الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ليالى القاهرة || قاهرة المعز.. قصور المعز

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتفرد مدينة القاهرة بسحر خاص، تجذب إليها القلوب قبل العيون، عجز المؤخرون والمستشرقون على وصفها، فكل من يأتى إليها يأبى الرحيل، وكأنها “النداهة” التى تشدو بصوتها العذب لتجذب إليها كل من تخطو قدمه عليها، فهى مزيج من العبقرية والجنون، أما لياليها فلها مذاق خاص، التجوال في شوارعها حتى مطلع الفجر، فهى المدينة التى لا تنام.
 وعلى مدى شهر رمضان المبارك سنروى حكاية تلك المدينة الساحرة، أم المدن، «القاهرة» سنتحدث عن مساجدها، وكنائسها ومبانيها، وحكايات أشخاص عاشوا فيها، وغزاه وأحباب سنروى حكايتها منذ نشأتها.
وبعد أن انتهى من بناء القصر الكبير، أقام العزيز ابن المعز قصرا سمى بـ "القصر الصغير الغربى" وكان يقع على الجانب الآخر من القاهرة وقام بتخصيصه لابنته "ست الملك"، وأخذت العمائر تزدهر في تلك الفترة وخلفت وراءها مجموعة من التحف المعمارية سميت بـ "القصور الزاهرة".
فبعد أن حفر "جوهر" القائد أساس القصر الكبير الذي استقبل فيه المعز، استمر العمل في أقسامه المتعددة عدة سنوات، وأشتمل القصر في داخله على عدة مناظر وقاعات وبعض القصور الصغيرة، وكان أهمها بهو الذهب والأفيال والظفر والشجرة وقصر الشوك والمزرد والنسيم والبحر والحريم.
وكان للقصر الكبير تسعة أبواب أهمها هو باب الذهب والذي كانت تدخل منه القوات العسكرية، وجميع أهل الدولة في يومي الاثنين والخميس وهو يؤدى إلى قاعة الذهب، وأيضًا كان يضم القصر أبواب أخرى ومنها باب البحر وباب الزهر وباب السعيد وباب قصر الشوك وباب الديلم وباب تربة الزعفران، وباب الزهومة، وكان أمام القصر ميدان فسيح تعرض فيه الجنود في أيام العيد.
وحينما آلت الخلافة إلى العزيز ابن المعز أضاف إلى القصر قاعة الذهب والديوان الكبير، ووصف قصر العزيز بأنه لم يُبنَ مثله في الشرق ولا في الغرب" وكان له عدة أبواب من أهمها باب السباط وباب التبانين وباب الزمرد، وكان يتصل بالقصر الكبير بواسطة نفق حفر تحت الأرض، وكان ينزل منه الخليفة ممتطيا ظهر بغتله محاطًا بالفتيات.
كما شيد الفاطميون دورًا كثيرة المحاطة بالمناظر الجميلة الرائعة، ومن هذه الدور هى دار الضيافة، ودار الوزارة الكبرى، ودار الغرب ودار الذهب.
وكان القصر الكبير يحرسه في الليل خمسمائة حارس من الفرسان، وخمسمائة حارس آخرين من الرجال، وكانت أسواره عالية فلا يستطيع أحد رؤيته من داخل المدينة، ويبدو من الخارج وكأنه جبل كبير، وبه آلاف الخدم من النساء والجوارى، وكان القصر الكبير به عدة خزائن ومنها خزانة الكتب، وخزانة البنود وخزائن السلاح، وخزائن الفرش، وخزائن الكسوات، وخزائن الخيم، وخزائن الجواهر والطيب والطرائف.
وكان لكل خزانة من خزائن القصر عامل يدير شئونها، وصناع يشتغلون فيها إن كانت محتوياتها يتطلب ذلك، وفراش يقوم هو ومساعدوه بتنظيفها والسهر على سلامة محتوياتها، ولكل من هؤلاء مرتبات يتقاضونها من بيت المال. وكانت هذه الخزائن قسما من حواصل الخليفة التى قسمت على خمسة أنواع، الأول الخزائن، والثانى حواصل المواشى، والثالث حواصل الغلال وشون الأتبان، والرابع حواصل البضاعة، والخامس الطواحين ودار الفطرة؛ ومن بين أهم تلك الخزائن هى خزائن الكتب والتى أطلق عليها مفخرة العصر الفاطمي.