الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

عقب مقتل الرئيس في اشتباكات.. ماذا يحدث في تشاد؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش تشاد، تلك الدول الواقعة في وسط قارة أفريقيا، حيث يحدها من الشمال ليبيا، ومن الشرق السودان، حالة من الإضطرابات والفوضى، وذلك عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي، في اشتباكات مسلحة مع متمردين شمال البلاد مطلع الأسبوع الجاري.

وأعلن الجيش التشادي، اليوم الثلاثاء، وفاة الرئيس إدريس ديبي أثناء قتاله ضد جبهة التغيير والوفاق المتمردة والمتواجدة على الحدود الشمالية مع ليبيا.


وقرر الجيش حل الحكومة والبرلمان، على أن يحكم مجلس عسكري البلاد لمدة 18 شهرا، بقيادة نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي إينتو، البالغ من العمر 37 عاما.

وكان محمد إدريس ديبي، أو الجنرال "محمد كاكا" هو قائد قوات الحرس الرئاسي حتى صباح اليوم، قبل أن يتولى رئاسة المجلس العسكري الذي يحكم البلاد.

وكانت نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد، قد ظهرت أمس، بفوز إدريس ديبي بما يقرب من 80% من الأصوات، في الانتخابات التي قاطعتها المعارضة في تشاد بدعوى تزويرها لصالحه.


ماذا حدث؟

حول تفاصيل ما حدث غرب تشاد، يقول رئيس جبهة التغيير والوفاق المتمردة في تشاد، محمد مهدي على، إن الرئيس الراحل شارك في القتال ضد الجبهة يوم الأحد، في منطقة تقع وسط غرب البلاد، حيث أصيب الرئيس يوم الأحد أثناء القتال.

وأضاف أنه شاهد طائرة عسكرية تهبط وسط المعارك، وقامت بإجلاء رئيس البلاد، لعلاجه عقب إصابته، كما انتشرت الدبابات حول القصر الرئاسي، ليعلن عقب ذلك وفاة الرئيس متأثرا بجراحه.

يذكر أن جبهة الوفاق والتغيير التشادية المتمردة، هي حركة مسلحة أنشأها محمد مهدي على في مارس عام 2016، في منطقة تانوا، شمال تشاد، وقررت منذ اليوم الأول شن عمليات عسكرية ضد الرئيس.

ويعد الرئيس التشادي الراحل، الذي تولى الحكم في البلاد إثر تمرد مسلح عام 1990، حليفا وثيقا للقوى الغربية، وخاصة فرنسا، إلا أنه واجه تمرد مسلح متكرر في الصحراء الشمالية، وسط حالة من الاستياء الشعبي بسبب سيطرته على الثروة النفطية وحملات قمع المعارضين.

وقال بيان الجيش التشادي، اليوم الثلاثاء: "نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة ماريشال تشاد في الثلاثاء 20 أبريل 2021".

كما تقرر حظر التجول وإغلاق الحدود البرية للبلاد، إلى جانب إعلان الحداد العام في البلاد لمدة 14 يوما، عقب مقتل الرئيس.


علم أمريكي

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية طالبت السبت الماضي من الدبلوماسيين غير الأساسيين في السفارة الأمريكية لدى تشاد إلى مغادرتها، بسبب هجمات محتملة من قبل المعارضة المسلحة على العاصمة.

وقال البيان الصادر عن الوزارة: "نظرا لقرب المسلحين المتزايد من نجامينا، واحتمال اندلاع أعمال عنف في المدينة، صدرت أوامر لموظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين بمغادرة تشاد عن طريق شركات الطيران التجارية".


عدد السكان

يذكر أن عدد السكان في تشاد وفق ما نقله البنك الدولي في عام 2019، 16 مليون نسمة، 53% منهم من المسلمين، و35% من المسيحيين، والبقية أرواحيين، كما أنه تستقبل الألاف من اللاجئين سنويا.


الإرهاب

تكافح تشاد منذ سنوات عدد من التنظيمات الإرهابية على طول حدودها ومناطقها، حيث تكافح تنظيم بوكو حرام في غرب البلاد، والذي يبايع تنظيم داعش الإرهابي.

كما يتواجد بداخلها نزاعات من قبل المتمردين على طول الحدود مع ليبيا، بالإضافة إلى النزاعات الداخلية بين المزارعين ومربي المواشي.

فيما تشم مدينة نجامينا التشادية، مقر العملية الفرنسية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا "برخان" والتي انطلقت في عام 2014، كما تعتبر تشاد ضمن قوات الدول الخمس لمنطقة الساحل الأفريقي "مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا"، بالإضافة إلى قوات متعددة الجنسيات.

وعقب وفاة الرئيس، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تعازيه في وفاة رئيس تشاد، حيث قال البيان الصادر عن الإليزيه: "رئيس تشاد الراحل عمل جاهدا للحفاظ على أمن بلاده واستقرار المنطقة خلال ثلاثة عقود». وتابع أن «فرنسا تؤكد تضامنها ووقوفها إلى جانب شعب تشاد وتشدد على تمسكها باستقرارها ووحدة أراضيها".

وأضاف: "فرنسا تؤكد على أهمية الانتقال السلمي للسلطة في تشاد عبر الحوار بين جميع القوى السياسية والمجتمع المدني".