تعاني بورصات العالم تعاني من الانخفاض والانكماش بسبب كورونا هذه هي الاجابة القاطعة التي ستحصل عليها ممن يقودون البورصة عندما تحاول مناقشة سؤال ماذا يحدث في البورصة المصرية؟ ولماذا جلسات عديدة تشهد مذبحة للأسهم ؟ ولماذا لا يستجيب مؤشر البورصة لأي قرار اقتصادي جيد أو حتى تقرير دولي يشيد بقوة ومتانة الاقتصاد المصري رغم ازمة كورونا ؟ ولماذا أسعار الأسهم في مصر متدنيه بهذا الشكل الذي يجعلها جاذبة للشراء من المستثمرين في الخارج ومع ذلك الأوضاع في البورصة محلك سر ؟ ولماذا حالة تضارب القرارات بين البورصة والرقابة المالية ؟
واذا كانت البورصة كما يقولون هي مرأة الاقتصاد التي تعكس حالة اقتصاد الدولة فلماذا في الحالة المصرية لا تعكس الا نتائج الاخبار السلبية فقط ؟
التقرير الأخير الصادر عن وكالة «فيتش» توقع أن يحقق الاقتصاد المصري معدل نمو إيجابيًا 3% للعام المالي الحالي رغم توقعها استمرار انخفاض الحركة السياحية ومحدودية النشاط التجاري في ظل استمرار تأثر حركة التجارة العالمية، ما يؤكد تنوع القطاعات الاقتصادية وصلابة الاقتصاد المصري.
كما أن مؤسسة التصنيف الائتماني «موديز» قررت تثبيت درجة التصنيف الائتماني لمصر عند المستوى «B2» مع الإبقاء على النظرة المستقبلية المستقرة للاقتصاد نتيجة تنوع الاقتصاد المصري وتحسن أداء إدارة المؤسسات، وتمتع القطاع المصرفي بمرونة عالية وهيكل تمويلي قوي ومع كل هذا الاطراء لم نجد له أي انعكاس على شاشات البورصة
واذا كان قادة البورصة يشيرون إلى ان الاجواء الحالية التي تمر بها مصر بسبب سد النهضة وحالة الحرب المنتظرة –مع ان مصر لم تلوح بها – قد اخرجت الاجانب وعدد كبير من المستثمرين المصريين من السوق حرصا على اموالهم فلماذا تقوم إدارة البورصة حاليا بعمل حملة دعاية تليفزيونية للاستثمار في البورصة أو تعلن عن قرب عمل طروحات حكومية جديدة ؟
بالتأكيد هناك شيء ما خاطئ في القصة خاصة وان البورصة تحولت إلى استنزاف طويل الامد لمتوسطي الدخل الذين فكروا ان الاستثمار في البورصة قد يدفع بمدخراتهم إلى الزيادة بدلا من تسليمها إلى احد طوائف المستريحين التي تعلن عن شركات توظيف اموال سرية تقوم بمشروعات وتعطي ارباح وفي النهاية يجمع المستريح النص مليار من البسطاء ويختفي واصبح الحال الآن ما بين استنزاف البورصة أو مص دماء من قبل المستريحين
لماذا يدفع صغار المستثمرين ثمن تصفية حسابات الكبار في البورصة؟ ولماذا نري ايقافات مفتوحة للأسهم بدون ذنب للمشتري الذي اشتري من على شاشة البورصة ؟ ولماذا فرض ضرائب على المتداولين في بورصة تحاول التعافي ؟
هل ادرك رئيس هيئة الرقابة المالية اخيرا ان الأوضاع في البورصة غير طبيعية وغير منطقية وبالتالي لجأ إلى عمل مؤتمر مع المستثمرين الاجانب في البورصة عبر زوم ليرد على استفساراتهم التي تركزت على ان مصر اصبحت ثاني أصغر سوق بمؤشر مورجان ستانلي وان التدخل في اليات العرض والطلب والإلغاء المستمر لعمليات البيع والشراء يؤدي إلى قلقهم ويجعلهم يحجمون عن دخول البورصة المصرية
استطيع القول ان إدارة البورصة مؤخرا اتجهت إلى الانفتاح على المستثمرين وتحدثت مع الاجانب ومع بعض المصريين ولديها طروحات تحديدا شركتين كبيرتين المفروض سيتم طرحهم للاكتتاب في مايو القادم وقد قامت بعمل حملة إعلانية تدعو للاستثمار في البورصة
لكن هل هذه الخطوات كافية لإقالة البورصة من عثرتها وهل من قادوا إدارة البورصة على مدي عدة سنوات بنفس المفاهيم وبنفس الاداء هم انفسهم الذين سيحاولون اعطاء دفعة جديدة للبورصة تعزز من انطلاقها ؟
لماذا لا نقول ان العامل البشري –كما في القطارات- هو السبب وبالطبع لا اقصد ركاب القطار بل اقصد المشغلين بمعني اوضح ان الخلل في إدارة البورصة وليست في المتعاملين ولا في الاجواء الاقتصادية لكن في الإدارة التي اخذت فرصتها كاملة ولم تصبح البورصة المصرية رقم ما على مؤشر البورصات العالمية فلماذا لا يتم افساح المجال امام عقول جديدة وافكار جديدة ونقدم الشكر والتقدير والشد على الايدي لمن اداروا البورصة خلال الفترة القادمة لان إعلان التليفزيون مع كامل احترامي وتقديري له ليس هو الحل.. الحل هو الربح