الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة.. الكافيجي يحصد اهتمامًا كبيرًا لـ"المختصر في علم التاريخ"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل العام 790 للهجرة ولد أبو عبدالله محمد بن سليمان بن مسعود الرومي الحنفي، حيث لم يهتد أحد المؤرخين لتاريخ ميلاده على وجه الدقة، نشأ في الأناضول، وسافر إلى الشام والحجاز لتلقي العلم، ثم جاء إلى مصر في عهد الأشرف برسباي، تقريبا نحو العام 831 للهجرة، لُقب بـ"الكافيجي" لكثرة اشتغاله بكتاب "الكافية في النحو" لابن الحاجب.
وكتاب "الكافية" اسمه بالكامل "كافية ذوي الأرب في معرفة كلام العرب" ألفه عثمان بن عمرو بن الحاجب المصري المولود في عام 570 للهجرة بهدف أن تكون الكافية مقدمة في علم النحو وأصوله بعيدا عن الفروع والاختلافات والتفاصيل، ونال شهرة كبيرة حتى تم تناوله بالشرح والتفسير أكثر من 50 مؤلفا.
ولما استقر الكافيجي في القاهرة ظهرت مكانته واشتهر بين العلماء الأفاضل بعلمه وتقواه، وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان، وكثر تلامذته ومن أبرز من أخذ عنه: جلال الدين السيوطي، وابن أسد، وابن مزهر، وعبد القادر الدميري، ومحمد بن محمد السعدي، ومحمد بن جمعة، وغيرهم الكثير.
تم تحقيق الكتاب ونشره وترجمته في وقت سابق على يد المستشرق روز نتال تحت اسم "علم التاريخ عند المسلمين" وتم نشر وتحقيق الكتاب في العراق في أوائل الستينيات، وأيضا في القاهرة.
ووفقا لمحققه المصري الدكتور محمد كمال الدين عزالدين أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، والذي نشره عام 1990 عن "عالم الكتب" فإن المؤلف قد رتب كتابه على مقدمة وثلاث أبواب وخاتمة.
شملت المقدمة الإشادة بعلم التاريخ، حيث عجائب الملك والملكوت، والاتعاظ بوقائعه وأحداثه، وفي الباب الأول تحدث عن مبادئ علم التاريخ، ووقف على تحديد المصطلحات والمفاهيم لكلمات مثل "التأريخ، الزمن، الوقت، علم التاريخ، التقويم" كما فرق بين المعاني اللغوية والاصطلاحية، وتحدث عن أسباب اتخاذ التقويم عند المسلمين وقصة عمر بن الخطاب مع وضع التقويم الهجري، ورد على من قال بعدم صحة كتابة التاريخ لعدم لجوء القدماء لذلك.
وناقش في الباب الثاني أصول علم التاريخ والكلام عن الحضور والعيان لرواية الخبر والوقائع، وغلبة الظن والترجيح واليقين، وشروط نقل الخبر ومدى ضرر التساهل في ذلك، أما الباب الثالث ففي بيان شرف أهل علم التاريخ، فالعلم عنده أعظم اللذات والجهل أشد الآلام، وتضمنت الخاتمة الفراغ من التأليف والانتهاء من الكتاب.
يُعد مخطوط "المختصر في علم التاريخ" من المخطوطات المهمة التي اختفت وأعلن عن بيعها مؤخرا في أحد المزادات الأجنبية، لتنجح وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع الجهات المختصة لاستعادته في يوليو من العام 2018، وهو كتاب يرجع تاريخه لخمسة قرون هجرية للكافيجي.