الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رمضان كريم في زمن الوباء.. «الصحة العالمية» تقدم 6 إرشادات للصائمين.. و«الفتوى»: اللقاح لا يفطر.. خبير صناعة دواء: الفترة الحالية الأصعب منذ بداية الفيروس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعام الثاني على التوالي، يستقبل المسلمون في شتى أنحاء العالم، شهر رمضان المبارك، في ظل جائحة كورونا بكل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هناك اختلاف بسيط بين رمضان في ظل كورونا في هذا العام ورمضان في كورونا في العام الماضي حيث العام الماضي كان هناك حظر تجوال على معظم الدول العربية في رمضان وكان هناك إغلاق تام للمساجد وساحات الصلاة بسبب تأثير الجائحة التي قلت تدريجيا عن العام الماضي، والسبب في ذلك لأن شهر رمضان الماضي جاء بعد أشهر قليلة من تفشي الجائحة في العالم، في حين يأتي رمضان هذا العام، وقد عصفت الجائحة بكل العالم في كل اتجاه.


وفي ظل أن مصر مُقبلة على موجة ثالثة من كورونا مع بدء الموجة الحارة واستقبال الصيف وتزايد عدد الحالات خلال الأيام الماضية، لا بد وأن يكون هناك حذر شديد من المواطنين وعدم الاستهانة بالوضع واتباع الإجراءات الاحترازية التي نوهت عليها وزارة الصحة وبالأخص خلال الأيام المقبلة مع قدوم شهر رمضان المبارك وعدم الاختلاط أو الإفطار خلال شهر رمضان خارج المنزل.
وفي هذا السياق قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن أصعب فترة نمر بها منذ بداية فيروس كورونا تعد الفترة الحالية حيث تشهد مصر التعرض إلى الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد، وأوضح عنان يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي وعدم تكرار سيناريو زيادة الإصابات بكورونا في رمضان الماضي والتي كانت الحالات فيه ضعف الأيام الأخرى، خاصة وأن الشهر الكريم يأتي بالتزامن مع بداية الموجة الثالثة للجائحة، وتابع عنان أن الموجة الثالثة لن تكون سهلة خاصة في ظل أن المواطنين استهانوا بالفيروس وأصبحوا لا يطبقون الإجراءات الاحترازية كما كان يحدث في الوقت الماضي.
وأضاف عنان، لا بد من وجود توعية حقيقية من الجميع بالخطر والأزمة الحقيقية التي نمر بها وعدم الاستهانة بالفيروس والحد من استقبال الضيوف خلال الشهر الكريم واتخاذ الإجراءات الاحترازية، للوقاية من الفيروس، وطالب عنان من المواطنين الالتزام بإرشادات منظمة الصحة العالمية من خلال ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي على قدر المستطاع، إلى جانب استخدام المطهرات والمنظفات باستمرار لعدم تفاقم الأزمة والوقوع في المنطقة الخطر وتكرار الحظر إلى جانب المداومة على غسيل الأيدي، والتهوية الجيدة، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة والتجمعات كبيرة العدد.
وتابع عنان، إن كان هناك أمر ضروري بالتجمع لأمر ضروي لا يمكن تأجيله لأي سبب من الأسباب لا بد وأن يكون ذلك التجمع في الأماكن المفتوحة والبعد بشكل كبير عن الأماكن المغلقة والضيقة التي تكون سببا رئيسيا في نقل العدوي، وطالب عنان أيضًا بعدم تناول الأطعمة من نفس الطبق عند استقبال أشخاص غرباء عن المنزل والحرص بقدر الإمكان أن يكون هناك مساحة كبيرة بينك وبين الشخص الذي تجلس معه.

إرشادات للصائمين
قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إن نحو مليار ونصف مليار مسلم في العالم يحتفلون حاليا بقدوم شهر رمضان المبارك، وقد احتفينا بشهر رمضان في العام الماضي، خلال المراحل الأولى للجائحة، بطريقةٍ مختلفة، إذ توصَّلنا إلى طُرُق لاتباع عادات جديدة بدلًا من تقاليدنا الاجتماعية المعتادة، في إطار الجهود الرامية إلى حماية أنفسنا وأحبَّائنا.
