أن النقد العلمي الحديث يرجح انتسابه إلى القديس رومانس الحمصي المنشأ إمام الشعراء والمنشدين الكنسيين.ولد هذا القديس في أواخر القرن الخامس في حمص التي كانت عاصمة سوريا الوسطى، من عائلة يهودية الاصل وكان شماسًا انجيليًا،خدم في كنسية القيامة في بيروت،وانتقل بعد ذلك إلى القسطنطينية، في أولخر عهد الملك انسطاسيوس الأول(491-518)على الأرجح.وقد ظهرت له العذراء في الحلم في كنيسة منطقة كيروس المشيّدة على اسم والدة الإله ودفعته إلى نظم الشعر والكتابة.توفي حول سنة 556 تاركًا ما يربو على ألف نشيد ديني،لم يبقى من هذه الأناشيد اليوم سوى مئتين، بعضه مبعثر في رتب الفرض الإلهي.

وفقًا لمعظم الآراء وتاريخية المديح فإن مؤلف قنداق المديح على الأغلب هو القديس رومانس المرنم، الحمصي الاصل (عاش في القرن السادس)، وقد كان رائدًا في كتابة هذا النوع من الشعر.