الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رائدات من زمن فات| فردوس حسن.. حواء الخالدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتى قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد أختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالى رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصرى بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتى برعن في تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
عملت الفنانة فردوس حسن في مجلة "الدنيا المصورة"، بعد دراستها المدرسة الفرنسية، فكانت بدايتها الفنية بالمسرح في ١٩٢٢ من خلال مشاركتها الفنان محمد بهجت في تقديم بعض عروضه بكازينو "دي باري"، ثم انضمت بعد ذلك لفرقة الفنان على الكسار "أمين صدقي، على الكسار، حتى التحقت بفرقة "رمسيس" في ١٩٢٤، التي أسسها الفنان يوسف وهبي في ١٩٢٣، أي بعد عام واحد من تأسيسها لتتلمذ على يد مخرجها عزيز عيد، حسبما أوضح الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها نجحت في إثبات وجودها الفني لتصبح إحدى نجمات الفرقة مع كل من الفنانات: "روز اليوسف، فاطمة رشدي، زينب صدقي"، وبعد ذلك مع "أمينة رزق، روحية خالد" وقد أسند لها الفنان يوسف وهبي البطولات المطلقة مع أمينة رزق منذ عام ١٩٣٠ بعد انفصال كل من نجمات الفرقة الثلاث "روز اليوسف، فاطمة رشدي، زينب صدقي".
وذكر دوارة، أنها تميزت بقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، وخصوصا التاريخية، وذلك نظرا لأن أداءها التمثيلي بصفة عامة قد اتسم بالأداء المسرحي الكلاسيكي، وكذلك لإجادتها الإلقاء باللغة العربية الفصحي بصوتها الآسر المميز المعبر ومخارج ألفاظها السليمة وحروفها الواضحة والتزامها الدقيق بجميع قواعد النحو والصرف، بالإضافة إلى جمال صوتها، وخصوصا في إلقاء الشعر، مما أهلها للقيام ببطولة المسرحيات الشعرية، من أهمها مسرحية "العباسة" للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى في ١٩٤٥، من تأليف عزيز أباظة وإخراج فتوح نشاطي، وقامت بتجسيد شخصية "العباسة" الأخت الكبرى للخليفة هارون الرشيد.
ويشير دوارة إلى أن الفترة من ١٩٣٥ حتى ١٩٥٣ تعد من أزهى فترات تألقها المسرحي، وهي الفترة التي بدأت بتأسيس "الفرقة القومية"، فخلال تلك الفترة تقاسمت أدوار البطولات النسائية مع الفنانات: "أمينة رزق، زينب صدقي، عقيلة راتب، روحية خالد"، كما يذكر أنها قد بدأت منذ بداية الستينيات تقريبا في تجسيد شخصية الأم، وإن كانت قد قضت سنوات طويلة من عمرها بعيدا عن الأضواء، وبالتحديد أكثر من عشرين عاما منذ آخر مشاركاتها المسرحية ١٩٧٤، حيث قررت اعتزال الفن بصورة نهائية مبكرا، وللأسف الشديد، فإن معظم جمهور السينما العربية الآن لا يتذكرونها ولا أدوارها السينمائية أيضا، رغم أنها تعد الممثلة الثانية التي ظهرت على الشاشة الفضية بعد الفنانة الرائدة عزيزة أمير.
اشتهرت "حسن" بجمالها اللافت للنظر، ويكفي أن نذكر أنه قد تم اختيارها لتجسيد شخصية "ليلى" حبيبة الشاعر العربي قيس، تلك الشخصية المحورية التي قامت بالأداء الصوتي والغناء لها الفنانة آسمهان، وذلك خلال أحداث الأوبريت الشهير "مجنون ليلى" لأمير الشعراء أحمد شوقي وألحان وغناء الفنان محمد عبدالوهاب، الذي تضمنته الأحداث الدرامية لفيلم "يوم سعيد"، ورغم امتداد مسيرتها الفنية من ١٩٢١ حتى ١٩٧٤، فإن مسيرتها السينمائية استمرت فقط خلال الفترة من ١٩٢٣ حتى ١٩٥٤.
قدمت "حسن" مع فرقة "رمسيس" مسرحيات: "راسبوتين، انتقام المهراجا، قتيل الوهم، الرئيسة، حانة مكسيم، كرسي الاعتراف، مستشفى المجاذيب، توسكا، نائب رغم أنفه، وراء الستار، الشرق والغرب، صاحب البيت، عذراء سيسليا، عمة شارل، يوليوس قيصر، الأرستقراطي، البرج الهائل، الجريمة والعقاب، في ظلال الحرية، المائدة الخضراء، أميرة بغداد، شجرة الدر، تاجر البندقية، يوليوس، القضية المشهورة، البخيل، بنت الخيال، شارع عماد الدين، أولاد الذوات، المرأة الكاذبة، أنا أحبك، خفايا القاهرة، نار ورماد، بنات الهوى، صندوق الدنيا، أولاد الفقراء، ضحك ودموع، أما ليلة" وغيرها؛ ومع فرقة "اتحاد الفنانين" مسرحيات "الحلاق الفيلسوف، الست درية، العصامي، جميل وبثينة، صرخة الطفل، الإسكندر الأكبر" في ١٩٣٤؛ ومع فرقة "المسرح القومي" مسرحية "مجرم" في ١٩٣٥، أتبعها مسرحيات "الفاكهة المحرمة، نشيد الهوى، الفتاة المسترجلة، شمشون ودليلة، طبيب المعجزات، طيف الشباب، مجنون ليلى، المال والبنون، أنتيجونا، المهرج، لويس الحادي عشر، أدم وحواء، شارع عماد الدين، الشيخ متلوف، تاج المرأة، العباسة، دموع المهرج، حواء الخالدة، ثلاثة رجال وامرأة، الغيرة، النسر الصغير، ليلة من ألف ليلة، شجرة الدر، بنات الهوى، سر شهرزاد، شهريار، شاعر الشعب، زواج فيجارو، مجنون ليلى، صنف الحريم، المحروسة، السبنسة، الندم، زيارة ممنوعة، أقوى من الزمن" وغيرها.
نرصد لها مشاركتها من خلال المسرحيات السابقة بأداء أدوار البطولة المطلقة في عدد كبير من المسرحيات المهمة وتجسيدها لعدد من الشخصيات الدرامية المتميزة، من بينها: قوت القلوب "ليلة من ألف ليلة"، العباسة "العباسة"، الملكة بدور "سر شهرزاد"، ومن المسرحيات العالمية: كلمينسترا "الذباب الندم"، الكونتيسة "النسر الصغير"، كاريتللي "راسبوتين"، إلى جانب بعض المسرحيات المعاصرة، من بينها: عبلة "حواء الخالدة"، درية "الفاكهة المحرمة"، أم خليل "قهوة الملوك"، إنصاف هانم "المحروسة"، فردوس أم سلمى الغجرية "السبنسة"، عائشة "زيارة ممنوعة".
وقد تعاونت من خلال مسرحياتها مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل، من بينهم: "عزيز عيد، جورج أبيض، يوسف وهبي، زكي طليمات، فتوح نشاطي، عمر وصفي، عمر جميعي، والفرنسي فلاندر، أحمد علام، نبيل الألفي، حمدي غيث، كمال يس، سعد أردش، محمود عزمي".