وأضاف، للأسف، لا يزال الوضع يتدهور هذا العام، مع تزايد عدد المصابين كورونا والوفيات الناجمة عنه، وقد أبلغت عدة بلدان عن زيادة في حالات الإصابة والوفيات، وأتقدَّم بخالص التعازي لجميع الأُسر في جميع أنحاء الإقليم التي فُجِعت بفقدان أحبَّائها بسبب كورونا.
وأشار إلى إنه لا تزال الجائحة تُشكِّل تهديدًا حقيقيًّا قائمًا، وأصبح من المهم أكثر من أي وقتٍ مضى أن نظل يقظين في رمضان هذا العام، وأن نُقدِّم تنازلات من أجل صحتنا وصحة مجتمعاتنا وأحبَّائنا، وكما رأينا في نهاية العام الماضي، فقد أدَّت الفعاليات الاجتماعية التي عُقِدت في موسم الأعياد إلى زيادة حادة في عدد المصابين خلال الأسابيع التي أعقبتها، موضحا أنه يجب ألَّا ندع رغبتنا القصيرة الأجل في قضاء الوقت مع الآخرين تُعرِّض المزيد من الناس للخطر، فلنتعهَّد جميعًا بأن نحافظ على التباعد عن الآخرين بمسافة آمنة، حتى يتسنَّى لنا أن نحتفل بالعديد من المناسبات السعيدة القادمة، وأن نحتفي برمضان معًا في العام المقبل، وتقع هذه المسئولية على عاتق الحكومات والأفراد على قدم المساواة.
وأضاف، لقد أصدرت المنظمة هذا الأسبوع إرشادات مُحدَّثة بشأن الممارسات الرمضانية المأمونة في ظل جائحة كورونا، وتشتمل على توصيات بشأن تدابير التباعد البدني الواجب اتباعها أثناء الصلاة، والإفطار الجماعي، والعُمرة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية أو الدينية.
وفي الوقت نفسه، تنص الإرشادات على أنه من المفترض أن يستطيع الأصحاء صيام شهر رمضان هذا العام كما صاموه في الأعوام السابقة، لأنه لا يوجد أي دليل على أن الصيام يزيد من خطر الإصابة بهذه العدوى، ويمكن لمن يعانون من استمرار أعراض كورونا بعد العدوى به أن يأخذوا بالرُّخصة وأن يُفطِروا بعد مراجعة أطبائهم، كما يفعلون مع أي مرض آخر.

ويقدم الدكتور أحمد المنظرى إرشادات صيام شهر رمضان خلال جائحة كورونا:
أولا: تُشجِّع المنظمة أيضًا على تفضيل الأماكن المفتوحة، إذا كان لا بد من إقامة التجمُّعات، فإن ضمان تدفق الهواء والتهوية الكافييْن أمر بالغ الأهمية، لأن الأماكن المغلقة والمزدحمة التي لا تتوافر فيها تهوية كافية هي بيئة تتيح للأشخاص المصابين نقل الفيروس بسهولة إلى غيرهم إذا مكثوا معهم فترة طويلة من الوقت.
ثانيا: من المهم ارتداء الكمامات إذا تعذَّر الحفاظ على التباعد البدني بمسافة لا تقل عن متر واحد، أو في الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، ويجب على الأفراد الأكثر عُرضة للإصابة بحالة وخيمة من مرض كورونا ارتداء كمامة طبية، في حين يمكن للآخرين ارتداء كمامة غير طبية أو قماشية مكوَّنة من ثلاث طبقات.
ثالثا: عند الإفطار، تناولوا مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة غير المُصنَّعة، واشربوا الكثير من الماء لتحافظوا على مستوى الرطوبة في أجسامكم، وتجنَّبوا تعاطي التبغ، الذي لا يُنصح به حتى في الظروف العادية، ويعاني المدخنون بالفعل من أمراض رئوية أو من انخفاض سَعَة الرئة، وهو ما يُعرِّضهم بشدة لخطر الإصابة الوخيمة بمرض كورونا.
رابعا: بالرغم أن العادات الاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الكريم قد تتغيَّر، فإننا نستطيع جميعًا المحافظة على روح رمضان، وبدلًا من التجمُّعات العائلية، يمكننا التعبير عن حبنا لأُسرنا وأصدقائنا بأن نتواصل معهم عبر المحادثات الصوتية والمرئية، ونُشجِّعهم على الحفاظ على سلامتهم بالبقاء في المنزل.
خامسا: توزيع الأطعمة المعلبة بدلا من التجمعات، ولما كان رمضان هو شهر العطاء، فلنغتنم هذه الفرصة من أجل مساعدة الأفراد والمجتمعات والبلدان المحتاجة، وبدلًا من إقامة موائد الإفطار والسحور للفقراء، يمكننا توزيع الطعام المُعلَّب الذي يمكنهم الاستمتاع به بأمان في منازلهم.
سادسا: الزكاة لشراء اللقاحات، واستنادًا إلى فتاوى العديد من الهيئات الإسلامية في الإقليم، فمن الممكن أيضًا الإنفاق من الزكاة هذا العام لشراء اللقاحات، ودعم حملات التطعيم؛ إظهارًا للسخاء والتضامن على الصعيد الإقليمي، ولنغتنم أيضًا أوقاتنا في التفكُّر والدعاء لِمَن فقدوا أحبَّاءهم، والتضرُّع إلى الله بأن يشفِي المرضى.
وتبعث اللقاحات هذا العام أملًا جديدًا، وينبغي للبلدان والأفراد استخدامها باعتبارها أداة رئيسية للحماية من المرض، وبناءً على فتاوى عدد من الهيئات الإسلامية، فإن تناول لقاح كورونا لا يُفسِد الصيام، ونُشجِّع جميع الأفراد على تلقِّي التطعيم في إطار خطط التطعيم في بلدانهم، ولكن في هذه المراحل المبكرة حيث لم يحصل سوى عدد قليل من الناس على التطعيم، ينبغي أن نواصل تطبيق التدابير الاحترازية الأخرى بصرامة لحماية أنفسنا والآخرين، فإن هذه الإجراءات لن تتيح لنا الحفاظ على صحتنا والاستمتاع بالروح الحقيقية لشهر رمضان فحسب، بل ستساعدنا أيضًا على أداء دور حاسم، أفرادًا ومجتمعات، لاحتواء هذا المرض، والحد من سريانه، وضمان الصحة والعافية للجميع وبالجميع.
وأضاف، نحن جميعًا في مركب واحد، ولا يمكننا النجاة إلا بالتكاتف والاتحاد، وهناك الكثير من المهام التي يتعيَّن على البلدان والأفراد أداؤها في الأشهر المقبلة، حتى نتمكَّن من الاقتراب من عالم خالٍ من الجوائح، ولنتمسك جميعًا بأخلاق رمضان طوال هذا الشهر الكريم عند ممارسة شعائره وعباداته من صلاة وتفكُّر، لنضمن سلامتنا البدنية والنفسية، ونتجنَّب إلحاق الضرر بالآخرين، ونمُد يد العون للفقراء والمحتاجين.

فتوى دار الإفتاء
على الجانب الآخر سبق وأن أعلنت دار الإفتاء المصرية حكم صيام شهر رمضان في زمن كورونا من خلال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا إن صيام شهر رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل إلا في حال وجود عذر شرعي، مثل السفر أو المرض أو غيره من الأعذار التي يعزر معها صوم شهر رمضان المبارك.
وأضاف شلبي، إذا كان المسلم مريضا بمرض كورونا وأجاز له الطبيب يفطر فمن حقه الإفطار وقضاء الصيام بعد زوال مرضه وأستند إلى الآية القرآنية قوله تعالي ليس على المريض حرج.
أما فيما يخص أخذ لقاح كورونا في رمضان وهل يفطر أم لا قال الشيخ محمود عبد الحكم من علماء الأزهر الشريف، إن لقاح كورونا مثله مثل أي لقاح يأخذه المريض، وأنه لا يفطر الصائم في شهر رمضان المبارك بأي حال من الأحوال.
وأضاف عبد الحكم، أن الذي يأخذ لقاح كورونا يكمل صيامه ولا شيء عليه أم في حالة تعرضها من أخذ اللقاح لوعكة صحية أو أعراض جانبية مثل ارتفاع درجة الحرارة أو قيء أو إسهال أو ما شابه ذلك، وقام بأخذ الدواء وأفطر، فعليه قضاء ذلك اليوم التزامًا بالنص القرآني (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
وفي نفس السياق قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكيتريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكيتريا بجامعة القاهرة، هناك أشياء لا بد وأن يعملها المسلم في ذلك الشهر الكريم في ظل انتشار فيروس لتجنب الإصابة، مؤكدة أن الثوم والبصل بها مضادات أكسدة كثيرة تساعد بشكل كبير في تقوية جهاز المناعة وعدم الإصابة بفيروس كورونا.
وأضافت عبد الوهاب، لا بد وأن يكون هناك تطبيق الإجراءات الاحترازية بشتي حذافيرها في شهر رمضان لتجنب الإصابة بالفيروس خاصة من المتوقع زيادة الأعداد في شهر رمضان بسبب كثرة الاختلاط والخروج في ذلك الشهر، وطالبت عبد الوهاب أن يكون هناك محافظة على التباعد الاجتماعي عند صلاة الجماعة والحرص على أداء الصلاة لأفراد الأسرة فقط، كما يجب أن يراعى نقل الطعام في أوعية مناسبة محكمة الغلق لتفادى انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد، والعمل على تجنب الاختلاط بكبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وتجنب مخالطة المصابين بالتهابات تنفسية، والحرص على ارتداء الكمامة في أغلب تعاملاتك حتى مع أقرب الناس إليك، لأن ارتداء الكمامة هي أكبر سبب في منع المرض في ظل الأيام الحالية ليس هذا فقط بل يجب المواظبة على غسل اليدين مرارًا وتكرارًا.

وفي نفس السياق قال الدكتور سعيد صادق، الخبير الاجتماعي، مما لا شك فيه أن شهر رمضان الكريم يختلف كليًا وجزئيًا عن باقي أشهر السنة بسبب التكاتف والترابط الاجتماعي الموجود في هذا الشهر بين المصريين دونًا عن الأشهر الأخرى، لذلك لا بد من وضع حدود للعلاقة والزيارات في هذا الشهر الكريم لتخطي الأزمة خاصة وأن شهر رمضان يعتبر من أكثر الأشهر التي يوجد بها عزومات بين المصريين، مؤكدًا أن التقارب الاجتماعي والاحتكاك سيزيد من انتشار الفيروس.
وتابع صادق، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحًا ذا حدين من الممكن أن نستخدمه في الخير أو الشر ولكن في مصر فإن مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم في انتشار الشائعات وذعر الناس، لكن في شهر رمضان الكريم من الممكن أن نستفيد من تلك المواقع بأن نطمئن على بعضنا البعض دون زيارات أو تجمعات منعًا لانتشار المرض.
وعلي الجانب الآخر قال محمد رضوان مدرس بإحدى المدارس الثانوي بمحافظة سوهاج، أن رمضان هذا العام والعام الماضي يختلفان تمامًا عن أي رمضان بسبب فيروس كورونا لذلك لا بد من الالتزام وتتبع الإجراءات الاحترازية والمطالبات الصحية اللازمة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا، وعن كيف يقضي رمضان هذا العام قال رضوان سأعزل نفسي تمامًا في المنزل ولا أزور أحد أو أحد يزورني تحت شعار لا ضرر ولا ضرار.
وأضاف رضوان، في الوقت نفسه أحاول بشتى الطرق إحياء السنن الرمضانية والعادات والتقاليد التي كنا نمارسها خلال الأعوام السابقة بوجود حلول بديلة طالبًا الآجر والثواب من الله تعالى حيث أنوي أداء الصلوات في المنزل أنا وأسرتي جماعة.
بينما قال حسام عبدالستار عامل بوزارة الأوقاف، سأحاول بقدر المستطاع على صلة الرحم وتبادل الزيارات الأسرية مع الأقارب والجوار في الوضع المسموح به مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي.
وأضاف، عبد الستار، مما لا شك فيه أن شهر رمضان له أهمية كبيرة لأنه يأتي مرة واحدة في العام ومن الممكن قضاء رمضان بصورة طبيعية مع الالتزام بالتدابير الاحترازية خلال الشهر الفضيل بضرورة الجلوس بالمنزل وعدم الخروج إلا للضرورة، وكذلك يجب عدم الذهاب للمجالس والبعد عن التجمعات قدر الإمكان.